ارتفاع التكلفة وفقدان الأسواق العربية يحوّلان البوصلة إلى القارة السمراء
«بسادة»: تكلفة الشحن حجر عثرة أمام التوجه نحو أفريقيا
«ثروت»: المنتج المصرى يواجه منافسة قوية من دول أخرى
«الصواف»: «جرانيتو» تخطط للتوجه إلى لبنان والسعودية وأوروبا
«ارتفاع تكلفة الإنتاج وبالتالى زيادة الأسعار، أحد الأسباب الرئيسية لفقدان السيراميك مميزاته التنافسية فى الأسواق الخارجية، خصوصاً فى ظل انخفاض التكلفة بالدول المنافسة»
.. هكذا برّرت شركات السيراميك انخفاض الصادرات خلال العامين الماضيين، بجانب فقدان أسواق الثروات العربية التى كانت تحظى بالجزء الأكبر من الصادرات.
دفعت تلك المتغيرات، مستثمرى قطاع السيراميك، إلى البدء فى البحث عن أسواق تصديرية جديدة فى دول القارة السمراء التى تأمل الشركات أن تكون طوق النجاة لها خلال المرحلة المقبلة.
وتراجعت صادرات السيراميك إلى ما قيمته 124 مليون دولار خلال الفترة من يناير – سبتمبر 2018، مقابل 178 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2015، و275 مليون دولار فى 2014
قال وجيه بسادة، رئيس مجلس إدارة شركة سيراميكا ألفا، إن تراجع الطلب من الأسواق العربية، يدفع للتوجه نحو القارة الأفريقية، لكن ارتفاع تكلفة الشحن وصعوبته فى ظل عدم توفر خطوط ملاحية مباشرة مع تلك الدول يقفان حجر عثرة أمام ذلك التوجه.
أضاف أن ارتفاع تكلفة الإنتاج، دعا الشركات إلى وقف عدد من خطوط الإنتاج لتفادى زيادة الخسائر.
وأصبح استقرار أسعار مستلزمات الإنتاج ضروريا حتى لا تتفاقم الخسائر فى ظل تراجع المبيعات.
ولفت بسادة، إلى أن صادرات السيراميك المصرى تواجه منافسة شرسة من الشركات الصينية والهندية والإيطالية والإسبانية والإيرانية، فضلًا عن صعوبة دخول السوق الخليجى الذى يضيق الخناق على المنتجات المستوردة لإعطاء فرصة المنافسة للمنتجين المحليين.
وقال سامح ثروت، مدير التسويق بشركة سيراميكا بيراميدز، إن صادرات الشركة انخفضت من %60 إلى %25 من طاقتها الإنتاجية خلال 3 سنوات.
وأرجع انخفاض الصادرات، إلى قوة المنافسة مع المنتجات الصينية والإسبانية والهندية فى الأسواق العربية، إذ تصدر الشركة حاليًا إلى الأردن والسعودية ولبنان وسوريا.
وتوقع ثروت، ارتفاع الطلب من جانب السوق الليبى الذى كان من أهم أسواق الشركة المرحلة الماضية، فضلًا عن كونه منفذا رئيسيا للتصدير إلى بعض الدول الأفريقية لعدم وجود خطوط شحن مباشر إليها.
وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية للشركة انخفضت بنسبة %50 خلال العام الحالى لتصل إلى 45 ألف متر يوميًا للمصانع الثلاث التى تمتلكها الشركة.
وأوضح مدير التسويق بشركة سيراميكا بيراميدز، أن ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج تسبب فى زيادة التكلفة بنسبة %20، مما أدى فى النهاية إلى انخفاض المبيعات إلى النصف وزيادة المخزون لدى الشركة.
وقال سعيد ذكري، مدير المبيعات بشركة سيراميكا جلامور، إن تراجع الصادرات من أهم العوائق التى تواجه القطاع، نظرًا لانخفاض الطلب من جانب الأسواق التقليدية المتمثلة فى أسواق ثروات الربيع العربي.
وأضاف أن الشركة، عزفت عن التوسع فى إضافة خطوط إنتاج جديدة، فى ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج وانخفاض المبيعات، ومن ثم تراجع الصادرات لتصل إلى نحو %25 من إجمالى الطاقة الإنتاجية للشركة.
وأوضح أن الشركة تعمل بنحو %70 من إجمالى طاقتها الإنتاجية بواقع 7 آلاف متر مربع يوميًا فى ظل تراجع الطلب من جانب السوقين المحلى والخارجي.
وطالب ذكري، الحكومة بإنشاء مدارس فنية لصناعة السيراميك بالتعاون بين وزارتى التربية والتعليم والتجارة والصناعة، لتخريج عمالة مدربة تعمل وفقًا لأحدث الوسائل التكنولوجية لصناعة السيراميك.
وتابع: «العمالة الفنية المدربة ستساهم فى خفض تكلفة الإنتاج وزيادة الطاقات الإنتاجية، كما أن العامل غير المدرب بشكل جيد يزيد خسائر الشركات لانخفاض إنتاجيته».
وقال فتحى الصواف، مدير التسويق والمبيعات بشركة سيراميكا جرانيتو، إن الشركة تعتزم زيادة حجم صادراتها لتعويض الخسائر التى تكبدتها نتيجة انخفاض مبيعات السوق المحلى فى ظل ارتفاع الأسعار.
وأوضح أن الشركة تستهدف زيادة صادراتها العام المقبل، لأسواق العراق والسعودية وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى بعض أسواق القارة الأوروبية، فى إطار خطتها لزيادة الصادرات.
وقال سمير نعمان، أمين المجلس التصديرى لمواد البناء، إن المجلس كان يستهدف نمو الصادرات خلال العام الحالي.. لكن التغيرات التجارية العالمية وارتفاع تكلفة الإنتاج محليًا، حالتا دون بلوغ النمو المطلوب.
وأضاف أن المجلس يسعى للحفاظ على تكرار قيمة صادرات العام الماضى عبر التوسع فى فتح أسواق تصديرية جديدة فى دول القارة السمراء الذى تعد سوقاً جديداً وواعداً، فضلًا عن الاتفاقيات التجارية التى تربط مصر ببعض دولها، ومنها اتفاقية «الكوميسا» التى تسمح بدخول المنتجات المصرية بجمارك مخفضة.
وأوضح أن انخفاض تنافسية منتجات مواد البناء المصرية، ومن ضمنها السيراميك، جاء نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج مقارنة بالدول المنافسة المتمثلة فى الصين والهند وتركيا ودول شرق آسيا، والذى ينخفض سعر الغاز فيها إلى نحو دولارين للمليون وحدة حرارية.
وأشار إلى أن المجلس تواصل مع وزارة التجارة والصناعة بشأن زيادة عدد الخطوط الملاحية إلى الدول الأفريقية، خصوصا شرق أفريقيا، مما سيساهم فى تضاعف حجم وقيمة الصادرات المصرية إلى القارة السمراء خلال السنوات المقبلة.