تراجعت أرباح شركة المجموعة المالية “هيرميس القابضة” بنسبة 37.2% خلال النصف الأول من العام الجاري لتصل إلى 479.7 مليون جنيه، مقارنة بصافي أرباح 765.4 مليون جنيه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
فيما ارتفعت إيرادات الشركة خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري لتصل إلى 2.5 مليار جنيه، مقابل إجمالي إيرادات 2.26 مليار جنيه خلال نفس الفترة من عام 2017.
وبدأت رحلة الشركة مع الراحل محمد تيمور الذى أسس المجموعة المالية المصرية، مع شريك له تخلى عن الحلم مبكراً ليبحث عن وظيفة فى الخليج فيما واصل تيمور بشركته حتى انضمام هشام توفيق وأحمد هيكل فى بداية تسعينيات القرن الماضى، والتى شهدت تسجيل إيرادات كبيرة للشركة فى وقتها بلغت 180 ألف جنيه، تلاها الاندماج مع «هيرميس» الشركة المؤسسة من قبل علاء سبع وعلى الطاهرى، ليكتمل شكل الكيان والذى خاض عمليات الهندسة المالية للحكومة المصرية فى عمليات الخصخصة وتدبير التمويل.
وتعد السنوات العشر الماضية الأكثر تأثيراً فى تاريخ الشركة والتى بدأت بالانطلاق فى أكثر من 8 أسواق عربية، وتعيين منى ذو الفقار كأول رئيس غير تنفيذى للمجموعة عام 2008، فى أحد التحولات نحو تطبيق حوكمة كاملة للشركة، واصلت الشركة نموها خلال السنوات الـ5 الأولى والاستحواذ على %65 من بنك الإعتماد اللبنانى، والتخارج من حصتها البالغة %27 من بنك عوده، حتى ارتفعت مصروفات بنوك الاستثمار فى العام 2013 لتحول الشركة لخسارة تجاوزت 500 مليون جنيه.
بدأ كريم عوض عمله فى منصب الرئيس التنفيذى للشركة منذ عام 2014، ليعيد صياغة استراتيجية جديدة للشركة تعمل من خلالها على خفض مصروفات بنوك الاستثمار وإضافة أنشطة جديدة فى مجال التمويل غير المصرفى انطلقت بشركة للتأجير التمويلى والاستحواذ على شركة تنمية للتمويل متناهى الصغر بالتوازى مع إطلاق أنشطة التخصيم والتقسيط، وتستهدف الشركة الوصول بإيرادات أنشطة التمويل إلى %50 من إيرادات المجموعة خلال 5 سنوات، عبر خطة لإضافة التمويل العقارى والتأمين والوساطة التأمينية.
تطورت إيرادات الشركة من 1.2 مليار جنيه فى 2008 لتتخطى 4 مليارات جنيه فى 2017، وبلغت ارباحها خلال العام الماضى 1.2 مليار جنيه مقابل نحو 200 مليون جنيه فى 2008، ووصلت أعمال المجموعة إلى أسواق جديدة تتضمن باكستان، وكينيا، ونيجيريا، وفيتنام، بالإضافة إلى التوسع فى أنشطة الاستثمار المباشر، والتى باتت تسيطر على حصة كبيرة فى أعمال الطاقة المتجددة فى فرنسا، تلاها إطلاق صندوق للصحة، وشراكة فى قطاع التعليم، فضلاً عن استثمار فى مجالات ريادة الأعمال والـ Fintech، لتصبح الشركة أكبر بنك استثمار إقليمى يعمل فى الأسواق الجديدة والدولية.
العامين الماضيين شهدا انطلاقة قوية للشركة فى نشاط بنوك الاستثمار خارج مصر، عبر طروحات فى الخليج لـ«إعمار للتنمية»، و«أديس للبترول»، و«أدنوك للبترول»، بالإضافة إلى طروحات فى بورصة لندن، كما ارتفع نطاق التغطية البحثية من 76 شركة فى 2008، إلى نحو 300 شركة فى الأسواق التى تعمل بها، بالإضافة إلى 80 شركة فى الأسواق المبتدئة، والتى لا تتواجد فيها المجموعة بشكل مباشر.
ومن رحم هيرميس نشأت بنوك استثمار أخرى بل وحتى شركات عملاقة للاستثمار المباشر بعد أن تخرج مؤسسو تلك الشركات فى مدرسة بنك الاستثمار الذى أصبح الأكبر على الإطلاق على المستوى الإقليمى.