أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن السيطرة على نوبات تلوث الهواء الحادة يمكن أن تصبح فرصة بدلا من كونها أزمة، وذلك من خلال ايجاد فرص عمل للشباب نابعة من أفكار وابتكارات غير تقليدية لاستخدام المخلفات الزراعية، ومنها قش الأرز.
وأوضحت الدكتورة ياسمين – في كلمتها خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن إجراءات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لعام 2018 اليوم /الاثنين/، بحضور الدكتور محمد صلاح الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة وعدد من القيادات المعنية بالوزارة – أن هناك 19 مشروعا في هذا المجال تم دراستهم والعمل بالتعاون مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي لإتاحتهم للشباب للاستثمار فيهم، ليصبح العمل في مجال البيئة فرصة للجميع يجب أن يشارك فيها ويستفيد منها لتحقيق التنمية المستدامة.
وشددت على حرص الوزارة على تعزيز دور الشباب والإعلام في العمل البيئي، لافتة إلى أن الإعلام له دور رئيسي في توجيه المواطن للإجراءات البيئية السليمة وسبل التواصل مع الوزارة، والتي تمتلك غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة وخط ساخن يستقبل شكاوى المواطنين باستمرار.
وأشارت إلى أن الوزارة لديها أجهزة جديدة لقياس عوادم المركبات، والتي تم تفحصها أمس بالفرع الإقليمي للجهاز بأسيوط خلال المشاركة أمس في افتتاح قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية، والتى قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتدشينها، مؤكدة حرص الوزارة على السيطرة على الانبعاثات الصادرة من المنشآت الصناعية خاصة غير الرسمية، بما لا يؤثر على فرص العمل من خلال منهجية لتطوير تلك المنشآت.
ونوهت وزيرة البيئة بتطوير مكامير الفحم النباتي، والتى تعد نموذجا لذلك يضمن توفير فرص عمل واستثمارات اقتصادية مع الحد من التأثيرات البيئية السلبية لها، مبينة أن إجراءات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لن تقتصر على فترة زمنية محددة، ولكنها ستستمر على مدار العام بالتعاون مع الشركاء من وزارات وجهات ومؤسسات معنية.
ولفتت إلى أن مهمة مواجهة نوبات تلوث الهواء هذا العام ليست سهلة رغم انخفاض المنزرع من محصول الأرز هذا العام، حيث أن حرق المخلفات الزراعية (قش الأرز) ليست هي السبب الأوحد لحدوث تلك الظاهرة، كما أن هناك عددا من العوامل المشتركة والمؤدية لها بقوة، ومنها الاشتعال الذاتي للمقالب العشوائية والانبعاثات الصادرة من المنشآت الصناعية، خاصة غير الرسمية، فضلا عن انبعاثات عوادم المركبات.
وبينت أن الوزارة وضعت عددا من الإجراءات لمواجهة تلك العوامل بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، والتي ستستمر على مدار العام للسيطرة على التلوث بكافة أشكاله.. مضيفة أنه بالنسبة للاشتعال الذاتي للمقالب العشوائية فهناك خطة بالتعاون مع الأجهزة المحلية والمحافظات لرصد المقالب الأكثر اشتعالا والأكثر خطورة، والسيطرة على الاشتعالات الذاتية والتدخل السريع لمواجهتها، مشيرة إلى أن الفترة الماضية شهدت أكثر من حالة اشتعال لم يشعر بها المواطن نتيجة التدخل السريع والسيطرة عليها.
ومن جانبه، استعرض الدكتور محمد صلاح إجراءات الوزارة لمواجهة نوبات تلوث الهواء هذا العام، مشيرا إلى خلفية حدوث تلك الظاهرة منذ عام 1998، والتي تم بحث أسبابها ليتبين أنها نتاج عدد من الأنشطة الملوثة التي تحدث على مدار العام ولكن ظهور نتائجها بهذا الشكل في هذا التوقيت من العام (سبتمبر إلى أكتوبر) يرجع الى ظاهرة الانقلاب الحراري، والتي تمنع تشتت الملوثات في طبقات الجو العليا وتتزامن مع حرق المزارع لقش الأرز للتخلص منه.
المصدر : أ.ش.أ