قال أنطون سيلوانوف، وزير المالية الروسى ونائب رئيس الوزراء لشؤون الاقتصاد، إن بلاده تحاول الحد من اعتمادها على الدولار اﻷمريكى عن طريق خفض حيازات الأوراق المالية الأمريكية واللجوء إلى العملات الأخرى أثناء القيام بمزيد من المدفوعات التجارية، رداً على العقوبات الأمريكية المكثفة المفروضة على البلاد.
وأوضح سيلوانوف، أن العملة الأمريكية أصبحت أداة محفوفة بالمخاطر في التسويات الدولية، لذلك تقوم الآن روسيا بتسوية معظم تجارتها الخارجية بعملات الروبل واليورو والرينمينبى، مما قد يؤثر سلبا في النهاية على المستثمرين اﻷمريكيين.
وأضاف، فى أكثر تأكيد مباشر حتى الآن على بيع الحكومة الروسية لسندات الخزانة الأمريكية، أنه تم الانخفاض إلى الحد اﻷدنى وسيتم زيادة خفض استثمار الحكومة الروسية فى الاقتصاد الأمريكى وفى الأوراق المالية الأمريكية، حيث أشارت البيانات الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية فى يوليو الماضى إلى انخفاض حيازات روسيا من 96 مليار دولار إلى ما يقل عن 15 مليار دولار في غضون شهرين حتى نهاية مايو الماضى.
وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن التوتر بين واشنطن وموسكو ازداد بشكل أكثر خلال الأسبوع الماضى، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا على خلفية الاتهامات الموجهة لموسكو بمحاولة قتل العميل الروسى السابق سيرجى سكريبال.
وحذر رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف، نهاية اﻷسبوع الماضى، من أن موسكو سوف تنظر فى الخطوات اللازمة لمنع البنوك الروسية من استخدام الدولار، فهذه الخطوة تعد واحدة من الخطوات فى التشريعات القانونية، مضيفاً أن رد روسيا قد يتجاوز التدابير الاقتصادية والمالية.
وبالسؤال عما إذا كان بإمكان روسيا الابتعاد عن تسوية تجارة البترول بالدولار، قال سيلاوانوف إن مثل هذه الخطوة ليست مستحيلة، موضحاً: “رغم أنه عادة ما يتم تسوية تداولات البترول ومدفوعاته التعاقدية بالدولار، إلا أننا نستطيع تحديد عملة تعادل الدولار وتلقى المدفوعات مقابل إمداداتنا باليورو أو العملات الأخرى القابلة للتحويل دون قيود وحتى أنه يمكننا التعامل بعملتنا الوطنية في النهاية، فلا يمكننا استبعاد ذلك”.