احتضنت روسيا أكبر حدث رياضى دولياً فى تاريخ البلاد بدرجة لم يتوقعها الكثيرون وسط الانطلاقة القوية لمنتخبها الوطنى فى كأس العالم والتى لم يسبق لها مثيل.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أنه بالنسبة لمواطنى روسيا فقد تعاملوا مع الشكوك التى واجهت البلاد من قبل الخصوم الغربيين وساعدتهم لقاءات مع أعداد غير مسبوقة من المشجعين الأجانب على الشعور بأن العلاقات مع باقى أجزاء العالم جيدة وليست عدائية كما روج لذلك البعض فى الماضى.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن بعض الروس قد أصابتهم الدهشة من تعامل الحكومة معهم فى هذه الأيام حيث قام الكرملين فى عهد الرئيس فلاديمير بوتين، بأداء دوره فى استقلالية تامة وتم الاستغناء عن الشرطة التى ترافق عادة التجمعات الجماهيرية فى روسيا الأمر الذى سمح لمؤيدى مناطق بعيدة مثل بيرو وأستراليا بخلق أجواء احتفالية على مدار الساعة سواء فى قلب موسكو أو فى المدن الإقليمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السفر الرخيص ساعد المشجعين فى الانضمام لتشجيع الفريق واستفادت الجماهير الروسية من التذاكر المخفضة لمتابعة الفريق الروسى المقدمة من شركة «إيروفلوت» التى خففت على الجميع أعباء القدوم إلى الملاعب.
يأتى ذلك فى الوقت الذى استخدم فيه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، القومية العدوانية للمساعدة فى حشد الدعم المحلى فى السنوات الأخيرة لكن كأس العالم سمح للوطنية بالتعبير بشكل أوسع حيث اتحدت البلاد خلف تشجيع المنتخب الوطنى لأنه سجل ثمانية أهداف فى أول مباراتين وصعد إلى دور الثمانية متجاوزاً المنتخب الأسبانى وهو ما جعل آلاف المشجعين وسط سان بطرسبرج يلوحون بالأعلام وغناء الأغانى الوطنية.
وأشاد القوميون بمشاهد أكبر تدفق للفرح الشعبى منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم فى عام 2014.
وقال ديمترى نافوشا، المحلل لدى موقع «سبورتس»، إن روسيا كانت الولد الشرير للعالم فى السنوات القليلة الماضية واعتاد الجميع سماع أخبار سيئة منه فقط ولكن خلال كأس العالم أصبح الروس أكثر انفتاحًا.
كما أن مشاعر النشوة التى يشعر بها الروس تتأثر بخوفهم من الظهور فى تجمعات ففى الأوقات العادية كان الكثير من الصخب غير قانونى حيث يعد نشاط يتطلب الحصول على إذن يصعب الحصول عليه من مكتب رئيس البلدية.
ولكن الاحتجاجات السياسية بما فى ذلك محاولات الحشد ضد قرار رفع سن التقاعد محظورة فى المدن المضيفة لكأس العالم، وتم احتجاز وتغريم طلبة جامعة موسكو الحكومية عندما قاموا بالاحتجاج فى منطقة ممتلئة بالمشجعين أقيمت بالقرب من قاعات الدراسة خلال الامتحانات النهائية.
ويعتقد عدد قليل من منتقدى بوتين، أن مواجهة الشرطة الروسية سوف تستمر إلى ما بعد كأس العالم.