العادلى: التشوهات الجمركية تحرم المنتجات المحلية من خفض التكلفة
70 مصنعاً لإنتاج لمبات الليد مقيد بغرفة الصناعات الهندسية
عبدالمنعم: 300 مليون لمبة استهلاكاً سنوياً لجميع الأنواع
يكاد لا يخلو مصنع للكابلات والأدوات الكهربائية من خط إنتاج مخصص لصناعة لمبات الليد الأمر الذى يحمل فى طيته أمرين متناقضين وهما أن هذه الصناعة واعدة ولابد من اللحاق بركابها، والآخر ارتفاع تكلفتها وعائدها الضعيف يجعلها غير قادرة على أن تكون صناعة منفردة بنفسها دون داعم من صناعة أخرى.
قال بهاء العادلى، رئيس الشركة العربية للصناعات المتكاملة وأنظمة الإضاءة «ارينكو»، إن صناعة لمبات الليد صناعة مهمة وتشهد إقبالاً متزايداً فى السوق المحلى والخارجى، لكنها تعانى من مشكلات كثيرة أهمها ارتفاع تكلفة الإنتاج، والتى تحدد بناءً على حسب التكلفة الجمركية للخامات المستوردة، بالإضافة إلى مدخلات الإنتاج المحلية.
أضاف أن معظم الخامات يتم استيرادها من الصين، سواء فى لمبات الليد أو الكشافات، والتعديلات الأخيرة فى التعريفة الجمركية رفعت جمارك الخامات من %2 إلى %5، بدلاً من تخفيضها لتحفيز الصناعة المحلية.
أوضح العادلى، أنه فى مقابل ذلك تم الإبقاء على التعريفة الجمركية للمنتجات كاملة الصنع لتستقر عند %20 بدلاً من رفعها %30 وذلك على حساب المنتج المحلى مما زاد تكلفته، وحرمه من الاستفادة من زيادة الطلب على لمبات الليد الموفرة للطاقة، فى ظل اتجاه المستهلك لترشيد استهلاك الطاقة.
وقال إن كشافات الشوارع كاملة الصنع يتم استيرادها بتكلفة جمركية %5 فقط، بينما يتم استيراد مستلزمات تصنيعها بجمارك %10 مما يرفع تنافسية المستورد على المحلى ويزيد الطلب عليه.
أضاف أن اتحاد الصناعات خاطب مصلحة الجمارك فى سبتمبر 2017؛ لوضع حلول للتشوهات الجمركية فيما يخص لمبات الليد، إلا أنه لم يعمل بهذه التوصيات فى التعديلات الأخيرة.
وتتميز لمبات الليد عن باقى لمبات الإضاءة سواء موفرة أو عادية بأنها أقل استهلاكاً للكهرباء، حيث توفر حوالى %80 من الاستهلاك وتعد صديقة للبيئة لأنها لا ينبعث منها غاز الزئبق، ولا تحتوى على أشعة ضارة كالأشعة فوق البنفسجية.
وبحسب البيانات الرسمية لغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، يعمل فى مصر نحو 70 مصنعاً مسجلاً لدى شعبة الأجهزة الكهربائية باتحاد الصناعات، إلى جانب آلاف الورش العاملة فى تجميع لمبات الليد ولا تخضع لأى رقابة سواء من هيئة الرقابة الصناعية، أو اختبار كفاءة الطاقة.
وقال محمد حسن، رئيس مجلس إدارة شركة فلكس لصناعة الأدوات الكهربائية، إن ارتفاع تكلفة الإنتاج خلال العام الجارى أضعفت تنافسية المنتج المحلى فى السوق الخارجى مثل أسواق السعودية والأردن.
أضاف أن أكبر الدول المستوردة للمبات الليد المصرية هى السعودية، والأردن، ولبنان، والسودان، فيما تراجع حجم التصدير لدول العراق واليمن وسوريا، بالتزامن مع الأحداث السياسية التي تمر بها هذه الدول.
أوضح أن الصين لجأت إلى فتح مصانع لها فى بعض الدول العربية، مما أدى لتوفير لمبات الإضاءة بجميع أنواعها بأسعار مخفضة عن المنتج المصرى.
أشار إلى أن تراجع الطلب فى السوق الخارجى على المنتج المصرى أدى لزيادة المعروض محلياً وانخفاض الطاقة الإنتاجية فى بعض المصانع.
وقال عاطف عبدالمنعم، رئيس شعبة الأدوات الكهربائية بغرفة الصناعات الهندسية فى اتحاد الصناعات، إن صناعة لمبات الليد فى الغالب تكون بجانب صناعة أخرى مثل الكابلات وصناعة المعدات الكهربائية.
أضاف أن صناعة لمبات الليد بدأت منذ 6 سنوات فقط، وتطورت من صناعة اللمبات الموفرة التى بدأت في مصر منذ 15 عاماً، وجاء ذلك لتوفير استهلاك الكهرباء، وزيادة الطلب عليها مع تغير ثقافة المستهلك والاتجاه نحو الترشيد، خاصة فى ظل الارتفاع المتزايد على أسعار الكهرباء خلال السنوات الأخيرة.
أوضح عبدالمنعم، أن حجم الاستهلاك من اللمبات حوالى 300 مليون لمبة فى العام متنوعة بين لمبات ليد، وموفرة بجميع أنواعها، وفلورسنت، ومتوهجة.
أشار إلى أن الاستهلاك المحلى متنوع بين المنتجات المستوردة التى تشمل حوالى %50 من المنتجات يتم استيرادها على شكل منتج نهائى أو منتجات شبه مصنعة يتم تجميعها محلياً.