%17 تراجعاً فى أرباح «بى إن سبورتس» بمنطقة الشرق الأوسط العام الماضى
ظهر الخلاف بين السعودية وقطر بسبب البث غير القانونى لمباريات كأس العالم وكأنه عرض جانبى فى المواجهة السياسية التى دارت طوال العام الماضى ولكنه يشكل حالياً خطراً كبيراً على الأعمال التجارية التى تقدر بمليارات الدولارات.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن قناة «بى أوت كيو» تقوم بقرصنة المحتوى الرياضى الممتاز وترسله بشكل رئيسى إلى منطقة الشرق الأوسط.
واتهمت قطر مالكة شبكة قنوات «بى إن سبورتس» المستحوذة على حقوق بث مباريات كرة القدم ومباريات التنس وسباقات السيارات، السعودية بالوقوف وراء هذه العملية من القرصنة بينما نفت السلطات السعودية هذا الإدعاء واتهمت القطريين بالقيام بحملة تشويه.
ولكن بعيداً عن تجارة الاتهامات فإن المنظمات الرياضية تسعى فى الوقت الراهن لحماية مصالحها حيث أعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» يوم الأربعاء الماضى أنه سيتخذ إجراءات قانونية فى السعودية.
وحث «فيفا» سلطات المملكة العربية السعودية والدول المختلفة التى لوحظ فيها هذه النشاطات غير القانونية لتقديم الدعم الكامل فى مكافحة القرصنة.
ورحبت الحكومة السعودية بهذا الإجراء وقالت إنها ستعزز جهودها الدؤوبة لمكافحة أنشطة قنوات «بى أوت كيو».
وأعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم، أنه سيقوم بتكليف محام محلى لاتخاذ إجراءات قانونية فى المملكة لمكافحة القرصنة المسماة شبكة «بى أوت كيو» التى بثت مباريات كأس العالم فى روسيا بشكل غير قانونى.
وقال الاتحاد الإسبانى لكرة القدم الأسبوع الماضى إنه يتعرض لخسارة تبلغ قيمتها 400 مليون يورو سنوياً بسبب القرصنة وتعهد باتخاذ إجراءات ضد قنوات «بى أوت كيو».
يأتى ذلك فى الوقت الذى طالب فيه الاتحاد الأوروبى لكرة القدم السلطات باستخدام كل الأدوات القانونية لإغلاق مثل هذه القنوات.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن بيع حقوق البث التلفزيونى يُعد الأكبر منافسة فى الألعاب الرياضية وخاصة المسابقات الرياضية من الدورى الإنجليزى الممتاز إلى دورى كرة القدم الأمريكية.
ويبلغ إجمالى قيمة إيرادات البث لأكبر خمس بطولات كرة قدم فى أوروبا ما يقرب من 8 مليارات يورو سنوياً.
وقال مارك جانيس، رئيس شركة «سبورتسكورب» التى تتخذ من شيكاغو مقراً لها إن الفشل فى اتخاذ إجراءات ضد عمليات القرصنة يمكن أن يعنى خفضاً فى الإيرادات فى الوقت الذى تسعى الشبكات للحصول على تعويض أو التفاوض على رسوم أقل، مضيفاً أن المخاطر تتزايد بشكل كبير كلما ازدادت أعمال القرصنة فى أكثر الأسواق المالية جاذبية فى الوقت الراهن.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن قناة «بى أوت كيو» بدأت عمليات القرصنة عبر الإنترنت فى أغسطس 2017 وبدأ البث عبر الأقمار الصناعية فى الشهر التالى مدعومة من قبل مستثمرين كولومبيين وكوبيين وشرق أوسطيين.
وبرزت القناة فى الشرق الأوسط فى شهر مايو الماضى عندما أذاعت نهائى دورى أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول.
وتأثرت قنوات «بى إن سبورتس» القطرية بالفعل بأعمال السياسة فى الشرق الأوسط بعد أن قامت السعودية وثلاثة من حلفائها بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والنقل مع قطر فى يونيو 2017 متهمين شبه الجزيرة الغنية بالغاز برعاية الإرهاب.
وقال توم كافينى، العضو المنتدب لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا فى قنوات «بى إن سبوتس» إن الأرباح فى المنطقة خلال العام الماضى تراجعت بنسبة 17% مقارنة بما كان متوقعا بسبب المقاطعة والقرصنة.
ومع الاقتراب من انتهاء مباريات كأس العالم قد يظل تأثير عمليات البث غير القانونية لقنوات «بى أوت كيو» إلى منطقة الشرق الأوسط محدوداً على الإيرادات ولكن كيانات مثل «فيفا» تتعرض لمزيد من الضغوط للقضاء على القرصنة حتى لو تسبب ذلك فى إحداث بعض الإزعاج للمستثمرين المحتملين.