«الزراعة» تبحث خطة النهوض بالمحصول
تنسيق مع مصانع الأعلاف للتسويق.. والمنتجون يحددون مطالبهم
تبحث وزارة الزراعة مع اتحاد منتجى الدواجن ومصنعى الأعلاف عملية تسويق محصول الذرة الصفراء من إنتاج الموسم الحالى.
واجتمعت مسئولو «الزراعة» مع ممثلى اتحاد منتجى الدواجن والمصنعين خلال الأسبوع الماضى وتم الاتفاق على تسويق 300 ألف طن بصورة مبدئية دون تحديد الأسعار.
وقالت مصادر فى وزارة الزراعة، إن الوزارة ستجتمع مع مصانع الأعلاف واتحاد منتجى الدواجن خلال الأسبوع المقبل لتحديد آليات تنفيذ عملية التسويق والأسعار التى سيتم التعاقد عليها.
وتسعى الوزارة للتوسع فى زراعة الذرة الصفراء؛ لتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، والحد من التوسع فى زراعة محصول الأرز؛ للمحافظة على المياه فى ظل العجز المتوقع للموارد المائية.
أوضحت المصادر، أن الوزارة ستطلب دفعات مالية مقدمة من منتجى الأعلاف لشراء المحصول من الفلاحين عبر الجمعيات التعاونية فى المحافظات، خاصة أنها لا تملك سيولة مالية لذلك.
أضافت أن الوزارة تدرس خفض أسعار توريد المنتج المحلى لصالح مصانع الأعلاف عن أسعار المنتج المستورد لجذب وتشجيع المصانع على حساب المستورد.
أشارت إلى أن «الزراعة» بصدد التعاقد على استيراد معدات مجهزة لتجفيف الإنتاج قبل عملية التوريد.
وستتولى الجمعيات التعاونية التابعة للاتحاد الزراعى التعاونى مسئولية تجفيف المحصول بشكل عام قبل عملية التوريد للاتحاد.
وقال نبيل درويش، رئيس اتحاد منتجى الدواجن، إن الاتحاد على استعداد لشراء إجمالى إنتاج مصر من الذرة الصفراء، خاصة أنها ستوفر عمليات النقل وبالتالى ستنخفض التكلفة.
أضاف أن الاتحاد أبدى استعداده الموسم الماضى لشراء 1.1 مليون طن من الذرة الصفراء والشامية بعد معالجتها بما يتناسب مع أوضاع الإنتاج بسعر 3400 جنيه للطن، لكن الوزارة والتعاونيات لم يلتزما بالتوريد.
واشترط درويش، أن يحصل المنتجون على الذرة مجففة بنسبة رطوبة لا تزيد على %14 حتى لا تتسبب فى فساد المنتج وتعرضه للتسمم، ما يعود بالسلب على الثروة الحيوانية.
وفضل ثروت الزينى، رئيس شركة الأسد للأعلاف، شراء الكميات الأولى من المساحات المنزرعة فى محافظات الصعيد، لأن ارتفاع درجة الحرارة يؤدى لتجفيف المحصول.
أضاف أن المصانع خلال الموسم الماضى انتظرت توريد المحصول المحلى من قبل الشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية التابعة للبنك الزراعى كما تم الاتفاق عليه لكنها لم تلتزم.
أوضح الزيني، أن الفلاحين اتجهوا الموسم الماضى إلى فرم محصول الذرة بنوعيه، «الصفراء» و«الشامية»؛ لتعظيم العائد المادى من ورائها بدلًا من التوريد لوزارة الزراعة.
وقال فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، إن تفضيل الفلاحين فرم الذرة وإهمال الحصاد التقليدى خلال السنوات الماضية، جاء مدفوعًا بعدة أسباب، منها أن العائد المادى من تحويل الذرة إلى «سيلاج» يدعم الفلاحين أمام الأعباء الزراعية التى تتزايد بمرور الوقت، خصوصًا فى ظل ارتفاع قيمة الإيجارات وتكاليف الإنتاج خلال السنوات الماضية.
