رحبت وكالة الطاقة الدولية، بعودة الفائض إلى سوق البترول، بعد أن أدى ارتفاع الإنتاج فى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى رفع المخزونات العالمية، ودفع الأسعار إلى السوق الهابطة. وقالت وكالة الطاقة الدولية، فى تقريرها الشهرى، إنَّ المخزونات فى الدول الصناعية زادت على مدى أربعة أشهر متتالية، ومن المتوقع أن تقفز بمقدار 2 برميل يومياً فى النصف الثانى إذا استمر الإنتاج عند مستوياته الحالية.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنَّ طفرة الإمدادات أدت إلى انخفاض الأسعار من أعلى مستوياتها فى أربع سنوات، وهو الأمر الذى يوفر بعض الراحة للمستهلكين فى الأسواق الناشئة الأكثر تضرراً من ارتفاع الأسعار.
وأعلنت وكالة الطاقة الدولية، أنه ينبغى الترحيب بارتفاع المخزونات كشكل من أشكال التطمين وليس التهديد؛ حيث إن الاستجابة لدعوة الوكالة وغيرها من المؤسسات لزيادة الإنتاج بمثابة تذكير بأن صناعة البترول تعمل بشكل أفضل عندما تعمل معاً.
وحذرت وكالة الطاقة الدولية، الشهر الماضى، من أن ارتفاع أسعار البترول قد يمثل خطراً على النمو الاقتصادى العالمى.
جاء ذلك بعد أن ارتفعت العقود الآجلة للبترول إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2014 فى أوائل شهر أكتوبر الماضى؛ بسبب مخاوف فرض العقوبات الأمريكية على إيران.
ومع ذلك، فإنَّ الإنتاج المرتفع فى المملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة، فضلاً عن الإعفاءات الأمريكية غير المتوقعة لبعض المشترين للخام الإيرانى قد وفر للسوق مخزوناً ضد الصدمات المحتملة على العرض.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، إنَّ الإمدادات العالمية تنمو سريعاً؛ حيث إنَّ معدلات الإنتاج القياسية من المملكة العربية السعودية، وروسيا، والولايات المتحدة، تتجاوز الانخفاضات من إيران وفنزويلا.
وجاء التقرير بعد يوم واحد من تصريح المدير التنفيذى للوكالة فاتح بيرول، بأن المنتجين الرئيسيين تصرفوا بشكل مسئول فى زيادة الإنتاج، وأن محاولة رفع الأسعار فى الوقت الحالى لن تكون الشيء الصحيح الذى ينبغى عمله.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، إنَّ مكاسب المخزونات فى الربع الأخير من العام الحالى توفر مخزوناً من الإمدادات وسط التقلبات المستمرة؛ حيث يظل الإنتاج فى ليبيا ونيجيريا وفنزويلا معرضاً لعدم الاستقرار.
وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على البترول فى الأسواق الناشئة العام المقبل بقيمة 165 ألف برميل يومياً، لكنها أعلنت أن هذه القيمة سوف تزيد بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً.
وحافظت الوكالة على توقعاتها لنمو الطلب العالمى إلى حد كبير دون تغيير عند 1.4 مليون برميل يومياً؛ حيث إنَّ التوقعات الاقتصادية المتدهورة يقابلها انخفاض فى أسعار الخام.