أعلنت وكالة الطاقة الدولية، أنَّ الاستثمار فى توليد الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة انخفض العام الماضى، ومن المتوقع حدوث تراجع آخر فى العام الجارى، ما يهدد أهداف سياسة المناخ العالمية وأهداف تلوث الهواء.
وذكرت الوكالة، فى أحدث تقاريرها حول اتجاهات الاستثمار، «سيعمل المزيد من العالم على الكهرباء فى المستقبل لكن معظم الطاقة لن تكون نظيفة».
وقالت الوكالة التى تتخذ من باريس مقراً لها، إنَّ توليد الكهرباء اجتذب المزيد من رأس المال، مقارنة بمستوى الاستثمار فى سوق البترول والغاز الطبيعى للعام الثانى على التوالى، لكن الاستثمار فى مصادر الطاقة المتجددة تراجع، ومن المتوقع أن يستمر فى الانخفاض.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن تشغيل الاقتصاد على الكهرباء يعد جزءاً واحداً فقط من عملية تحول الطاقة، وسوف يقلل النقل المكهرب من تلوث الهواء فى المدن، ولكن هذه المسألة لن يتم حلها فى نهاية المطاف إذا تم استبدالها ببساطة بانبعاث ثانى أكسيد الكربون والتلوث الآخر من محطات توليد الطاقة بالوقود الأحفورى.
وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذى لوكالة الطاقة الدولية، عبر الهاتف، إنَّ الاستثمار العالمى فى الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة تراجع بحوالى 3% العام الماضى والأهم من ذلك أنه يمكن أن يتباطأ مرة أخرى العام الجارى.
وأضاف أن هذا اتجاه مثير للقلق خاصة عندما نفكر فى أهدافنا الخاصة بتحويل الطاقة النظيفة والآثار المترتبة على أمن الطاقة، وتغير المناخ وتلوث الهواء.
وكشفت البيانات، أنَّ صناعة الكهرباء جذبت استثمارات بقيمة 750 مليار دولار فى العام الماضى بفضل الإنفاق القوى على الشبكات، ويقارن ذلك بـ715 مليار دولار تم استثمارها فى إمدادات سوق البترول والغاز، وتم استثمار حوالى 298 مليار دولار فى توليد الطاقة المتجددة بانخفاض 7% عن العام السابق.
ومن المتوقع ارتفاع تكلفة الكهرباء فى جميع القطاعات تقريباً من النقل إلى الصناعة الثقيلة؛ حيث تنبأت وكالة الطاقة الدولية، فى وقت سابق من العام الجارى أن يزيد عدد السيارات الكهربائية فى العالم بأكثر من ثلاث مرات بحلول عام 2020.
يأتى ذلك فى الوقت الذى بلغ فيه إجمالى المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية قيمة 43 مليار دولار فى عام 2017.
وعلى الصعيد العالمى، انخفض استخدام الفحم، ولكن لا يزال هناك على الأقل 30 جيجاوات من المحطات الجديدة التى سيتم بناؤها فى البلدان النامية إلى حد كبير.
ويبلغ متوسط عمر مصنع للفحم فى آسيا 11 عاماً مقارنة بـ40 عاماً فى أوروبا والولايات المتحدة لذلك ستعمل المصانع القائمة، أيضاً، لعقود قادمة.
وقال «بيرول»، إنَّ حالة عدم اليقين السياسى تعزز التردد من جانب المستثمرين لوضع الأموال فى قطاع الطاقة المتجددة.
وقامت الصين وهى أكبر سوق فى العالم للطاقة المتجددة بتعديل سياستها فى الآونة الأخيرة بشأن الخلايا الشمسية الكهروضوئية، ما أدى إلى خفض التركيبات المحلية.
وتوقع المحللون لدى وحدة «بلومبرج» للطاقة المتجددة، أن هذه الخطوة قد تؤدى إلى انخفاض سعر الوحدات بنسبة 35% بحلول نهاية العام الجارى.