أشار إلى أن بعض الفلاحين يزرعون الذرة لمدة 60 يوماً فقط، ثم يحصدونه مبكراً لصالح أصحاب مزارع تربية الحيوانات، بقيمة 300 جنيه للقيراط على الأرض، بما يعادل 7 آلاف جنيه للفدان، وبعدها تتم زراعة الأرض بالذرة مرة أخرى فى الموسم نفسه.
استقرار واردات «الصفراء» عند 9.5 مليون طن
توقع تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية استقرار واردات مصر من الذرة الصفراء، خلال العام المالى الجارى، عند 9.5 مليون طن بارتفاع طفيف عن العام المالى الماضى؛ حيث بلغت 9.4 مليون طن.
أوضح التقرير، أنَّ استهلاك مصر من الذرة الصفراء المستوردة كان من المفترض أن يرتفع خلال العام المالى المنتهى إلى 10 ملايين طن، لكن تراجع استهلاك المصريين من لحوم الدواجن والماشية منع الزيادة.
أشار إلى تراجع استهلاك المصريين من اللحوم، خلال العام الأخير، بنسب تتراوح من 15 إلى %20، حيث لا تزال تداعيات تخفيض قيمة العملة فى نوفمبر 2016 ملموسة.
وتوزعت واردات الذرة الصفراء إلى مصر، خلال العام المالى الماضى، بين 3.1 مليون طن من البرازيل، و2.8 مليون طن من الأرجنتين، و2.6 مليون طن من أوكرانيا، كأكبر موردى الذرة لمصر، والباقى من مناشئ أخرى.
وتوقع التقرير الأمريكى، ارتفاع مخزون الذرة فى العام المالى الحالى إلى 2.36 مليون طن، مدعوماً بزيادة إنتاج مصر من الذرة بشكل عام بعد زيادة المساحات المنزرعة إلى 3.5 مليون فدان.
انخفاض الأسعار العالمية يرفع الاستهلاك المصرى
15.9 مليون طن حجم الاستهلاك بزيادة متوقعة %6
توقع تقرير وزارة الزراعة الأمريكية زيادة استهلاك مصر من محصول الذرة خلال العام المالى الحالى بنسبة %6 بدعم من زيادة الإنتاج وانخفاض الأسعار العالمية للذرة الصفراء، والتى تحتاجها صناعة الثروة الحيوانية فى مصر بالدرجة الأولى فى عملية التربية.
وتوقع التقرير، وصول الاستهلاك إلى 15.9 مليون طن مقابل 15 مليون طن خلال العام المالى الماضى، والذى استقر عند هذا المعدل بعد ارتفاع أسعار البيع للمستهلكين بصورة مبالغ فيها مدفوعة بارتفاع الأسعار العالمية.
وقال أنور العبد، رئيس مجلس إدارة شركة الأهرم للدواجن، إن أسعار خامات الأعلاف سجلت قيماً قياسية خلال النصف الأول من العام الحالى أثرت على تكلفة الصناعة المحلية وبالتالى أسعار البيع للمستهلكين.
أضاف أن أسعار الفول الصويا بلغت 440 دولارًا فى الطن كأعلى سعر لها على الإطلاق، وذلك قبل أن تتراجع مرة أخرى بقيمة 60 دولارًا للطن.
كما زادت أسعار الذرة الصفراء إلى 215 دولارًا فى الطن قبل أن تهبط بقيمة 35 دولارًا للطن مؤخرًا، وهو ما ساهم فى خفض أسعار الأعلاف.
وبلغت الأسعار أعلى مستوى لها فى العام الحالى شهر أبريل الماضى بعد تجاوز متوسط سعر الطن بين الشركات 7350 جنيهًا، قبل أن يتراجع بقيمة طفيفة إلى 7150 جنيهًا حالياً.
كما زادت أسعار أعلاف الأسماك أيضًا بمعدل مماثل، فارتفع سعر أعلاف الأسماك البلطية من 6 آلاف جنيه فى الطن منتصف العام الماضى إلى 7 آلاف جنيه خلال الشهرين الأخيرين.
