تراجعت ثقة المستثمرين فى اقتصاد ألمانيا، على خلفية عمليات البيع المكثفة التى شهدتها البورصة، منذ مطلع الشهر الجارى، وسط القلق المتزايد من التوترات التجارية العالمية التى تهدد النمو الاقتصادى.
وكشفت بيانات وكالة «بلومبرج»، انخفاض مؤشر «زد إى دبليو» المختص بتوقعات المستثمرين لقطاع الطاقة فى ألمانيا إلى المستويات المسجلة فى ذروة أزمة الديون عام 2012 وهو الأمر الذى يؤكد حجم عدم اليقين فى الوقت الحالى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تراجع فيه مؤشر البورصة الألمانى (داكس) الذى يعد مرآة الاقتصاد بنسبة 6% منذ بداية الشهر فى ظل المخاوف السياسية بداية من مشكلة ميزانية إيطاليا إلى محادثات خروج بريطانيا إلى جانب الحمائية الأمريكية.
وكان صندوق النقد الدولى، قد خفض توقعاته للاقتصاد العالمى للمرة الأولى منذ عامين، وقلصت الحكومة الألمانية، أيضاً، توقعات النمو فى 2018.
وأطلقت شركة «بى إم دبليو»، إحدى شركات صناعة السيارات الرائدة فى ألمانيا أول التحذيرات بشأن تراجع أرباحها بأعلى مستوى خلال عقد من الزمن نهاية الشهر الماضى، وألقت باللوم على النزاعات التجارية والمنافسة السعرية.
وقال أكيم وامباش، رئيس مركز «زيو» للبحوث الاقتصادية الأوروبية، إنَّ التوقعات بالنسبة للاقتصاد الألمانى تراجعت كثيراً؛ بسبب تصاعد الخلاف التجارى بين الولايات المتحدة والصين. ولكن البنك المركزى الأوروبى أشار إلى أن الطلب المحلى القوى فى منطقة اليورو يعنى أنه لا يوجد سبب للذعر بشأن التوقعات الاقتصادية.
وقال ماريو دراجى، رئيس البنك المركزى الأوروبى بعد اجتماعات صندوق النقد الدولى، فى مدينة بالى بإندونيسيا، إنَّ الخطر الرئيسى الذى يواجه الاقتصاد العالمى هو ارتفاع أسعار الفائدة الذى أثاره عدم الاستقرار المالى ومفاجآت التضخم أو الجغرافيا السياسية.