عادت الاستفهامات تسيطر على أذهان المصريين مع تزايد الأزمات وحالة اللايقين لكثير من الأمور والسياسات التى تدار بها البلاد، وغالبية هذه الاستفهامات تترجم فى ماذا يحدث وإلى أين نحن ماضون..؟
ولقد حاول الرئيس السيسى فى مناسبات عديدة أن يؤكد للمصريين أنه يتابع كل ما يقال ولما يدور فى أذهان المصريين من تساؤلات وشكاوى، داعياً مواطنيه إلى الصبر والتحمل لما يتم اتخاذه من سياسات تستهدف إصلاح الأمور ولا يقفوا عند أزمة البطاطس أو غيرها، ولكن لماذا يدرك الرئيس ومن حوله أن السياسات التى يتم تطبيقها سياسات ناجحة وأنها لا تحتاج إلى مراجعة أو خطوات تكميلية فى بعض القطاعات، وأن الناس يهمها أن تحصل على ما تريد بسهولة ويسر سواء كانت بطاطس أو غيرها، وهل إشادات المؤسسات الدولية بخطوات برنامج الإصلاح الاقتصادى تكفى للرد على شكاوى المصريين ؟
وهل اطمأن الرئيس بعد عامين من تطبيق سياسات تحرير سعر الصرف أن نتائج هذه السياسات قد انعكست بالإيجاب على الاقتصاد القومى، هل راجع الرئيس أرقام تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر خلال هذا العام على الأقل ولماذا هى متواضة رغم كل هذه الإصلاحات وإشادات المؤسسات الدولية؟
وهل راجع الرئيس أرقام الصادرات المصرية ولماذا لم تستفد استفادة كبيرة من سياسات التعويم، كما كان متوقعاً، الإجابة ليس لدينا منتجات يتم تصديرها وهذه كارثة الكوارث وهنا يجب التوقف فمن غير المعقول أن لا يكون لدينا صناعة أو زراعة، فإذا فقد أى اقتصاد مثل الصناعة أو الزراعة فماذا بقى له؟ هل قطاع الخدمات يمكن أن يعوض ضعف قطاعى الزراعة والصناعة؟ لا اعتقد، فحال السياحة لدينا معروف ولا يخفى على أحد، كذلك الخدمات المالية مازالت تحبو، إذا الأمر يتطلب وقفة جادة مع الصناعة أو الزراعة إذا ما أردنا زيادة صادراتنا وهو أمر لابد منه بل قضية حياة أو موت، فنتائج الإصلاح لن تظهر إلا بازدهار هذين القطاعين، وشكاوى المصريين لن تنتهى إلا بوجود صناعة قوية وزراعة حقيقية.
إننا نحتاج لرؤية واضحة لهذين القطاعين وتركيز من الحكومة فى هذا الشأن مثلما حدث فى تنفيذ العاصمة الإدارية والمشروعات القومية ومشروعات الإسكان ؛ علينا أن نعيد أولوية الإنفاق الاستثمارى على هذين القطاعين فى الفترة المقبلة، فلا يعقل أن مصر التى عرفت الزراعة منذ 7 آلاف سنة تعيش أزمة بطاطس واعتقد أننا بحمد الله أنجزنا كثيراً من المشروعات القومية وهو أمر جيد ولا غبار عليه، وعلينا أن نتجه إلى قطاعات أخرى مثل الصناعة والزراعة لنستفيد من شبكة الطرق والبنية التحتية فى إقامة استثمارات جديدة.
علينا أن نحدد الصناعات التى نحن بحاجة إليها وأن نشجع الصناعات الصغيرة ونربطها بالصناعات الكبيرة.. نحتاج لصناعة المكونات ولا يجب أن نصدر الخامات الطبيعية دون أى قيمة مضافة، الزراعة فى حاجة إلى خريطة جديدة فى ظل مخاطر الشح المائى.. مطلوب مؤتمرات وحوارات جادة مع الخبراء من الداخل والخارج بشأن هذين القطاعين.
سيدى الرئيس لقد تأكد للمصريين إخلاصك لهذا البلد واستعدادك للتضحية من أجله عندما أزحت الأخوان من الحكم ولذلك ساندوك فى الولاية الأولى وتحملوا معك قرارات اقتصادية صعبة، لأنهم يعلمون أنك تعمل من أجل رفعة هذا البلد، ولكن بعض الأمور لا يجب أن تكون كلها مناسبة أو توقيتها مناسب، فلا بأس من مراجعتها أو التحاور بشأنها.
ولقد آن الآوان لتفتح شرايين هذا البلد اقتصادياً وسياسياً، اجعل انتماء مؤسسات الدولة للشعب وليس للحاكم، لا يجب سيدى الرئيس أن تقف وحدك فى مواجهة كل هذه الصعاب، اجعل بجانبك وخلفك المصريين يدافعون عن وطنهم ويشاركون فى بنائه بإخلاص، دعهم يشاركون فى صنع سياسات وطنهم مثلما فعلت معهم عندما نزلوا وفوضوك فى محاربة الإرهاب فخضت المعركة والجيش ببسالة لأن الشعب كان معكم لم يبخل بأبنائه من الشهداء والمصابين، الآ هذا الشعب مثلما سبق أن قلت يريد من يحنو عليه.