اقتصادنا يا تعبنا.. الحلقة 92..
ماسبيرو المبنى الشهير القابع على ضفاف النيل .. ماسبيرو والزمن الجميل.. ماسبيرو والتاريخ والنضال.. وجيل ورا جيل.. وصولا إلى البيت بيتك كأشهر توك شو فى مصر على التليفزيون الحكومى والأغلى أجرا وإعلانات فى وقت ما.. تولاه عتاولة الإعلام والساسة فى مصر…
ماسبيرو يعبر عن الدولة ومنه خرجت كافة بيانات الثورات.. والزعماء الخالدون لمصر.. وكان مدرسة تخرجت فيه معظم الكوادر التى نراها فى الإعلام الخاص.. هو كالـ”بي بي سي” والـ”CNN” .. فهل يصبح حاله اليوم بهذه الحالة المزرية..
لماذا لا نطور رمز الدولة.. لماذا لا يتم تأجير استوديوهاته للقطاع الخاص لتعيد تطويره وليعود منبراً جديداً للإعلام..
ما علاقة هذا بالاقتصاد.. لا شك أن الإعلام أحد القطاعات الاقتصادية الهامة بكافة صوره.. وهو أحد مجالات جذب الاستثمار المحلى والعربي على الأقل.. هناك شركات إعلامية على المستوى المحلى والعربي كثيرة يمكن لها تطوير هذا الصرح الهام..
فمثلما حدث مع البيتك بيتك كنموذج للتطوير يمكن أن يكون هناك نماذج كثيرة مثله .. تجذب الإعلانات إليه .. والدخول فى شراكات إنتاجية (إعلامية –إعلانية- أفلام – مسلسلات- إخبارية…الخ).. لابد من إعادة هيكلة هذا الصرح الكبير وتطويره ليكون منبرا للدولة..
لا أخفى عليكم حزنى كلما أذهب إليه للقاء تلفزيونى وما آل إليه الحال من تدهو حال الاستوديوهات والمعدات والكاميرات.. هل هذا هو تليفزيون مصر؟ .. هل هذا منبر مصر الإعلامى؟ .. لا شك أن الإدارات السيئة المتعاقبة عليه – إلا ما ندر- وكثرة التعيينات فيه عمال على بطال ونهب موارده.. والإهمال الذى أصابه .. ما جعله مرتعا للفساد الإدارى .. أدت جميعها إلى انهيار هذا الكيان العملاق..
هناك رموز للدولة ماسبيرو – الأهرام – الأخبار – الجمهورية… مؤسسات إعلامية وصحفية تحتاج إلى إعادة هيكلة لتدار بفكر إبداع مستنير ومتطور ينقلها من حالة السوء التى وصلت إليها إلى حالة التنافسية المحلية والإقليمية والعالمية… كانت هذه المؤسسة مدارس فكرية وإبداعية وتنويرية واقتصادية أيضا..
أدعو المسئولين إلى التفكير مليا فى كيفية إعادة هذه المؤسسات إلى عظمتها سابقا .. لا ضير من الاستعانة بشركات إعلامية كبيرة لها سابق خبرة وأن تشارك فى الأرباح… لا ضرر من جلب قامات إدارية عظيمة تعيد اكتشاف الإيرادات وزيادتها وتطوير هذه المؤسسات لتواكب التطورات العالمية.. ولتعود من جديد على أعلى هرم الإعلام.. مرئيا ومسموعا ومقروءا..
التطوير وإعادة الهيكلة.. أصبح ملحا… فعلى صعيد ماسبيرو يمكن التعاون مع هيئات الإعلام العربية مثل تليفزيونات الدولة بأبو ظبي ودبي.. من خلال برامج توأمة.. ومن خلال شراكة إعلامية عربية عربية… وعودة الكفاءات لهذه الصروح الإعلامية..
هناك الكثير من الاستحواذات على قنوات خاصة خلال الفترة الماضية لصالح شركات تدير أموالا واستثمارات حكومية.. وهو ما يدفعنى إلى الحديث عن ما هو دور الهيئة الوطنية للاعلام.. ماذا فعلت منذ توليها حتى الآن.. يجب أن نخرج من دائرة مكافأة الناس بالمناصب إلى دائرة التخصص وتحقيق الأهداف الاقتصادية إلى جانب الأهداف الإعلامية..
يكمن التفكير فى إنشاء كلية خاصة للإعلام برسوم تميز لتعليم العامى متميز داخل مبنى ماسبيرو لتعيد اكتشاف جيل جديد مبدع يتعلم نظريا وتطبيقيا … جيل يجيد التحدث بلغات متعددة إلى جانب اللغة الأساسية وهى العربية.. جيل يعيد إلينا ذكرى ليالى التلفزيون… والحفلات الراقية.. جيل ينقل هذا المبنى من التقليدية إلى الحداثة ومواكبة التطور التكنولوجي..
يمكن تحويل ماسبيرو إلى شركة خاصة الأغلبية فيها مساهمة حكومية…
ماسبيرو مؤسسة كبيرة لا يمكن أن يترك هكذا.. ويا تليفزيون يا .. ويا ماسبيرو يا.. ماسبيرو يعنى الإذاعة والتليفزيون.. مصر كانت نبراسا تليفزيونيا وإذاعيا.. وإنتاجيا… فمن يعيد لهذا الصرح الكبير رونقه بصورة مختلفة متواكبة مع التطورات العالمية.. مبنى فى هذا المكان يمكن أن يضاهى المؤسسات الإعلامية إذا خرجنا من بوتقة التفكير الضيق الأفق..
وما نبغى إلا إصلاحا وتوعية..