وقال كريم سليمان، رئيس شركة الصقر للأعلاف، إن الاستهلاك يرتفع بتحسن أوضاع صناعة الدواجن التى تعتمد على الذرة الصفراء بصورة أساسية فى عملية التربية من خلال إنتاج الأعلاف.
أوضح سليمان، أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعًا نسبيًا فى المبيعات بسبب الزيادة القياسية فى الأسعار، ومازلنا ننتظر انخفاضًا بعد تراجع الأسعار العالمية للفول الصويا والذرة الصفراء للقدرة على زيادة عمليات التسويق.
وتراجعت أسعار خامات الأعلاف خلال شهر يونيو الماضى بقيم تتراوح بين 400 و1000 جنيه فى الطن لتهبط الذرة الصفراء إلى 3900 جنيه للطن مقابل 4300 جنيه، والفول الصويا إلى 8500 جنيه مقابل 9500 جنيه قبلها.
أزمة «الأرز» فائدة لمحاصيل أخرى
مليون فدان زيادة فى مساحات «الشامية».. والصفراء «محلك سر»
توقع تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية، زيادة إنتاجية مصر من الذرة بنوعيها «الشامية، والصفراء» بنسبة %6.6، خلال العام المالى الجارى، مدعوماً بزيادة المساحات المنزرعة.
قال التقرير، إنَّ إنتاج مصر وفقاً للمساحات المنزرعة، خلال الموسم الحالى، سيرتفع إلى 6.4 مليون طن، مقابل 6 ملايين خلال الموسم الماضى.
لكن إحصائيات وزارة الزراعة المصرية، خلال الموسم الحالى، تشير إلى طفرات فى المساحات المنزرعة بالمحصول، بعد أن اقتربت من 3.5 مليون فدان من جميع الأصناف، مقابل 2.5 مليون فدان خلال الموسم الماضى.
وتوزعت المساحات المنزرعة على 3 ملايين فدان لمحصول الذرة الشامية مقابل 2.1 مليون فى الموسم الماضى، فى حين تراجعت المساحات المنزرعة من الذرة الصفراء إلى 540 ألف فدان، مقابل 550 ألفاً الموسم الماضى.
وأوضح تقرير وزارة الزراعة الأمريكية، أنَّ محصول الذرة حصل على مساحة أكبر، خلال الموسم الحالى؛ نتيجة خطة الحكومة لخفض المساحات المنزرعة بمحصول الأرز بهدف المحافظة على المياه.
وقال مجدى الشراكى، رئيس جمعية الإصلاح الزراعى، إنَّ تقليص مساحات الأرز الموسم الحالى من خلال القضاء على الزراعات المخالفة سمح للفلاحين بالتوسع فى زراعات الذرة بأنواعها المختلفة، لكن التركيز جاء على «الشامية».
أضاف أن مساحات الأرز، خلال الموسم الحالى، لم تصل إلى 900 ألف فدان، وذلك مقابل مساحات اقتربت من مليونى فدان، خلال الموسم الماضى، أغلبها بالمخالفة، والفارق بين الموسمين استفاد منه محصول الذرة.
وكانت وزارة الرى قد حددت مساحات الأرز الموسم الحالى بنحو 730 ألف فدان، قبل أن تسمح بزراعة نحو 100 ألف فدان أخرى قبل نهاية موسم الزراعة.
وقال على عودة، رئيس الجمعية العامة للائتمان الزراعى، إن الفلاحين توسعوا فى زراعة الذرة الشامية على حساب الذرة الصفراء، رغم أن الحكومة ترغب فى زيادة إنتاج الأخيرة.
أضاف أن ضعف القدرة على تسويق المحصول هو السبب فى تجنب الفلاحين لزراعة الذرة الصفراء؛ لعدم تكبد خسائر مالية جديدة.
أوضح أن الحكومة مطالبة بتوفير خطة جديدة لتشجيع الفلاحين على زراعة الذرة الصفراء لخفض فاتورة الواردات خلال السنوات المقبلة، والاعتماد على الإنتاج المحلى.
