«ناصر»: 25 – %30 ارتفاعاً فى أسعار المدينة سنوياً و50 ألف زائر للمنطقة يومياً
«جمال»: المشروعات الكبرى التى تنفذها الدولة وضعت المنطقة على الخريطة الاستثمارية عالمياً
تشهد منطقة العين السخنة بمحافظة السويس طلباً كبيراً سواء على مستوى المستثمرين أو عملاء الشراء، ما يضعها فى صدارة المدن الساحلية، رغم ارتفاع أسعارها، وذلك لما تتميز به من صلاحية الإقامة بها طوال العام وقربها من محافظتى القاهرة والسويس، بجانب المشروعات التى دشنتها الدولة، والهيئة الهندسية بمجالات الطرق والكبارى، وتوجه الحكومة اهتمامها بتلك المنطقة وتدشين مشروع جبل الجلالة.
وشهدت حركة اﻷسعار نمواً فى تلك المنطقة؛ بسبب اﻹقبال على الشراء بجانب تنوع المشروعات الاستثمارية لتلبية طلبات شرائح متعددة، وتوافد الشركات العقارية لتطوير مشروعات سياحية بها.
وتوقع متعاملون بالسوق العقارى، أن تحافظ منطقة العين السخنة على جاذبيتها، خلال الفترة المقبلة، وتتفوق على مدن الساحل الشمالى والغردقة، خاصة مع زيادة إقبال المصريين على تملك وحدات سكنية وشاليهات بها، وهو ما يدفع أسعار الأراضى والوحدات للارتفاع، فى ظل ندرة اﻷراضى المتاحة للاستثمار فى تلك المنطقة.
قال خالد ناصر، المدير اﻹقليمى لشركة ريماكس للتسويق العقارى، إنَّ منطقة العين السخنة أصبحت جاذبة للاستثمار، بعد تدخل القوات المسلحة فى إنشاء عدد من المشروعات الاستثمارية والبنية التحتية وغيرها، وفى مقدمتها مشروع تعمير منطقة جبل الجلالة الذى يشمل مدينة الجلالة العالمية، وجامعة الملك عبدالله ومنتجع سياحى يطل على خليج السويس، بالإضافة إلى طريق «العين السخنة- الزعفرانة» الذى يشق جبل الجلالة، ويعد ممر التنمية الرئيسى للمشروعات.
أوضح «ناصر»، أنَّ المنطقة تعد من أهم المناطق الجاذبة للاستثمار السياحى، مؤخراً، وشهدت حركة اﻷسعار ارتفاعاً فى العين السخنة بالمشروعات السياحية لتسجل أعلى أسعار، مقابل مناطق مثل الغردقة والساحل الشمالى بجانب توجه المستثمرين والشركات العقارية لتطوير مشروعات بتلك المنطقة الجاذبة للاستثمار.
أضاف «ناصر»، أنَّ ما يميز منطقة العين السخنة أنها تطل على شاطئ يمتد من السويس حتى الزعفرانة بطول 100 كيلومتر، وتمثل أحد الشواطئ المهمة والعالمية والتى يصل عدد الزائرين إليها 50 ألف زائر يومياً من جميع محافظات مصر.
لفت إلى أن المنطقة تلقى إقبالاً من الشركات العقارية التى تبحث عن فرص استثمار بنظام التملك أو المشاركة مع كيانات سواء شركات أخرى أو القطاع العام.
توقع «ناصر»، أن تشهد حركة الأسعار ارتفاعاً بنسبة تتراوح بين 25 و%30 خلال الفترة المقبلة بمشروعات العين السخنة؛ نظراً لزيادة اﻹقبال على الشراء، وندرة اﻷراضى المتاحة لتطوير مشروعات سياحية جديدة فى الوقت الراهن.
تابع أن شواطئ العين السخنة فى حاجة لتسويقها واستغلالها عالمياً، وإقامة منتجعات فى أماكن «أسراب الدلافين»، وجذب المدربين العالميين لتقديم عروض الدلافين التى قلما توجد فى أى شواطئ أخرى كما تنتشر الشعاب المرجانية بطول الشواطئ.
أشار إلى أن الظهير الصحراوى يمثل كنزاً استثمارياً كبيراً ينتظر الاستثمارات اﻷجنبية والخليجية التى بدأت بشائرها تظهر مع تنفيذ محور تنمية قناة السويس الجديدة.
قال محمد جمال، نائب المدير التجارى لشركة «إيرا إيجيبت» للتسويق العقارى، إنَّ منطقة العين السخنة تنافس منطقتى الساحل الشمالى والجونة فى استقبال الاستثمارات وإقبال الشركات العالمية والمحلية على ضخ استثمارات بتلك المنطقة بجانب حجم المشروعات العملاقة التى تنفذها الحكومة وساهمت فى زيادة اﻹقبال على المنقطة.
أوضح «جمال»، أن المنطقة تعد الظهير للعاصمة اﻹدارية الجديدة، وساهم قربها منها فى زيادة معدلات الاستثمار فى تلك المنطقة بجانب قربها من القاهرة، وتحولت العين السخنة من مجرد منطقة سياحية تعمل طوال شهور الصيف فقط إلى منطقة جاذبة للسكن طوال العام بفضل المشروعات الاستثمارية التى تنفذها الدولة سواء فى منطقة محور تنمية قناة السويس أو المنطقة الصناعية.
