المرشدى: وقف استيراد خام القطن يخفض التكلفة ويرفع الميزة التنافسية
القليوبى: نسبة استخدام القطن فى النسيج تصل 45% من الخامات
يمتد تأثير سياسة زراعة القطن على خطة الدولة لإنشاء المدن النسيجية التى تعتمد على الأقطان قصيرة التيلة محليًا للقدرة على تحقيق جدوى اقتصادية منها.
وقال محمد المرشدى، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، إن مصانع الغزل والنسيج المحلية تستورد أصناف بعينها من الاقطان لعدم زراعتها فى السوق المحلية.
أضاف أن مصر تزرع الأقطان طويلة التيلة والطويلة الممتازة، ونسبة استخدام هذه النوعية من الأقطان على مستوى العالم لا تتخطى 2%، والـ98% المتبقية من الأقطان القصيرة والمتوسطة.
أضاف أن تعديل الخريطة الزراعية للقطن المصرى ضرورة ملحة لتلبية احتياجات المصانع المحلية وخفض تكاليف الإنتاج، وزيادة الميزة التنافسية للمنتج المصرى أمام المنتج المستورد، وأيضًا عند التصدير.
أشار إلى أن الأقطان المزروعة بمحافظات الصعيد ليست قصيرة، والخيوط التى تُنتجها هى أول بدايات الأصناف الطويلة، لذا لا تجد المصانع المحلية احتياجاتها محلياً.
وقال المرشدى إن صادرات مصر من الغزل والنسيج والملابس تصل إلى 2.2 مليار دولار فى المتوسط سنويًا، تُمثل نحو 10.5% من إجمالى صادرات مصر غير البترولية.
أضاف أن صادرات القطاعين كانت تُمثل نحو 25% من إجمالى صادرات مصر فى فترات سابقة بقيمة 2.6 مليار دولار، لكن تراجع القطاع أدى لانخفاضها.
أوضح أن المستهدف هذا العام من زيادة حجم الصادرات يعتمد على عدم استيراد الأقمشة من الخارج، والاعتماد على مصانع تنتج الأقمشة محليًا لتزيد القيمة المضافة من حجم الصادرات.
وقال محمد القليوبى، رئيس جمعية منتجى ومصدرى المحلة الكبرى، إن الصناعات النسيجية لم تعد قطنًا فقط، فالقطاع تحول في الفترة الأخيرة من الاعتماد على القطن فقط فى التصنيع، إلى استخدام مواد أخرى أقل تكلفة كالألياف الصناعية ومنها “البوليستر”.
أضاف أن نسبة استخدام القطن فى النسيج تتراوح حاليًا بين 40 و45% من حجم الخامات المستخدمة فى القطاع.
أشار إلى أن هذا الاتجاه ليس فى مصر وحدها، فالدول جميعها أصبحت تسير بهذا الأسلوب مع تراجع المساحات المنزرعة من القطن تدريجيًا.
وتراجعت إنتاجية محصول القطن عالميًا فى الموسم قبل الماضى بنسبة قدرها 19%، لتهبط إلى 21.3 مليون طن مقابل نحو 25 مليون طن فى الموسم السابق له، مدفوعة بتقلص المساحة بنسبة 10%، وفقًا لتقارير «اللجنة الاستشارية الدولية للقطن».
وبلغت المساحات الزراعية فى هذا الموسم نحو 74.1 مليون فدان مقابل نحو 80 مليون فدان كمتوسط خلال الأعوام العشرة الأخيرة.
وقال أشرف عجايبى، مدير شركة الاتحاد الأخوى لتجارة الملابس، إن المدن النسيجية خطوة جيدة نحو تنمية صناعة الغزل والنسيج لكنها تحتاج فى البداية إلى التوسع فى زراعة القطن وحل المشكلات التى تواجه القطاع.
أضاف أن توفير المادة الخام محلياً سيوفر تكلفة استيراد خام القطن الذى تحتاجه المصانع ما يخفض تكلفة الإنتاج.
أوضح أن دخول القطاع الخاص المحلى فى استثمارات المدن النسيجية يجب أن يتم من خلال الشركات الكبيرة فى القطاع فقط لتستطيع توفير سيولة مالية كبيرة لعمليات التشغيل، وسيكون عبارة عن توسعات وليست استثمارات جديدة.
أشار عجايبى إلى أن المستثمرين الجدد “الشركات الصغيرة والمتوسطة” يبحثون عن أفضل القطاعات لتحقيق فائدة قوية والصناعات النسيجية ليست إحداها.
وقال إن القطاع بحاجة لفكر جديد ووضع خطة إستراتيجية لحل مشكلة العمالة وإعادة تأهيلها، فالمصانع المغلقة بمثابة رأسمال متعطل يمكن الاستفادة منه.