أكد وزير الموارد المائية و الري الدكتور محمد عبد العاطي أهمية التواصل مع جميع الجامعات المصرية والمؤسسات البحثية الدولية لمناقشة جميع القضايا المتعلقة بالمياه في مصر؛ للتغلب على المشاكل التي تواجهها في المياه والاستعانة بكل الجهات المختلفة في العالم لإيجاد الحلول المناسبة لها.
جاء ذلك في كلمته اليوم الاثنين خلال افتتاحه ومحافظ أسوان اللواء أحمد إبراهيم فعاليات ورشة العمل الدولية حول (المياه، الطاقة والغذاء لدول حوض البحر المتوسط) والتي تنظمها الهيئة الدولية للدول النامية وهيئة التبادل والتعاون العلمي الألمانية وسوف تستمر حتى 17 نوفمبر الجاري، بحضور الدكتور نوربرت ديشتل رئيس الهيئة الدولية للمياه، الدكتور خالد عبد الباري رئيس جامعة الزقازيق، الدكتور أيمن عثمان نائب رئيس جامعة أسوان وأساتذة كليتي الزراعة بجامعتي الزقازيق وأسوان.
وقال عبد العاطي إن هذه الورشة تهدف إلى تبادل البحوث فيما يتعلق بقضايا المياه ومناقشة موضوعات تتعلق بمشاكل المياه في عدد من دول العالم الأمر الذي سيعززه التبادل البحثي للطلاب والباحثين في هذا المجال.
وحول مشروعات السدة الشتوية التي ستنفذها الوزارة، أوضح أن الوزارة تدرك تماماً بدء الموسم السياحي بأسوان والأقصر حيث تم الإعلان مبكرا عن توقيتات السدة الشتوية والتي تشهد تنفيذ مشروعات الري على جانبي النيل بداية من شهر يناير القادم، مؤكدا أنه يتم حاليا التنسيق بين وزارتي الري والنقل لتنفيذ أعمال التكريك في المجرى الملاحي لنهر النيل؛ للحد من أية حالات لشحوط المراكب والفنادق العائمة بين المحافظتين.
وأشار إلى أن هناك إجراءات احترازية لتفويج المراكب والفنادق العائمة؛ لمنع تكرار ما حدث العام الماضي بسبب ظاهرة الشحوط، حيث تم تحديد واجبات واختصاصات كل جهة لتسهيل حركة مرور الفنادق العائمة خلال رحلاتها السياحية أثناء فترة السدة الشتوية بالشكل المطلوب، منوها بأن ما حدث العام الماضي كان نتيجة عدم التزام هذه البواخر السياحية بخط السير المحدد داخل مجرى نهر النيل وعدم التزامهم بقواعد الملاحة النهرية خاصة مع مرور مئات البواخر السياحية.
وفيما يتعلق بالخطة القومية للمياه بمصر وطرق الاستهلاك الفعالة، قال عبد العاطي إن الخطة تعكس استراتيجية الدولة وترتكز على 4 محاور رئيسية هي (المحور الأول تنقية المياه بشكل جيد وإعادة استخدامها من بينها مياه الصرف الصناعي، أما المحور الثاني فيتمثل في ترشيد الاستهلاك من خلال اعتماد نظم الري الحديث في الأراضي الزراعية القديمة بدلاً من طرق الري بالغمر واختيار نوعية بذور لمحاصيل كثافة الإنتاجية وقليلة في استهلاك المياه).
وتابع قائلا: “إن المحور الثالث يتمثل في تنمية الموارد المائية الحالية من خلال اعتماد جميع المدن الساحلية على تحلية مياه البحر واستغلال مياه الأمطار والسيول وتنمية التعاون مع دول حوض النيل من خلال ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط أما المحور الرابع يتمثل في تهيئة البيئة المناسبة التي تبنى على مصارحة الشعب حول الوضع المائي الحالي”.
وأوضح أن عدد السكان الآن يصل إلى 105 ملايين نسمة وبحلول عام 2050 سيصل إلى 170 مليون نسمة وبالتالي فإن الوزارة تحتاج إلى تدبير موارد مائية لمواجهة هذه الزيادة، مشيرا إلى أن استثمارات الخطة القومية بلغت 40 مليار دولار وستنفذ على مدار 20 عاما حتى حلول 2050؛ وذلك لمواجهة تحديات المياه مع زيادة عدد السكان في مصر.
وأشار إلى أن هناك مبادرة سيتم تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة مع وزير الأوقاف ووزارة الإنتاج الحربي للاستعانة بنظام موفر للمياه داخل هذه المساجد والتي ستبدأ في مسجدين بالقاهرة من بينهما مسجد السيدة نفيسة في تجربة جديدة سيتم قياسها لتعميمها على باقي المساجد بالتعاون مع أحد البنوك الوطنية والجمعيات الأهلية.
من جهته..قال المحافظ اللواء أحمد إبراهيم إن تنظيم هذا المؤتمر الدولي الحيوي هو بشرة خير بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أسوان عاصمة الشباب الإفريقي لعام 2019.
وأضاف إبراهيم أن قضية المياه تعتبر من القضايا المعاصرة والتي توليها الدولة اهتماماً خاصاً من خلال الحفاظ على نهر النيل من التعديات والتلوث، وترشيد استخدام المياه علاوة على تعظيم الاستفادة منه سواء بإنتاج الطاقة الكهربائية أو استصلاح الأراضي الزراعية لإنتاج وتوفير الغذاء وهو ما يتجسد في أسوان على أرض الواقع من خلال مشروعات عملاقة مثل: السد العالي وخزان أسوان وتوشكى.
وبدوره، قال نائب رئيس جامعة أسوان الدكتور أيمن عثمان إن الهدف من ورشة العمل هو إثراء وزيادة وتوثيق التعاون الدولي للدول الأعضاء في حوض البحر المتوسط، معربا عن سعادته لاستضافة المحافظة هذه الورشة التي سيستفيد منها الجميع في ظل حضور قيادات علمية وعملية، حيث سيتم عرض العديد من المجهودات التي تقوم بها هذه الدول من أجل تعظيم الاستفادة من المياه في كافة مجالات الحياة.
المصدر : أ.ش.أ