«الثروة الحيوانية» المستفيد الأول من التوسع بـ«الذرة»
«حسن»: مصر تستورد %90 من خامات الأعلاف
«صولة»: خفض الأسعار يسمح للمزارع بزيادة الإشغالات
رهن متعاملون فى صناعة الثروة الحيوانية انتعاشة القطاع بقدرة الحكومة على التوسع فى زراعات محاصيل خامات الأعلاف بأنواعها المختلفة.
قال محمد حسن، مدير تسويق قطاع التسمين فى شركة أورجانو للأعلاف، إن زيادة المساحات المنزرعة فى مصر من خامات الأعلاف سيمنح المصانع القدرة على خفض تكاليف الإنتاج، ما ينعكس على أسعار بيع الأعلاف للمستهلكين.
أضاف أن مصر تستورد ما يزيد على %90 من احتياجاتها السنوية من الخامات «الذرة الصفراء، والفول الصويا»، وبالتالى فالسوق المحلى يخضع بصورة رئيسية لمؤشر الأسعار فى بورصة شيكاغو للحبوب.
أوضح أن صناعة الدواجن فى مصر تنتج نحو 1.2 مليار دجاجة سنويًا، لكن الاستهلاك يصل إلى 1.32 مليار، ورغم أن الفجوة ضعيفة، لكن ضبط أوضاع السوق يجعل القطاع يتطور بصورة تسمح له العودة للتصدير مرة أخرى منذ انقطاعه قبل 12 عاماً.
وقال تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية، إن فصل الشتاء يشهد زيادة طبيعية فى نسبة النفوق بمزارع التربية تتراوح بين %8 و10 على أقل تقدير، بسبب تفشى الأمراض الفيروسية.
ويشتهر السوق المصرى بتفشى أمراض نيوكاسل، وأنفلونزا الطيور، والالتهاب الشعبى المعدى، وتؤثر نتائجها بصورة أقوى على الُمنتجين الأصغر لعدم قدرتهم على توفير معاملات الأمان بسبب ارتفاع تكلفة اللقاحات والعقاقير البيطرية.
وقال حسين صولة، مدير التسويق فى شركة كوهية للدواجن، إن ارتفاع نسبة النفوق فى الشتاء مسألة طبيعية بالسوق المصرى منذ انتشار وباء أنفلونزا الطيور فى 2006، لكن زيادة الإنتاج تعالج الوضع بنسبة كبيرة.
أضاف أن خفض أسعار الأعلاف يسمح للمزارع بزيادة إشغالات المزارع، وبالتالى ستنخفض التكلفة مهما كانت نسبة النفوق.
وعلى صعيد صناعة الماشية، قال محمد برعى، مربى، إن أسعار الأعلاف فى الفترة الحالية مرتفعة بصورة واضحة، ولا يمكن الاعتماد عليها فى عملية التربية، خاصة أن السوق مصاب بحالة ركود تمنع زيادة الأسعار بما يتوافق مع التكلفة.
أشار إلى أن أسعار الأبقار حاليًا تصل إلى 56 جنيهًا فى الكيلو (قائم) وأسعار الجاموس تصل 46 جنيهًا للكيلو، والعديد من المربين يرفضون هذه الأسعار تجنباً للخسارة، لكنهم فى النهاية يضطرون للبيع.
أضاف أن زراعة الذرة والصويا محليًا تساهم فى خفض تكاليف الإنتاج، وبالتالى ستنخفض أسعار اللحوم ما يسمح بعودة حركة البيع لطبيعتها فى السوق خلال الفترة المقبلة.
وتستهلك مصر من اللحوم ما يقرب من 10 ملايين طن سنويًا، %60 منها مستوردة فى صورة لحوم مجمدة بنسبة %30، ومثلها لحوم حية من الماشية والإبل.
ويبلغ متوسط نصيب الفرد فى مصر من اللحوم 8 كيلوجرامات سنويًا، لكنه يرتفع ليصل إلى 30 كيلو فى الولايات المتحدة و28 كيلو فى أوروبا و40 كيلو فى البرازيل باعتبارها أحد أكبر الدول المنتجة للحوم عالميًا.