فى عام 2013 أعلنت الحكومة عن إطلاق منظومة جديدة لدعم الخبز، تعتمد على دعم المستهلك بدلاً من دعم أصحاب المخابز.
جاءت المنظومة الجديدة فى البداية بشكل اختيارى قبل أن تصبح إلزامية للمخابز، والتى باتت تحصل على الدقيق بسعر السوق، ومن ثم تقوم الحكومة ببيع الخبز للمستفيدين بالسعر المدعوم وتدفع الفارق.
وفى النظام السابق كانت المخابز تحصل على دقيق بسعر مدعوم للغاية بهدف خبزه وبيعه للمستفيدين بالأسعار المحددة، لكن المخابز بدلاً من ذلك كانت تبيعه فى السوق السوداء بسعر مرتفع وتكتفى بخبز كميات قليلة منه فقط.
المنظومة الجديدة كانت أول محاولة جادة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة فى ترشيد عمليات الدعم وإيصاله لمستحقيه والسيطرة على التلاعبات والهدر، من خلال اعتماد البطاقات الذكية والتى مكنت الحكومة من متابعة عملية صرف المستفيدين لمستحقاتهم يومياً واكتشاف محاولات التلاعب والسرقة، كما أنها وفرت أكبر قاعدة بيانات حديثة عن المستفيدين من الدعم الحكومى.
ومن المعروف أن مصر هى أكبر مستورد للقمح فى العالم ويساعد على ذلك برنامج الدعم السخى للخبز.
وفى عام 2014، ومع تولى خالد حنفى وزارة التموين، بدأت الحكومة إدخال تغييرات وتحديث على المنظومة التى بدأت فى عام 2013، وبدأ التطبيق الفعلى للتغيرات فى عام 2015، والتى اعتمدت على استحداث نقاط الخبز لترشيد الدعم من خلال تحفيز المستهلكين على التخلى عن شراء الخبز المدعوم والحصول بدلاً من ذلك على 10 قروش عن كل رغيف لا يشتريه المستهلك يستخدمه فى شراء سلع محددة.
ونجحت وزارة التموين فى توحيد منظومة بطاقة السلع التموينية لتشمل الخبز والسلع لإتمام عمل المنظومة، والتى تضمن شراء أصحاب المخابز الدقيق بالأسعار غير المدعمة وتقوم الحكومة بدفع الدعم لهم وفقاً لحجم الكمية المباعة من الخبز عبر الحسابات البنكية التى قامت الحكومة بفتحها لهم.
وقال خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية فى تصريحات له عام 2015، إن منظومة دعم الخبز والسلع التموينية أعطت المواطن حرية الاختيار من السلع التى تناسب واستهلاكه وأنواعها والمقابل المادى الذى ينفقه.
وبفضل منظومة الخبز الجديدة، استطاعت الحكومة إنهاء الكثير من عمليات تهريب الدقيق المدعم، وخفضت مصر استيرادها من القمح فى العام المالى 2014-2015 إلى 4.6 مليون طن من 6.4 مليون طن فى العام المالى 2013-2014.
وبالرغم من نجاح المنظومة، يبدو وأن الحكومة تسعى لتغييرها مرة أخرى؛ وبدأ مؤخراً وزير التموين والتجارة الداخلية على المصيلحى، الحديث عن ملامح خطة جديدة قديمة لمنظومة الخبز تعدها الوزارة وتهدف إلى تحويل الدعم العينى إلى دعم نقدى، وقال إن ذلك ضمن خطة الحكومة لضمان وصول الدعم لمستحقيه بالفعل.