تدرس شركة «أرامكو» السعودية الاستفادة من سوق السندات الدولية لأول مرة فى تاريخها لتمويل استحواذها على شركة «سابك» للبتروكيماويات العملاقة، وهى خطوة فى أسواق رأس المال العالمية يمكن أن تقدم بديلاً للاكتتاب العام الأولى الذى يخطط له عملاق البترول السعودى.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنَّ بيع الشركة للسندات الدولية يدفعها للكشف عن حساباتها للمستثمرين للمرة الأولى منذ أربعة عقود، فضلاً عن العديد من التفاصيل الأخرى حول احتياطيات النفط وعملياته.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أنَّ شركة البترول السعودى لم تبدأ بعد المحادثات حول حجم السندات؛ حيث سيعتمد ذلك على حجم الحصة التى ستقوم بشرائها فى «سابك» وعدد البنوك المستعدة لإقراض الشركة بشكل مباشر.
وكشفت البيانات، أنَّ شركة «فيرايزون» للاتصالات أصدرت أكبر سندات على الإطلاق فى عام 2013 وجمعت 49 مليار دولار لشراء حصة فى شركة «انهيزر بوش».
وفى عام 2016 جمعت شركة «إن بيف» 46 مليار دولار لتمويل الاستحواذ على «سابميلر».
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن اتفاق «أرامكو» مع «سابك» يمكن أن يمنح الأمير السعودى محمد بن سلمان، طريقة ذكية لتفادى الطرح الأولى للاكتتاب العام الذى أثبت أنه أصعب بكثير من المتوقع.
كما أن جمع الأموال من حملة السندات يحل مشكلة أخرى، والمتمثلة فى تقييم «أرامكو»؛ حيث قال ولى العهد، البالغ من العمر 32 عاماً، إنَّ الشركة سوف تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار على الأقل أى أكثر من مثلى تقييم السوق الحالى لشركة «أبل»، وربما يصل إلى 2.5 تريليون دولار.
وتجنبت «أرامكو» إلى حد كبير أسواق السندات حتى الوقت الراهن معتمدة على قروضها النقدية أو المصرفية الخاصة.
وكانت شركة «أرامكو» السعودية قد أشارت بالفعل إلى أن المحادثات لشراء حصة استراتيجية فى «سابك» من شأنها أن تؤجل على الأرجح عملية الاكتتاب العام.
وقال أمين ناصر، الرئيس التنفيذى للشركة لقناة العربية التليفزيونية، الأسبوع الماضى، إنَّ صفقة «سابك» المحتملة من شأنها أن تؤثر على الإطار الزمنى للاكتتاب العام الأولى لـ«أرامكو» السعودية.
وذكرت الوكالة، أنَّ خطة الشركة لبيع الأسهم العام المقبل هى فى حد ذاتها تأخير عن الخطة الأصلية للطرح عام 2018؛ حيث أعلن المسئولون لما يقرب من عامين، أنَّ الاكتتاب على الطريق الصحيح ليتم طرح الشركة فى البورصة فى النصف الثانى من العام الجارى.
وفى وقت سابق من العام الجارى، اعترف المسئولون السعوديون، بأنه سيتم تأجيله إلى عام 2019 بينما يشكك العديد من المراقبين بمن فى ذلك أعضاء القيادة العليا فى الشركة فى عملية الطرح من الأساس.