توقع «جمال»، أن تحتل العين السخنة صدارة المناطق السياحية الأكثر جذباً للاستثمار، خلال الفترة المقبلة، وزيادة معدلات ارتفاع اﻷسعار بالمنطقة من 20 إلى %25 سنوياً؛ بسبب زيادة الطلب.
أشار إلى قدرة العين السخنة على جذب الاستثمارات العقارية الفندقية والسياح الأجانب الذين يفضلون قضاء فترة إقامتهم فى مصر.
وربط «جمال» بين مشروعات الطرق التى تنفذها الدولة، ومنها مشروع الجلالة، وتوجيه الاستثمارات إلى المنطقة لأنه يساهم فى تسهيل اﻻنتقال من القاهرة إلى العين السخنة، بجانب بناء عدد من المنشآت الجديدة ومشروعات الاستثمار السياحى لشركات الاستثمار العقارى الكبرى والتى ساعدت على جذب المزيد من الاستثمارات السياحية فى العين السخنة.
قال عصام الشافعى، رئيس مجلس إدارة شركة البارون للتسويق العقارى، إنَّ زيادة اﻹقبال على تملك الوحدات السكنية والمصيفية بالعين السخنة ترجع إلى وضع المنطقة فى دائرة اهتمام الدولة، وحجم المشروعات سواء البنية التحتية أو المشروعات التى تنفذها الدولة مع كيانات عالمية ساهم فى جذب الشركات العقارية والسياحية للتنافس فى تطوير مشروعات استثمارية.
أوضح «الشافعى»، أن قرب المدينة من القاهرة الكبرى كان أحد اﻷسباب التى جعلتها أهم المقاصد السياحية لكل الطبقات باعتبارها سياحة اليوم الواحد، إضافة الى اعتبارها مصيفاً طوال العام واقتحام ثقافة قضاء «الويك إند».
وتوقع أن تصبح العين السخنة أكثر المناطق السياحية جذباً للاستثمارات السكنية والسياحية واﻷغلى سعراً، مقارنة بباقى المدن الساحلية سواء الجونة أو الساحل الشمالى وحتى شرم الشيخ خلال السنوات الخمس المقبلة؛ نظراً إلى قربها من محافظتى القاهرة والسويس.
ولفت إلى زيادة إقبال المصريين على شراء شقق وشاليهات بنظام التمليك لقضاء الإجازات بالعين السخنة؛ لكونها ضمن المناطق ذات المستقبل الجيد، مقارنة بباقى المدن الساحلية الأخرى.
أشار إلى زيادة الاستثمارات السياحية بالعين السخنة، خاصة بعد أن وجهت لها الدولة خدمات طرق وتسهيلات ممنوحة لشراء الأراضى واستخراج تراخيص البناء بها، بالإضافة إلى زيادة الطلب على مشروعات الإسكان.
وذكر «الشافعى»، أن تراجع الطلب على الإسكان السياحى بالساحل الشمالى لسكان القاهرة وتفضيلهم العين السخنة لقرب المسافة، إضافة إلى كونها مصيفاً ومشتى فى الوقت نفسه بجانب ارتفاع الإقبال السياحى من الأجانب على المنطقة، ويقبل معظم السائحين فى القاهرة على زيارة العين السخنة.
وأشار إلى أن ارتفاع تكاليف الإقامة فى الفنادق سيدفع العميل إلى شراء شاليه تمليك لقضاء الإجازة الأسبوعية بدلاً من الإقامة فى الفنادق.
لفت إلى أن المنطقة تحتاج إلى مزيد من الاهتمام بالرؤية السياحية فيها، فلا تقتصر الرحلات السياحية سواء للمصريين أو الأجانب على سياحة الشواطئ فقط، وأن يحظى الموقع الأثرى فى مدخل العين السخنة بمزيد من الاهتمام من الوزارات المعنية ومن محافظة السويس، ليتم إعداد مركز للزوار يتناول التاريخ العريق للمنطقة وكذلك لا بد من استغلال عين المياه الكبريتية الساخنة فيها فى السياحة العلاجية.
وطالب «الشافعى» بضرورة إعداد برامج ومسارات ملائمة لسياحة السفارى بالمنطقة لزيارة النقوش الصخرية التى تركها الإنسان الأول هناك حتى تحظى منطقة العين السخنة بالمكانة اللائقة بها على الخريطة السياحية لمصر.
يذكر أن «العين السخنة» هى منتجع سياحى واستثمارى وصناعى على ساحل خليج السويس فى البحر الأحمر، وتتبع محافظة السويس فى مصر، وتبعد 55 كيلومتراً عن مدينة السويس، وهى من أقرب منتجعات البحر الأحمر إلى القاهرة، وتبعد عنها بمسافة حوالى 140 كيلومتراً تقريباً، ما جعلها مصيفاً مفضلاً للمصريين، خصوصاً لرحلة اليوم الواحد، وإن كانت نسبة السياح الأجانب والخليجيين بها هى الغالبة.
وسُمِّيت «العين السخنة» لكثرة العيون الكبريتية الساخنة بها، والتى تستخدم للاستشفاء، وبها شواطئ غير صخرية ذات رمال بيضاء، كما أنها تُعتبر مقصداً طوال أشهر السنة صيفاً وشتاءً، ويوجد بها عدة مناطق وقرى سياحية تحوى فنادق وشاليهات.