تأثر اقتصاديات دول العالم بجميع الأحداث فى أمريكا لماذا؟ إذا حدث كساد ألقى بظلاله على العالم وإذا حدث نمو ونشاط اقتصادى نقطة مبشرة بانطلاقة للعالم حتى القوية اقتصادياً، ولذا نراقب كل ما يحدث فى أمريكا دون يفهم الكثير ما هو السر وراء ذلك؟
أمريكا استطاعت ربط سعر صرف كل العملات بسعر الدولار الأمريكى بل أصبح الاحتياطى النقدى لأى دولة يقاس قوة اقتصاد عن حجم قيمة هذا الاحتياطى وأفشلت كل العملات الأجنبية الأخرى حتى أن الدولة التى أرادت تنويع سلة العملات لضمان التوازن لم تنتظر طويلاً حتى رجعت إلى العملة الصعبة، والتى تعنى الدولار الأمريكى فقط.
الغطاء النقدى لأى عملة محلية كان الذهب ولذا لإصدار عملة يجب التغطية بالذهب حتى تصبح للعملة قيمة، ولكن دون ذلك تصبح عملة ورقية لا قيمة لها بل تصبح عبارة عن طباعة فقط، ولكن بسبب سوء توزيع إنتاج الذهب فى العالم أصبح بصعوبة بمكان توفير هذا المعدن النفيس لتغطية العملات ولهذا من هنا بدأت أمريكا من خلال بنى صهيون الذى يملك جل الاقتصاد العالمى عن طريق أمريكا الموطن الحاضن لليهود اجتماع لسياسة جديدة يتم على أساسها تحديد سعر صرف العملات ومن هنا نشأ صندوق النقد الدولي للسيطرة على اقتصاد العالم الجديد فى عام 1944 فى مدينة بريتون وودذ الأمريكية بمشاركة 44 دولة.
وكانت بنود اتفاقية بريتون وودز تنص على أن يستعمل الدولار الأمريكى غطاء بدل الذهب لإصدار ما تحتاج إليه من عملات وطنية، وتلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بتحويل ما يقدم إليها من دولار إلى ذهب عند معدل صرف 35 دولاراً للأوقية من الذهب لكل من يطلب ذلك من دول العالم.
ولكن كان الذهب تمتلك احتياطاته فى المركز الأول جنوب أفريقيا التى لم يتم تحريرها إلا بقيادة نيلسون مانديلا الذى قبع في السجون قرابة 27 سنة بعد أن تم استنزاف مقدرات البلاد من الذهب بواسطة البيض وكانت الدولة الأوروبية العميلة الأمريكية هى بريطانيا حتى تحافظ على التاج الملكي وليومنا هذا تلعب بريطانيا دور الوكيل الاستعمارى لأمريكا بل هى من أنشئت الكيان الصهيونى الهجين من خلال وعد بلفور وتترك تأسيس الكيان الصهيونى لأمريكا لتكون نواة الصراع فى العالم العربى أولاً، بل أصبحت فى الشرق الأوسط لتشتيت جهود الدول العربية فى الصراع العربى الإسرائيلى لخنق التنمية الاقتصادية فى العالم العربي الذى من الله عليه بالنفط وبداية طريق التنمية النفطية فقط بعيدا عن أى تنمية أخرى.
وقامت الولايات المتحدة سنة 1971 بإلغاء التزامها حسب اتفاقية بريتون وودز (سنة 1944) بأن تطبع الولايات المتحدة من الدولارات حسب كمية الذهب المتوفرة لديها وباحتساب 35 دولاراً للأونصة وهو التعهد الذى قطعته على نفسها فى تلك الاتفاقية لقاء سعر صرف ثابت للدولار، مع باقى العملات العالمية، مما أوجد نظاماً مالياً مستقراً لا يسمح للولايات المتحدة بطبع ما تراه هى مناسباً من عملة الدولار، والتى أصبحت عملة الاحتياط العالمى.
وبعد تنصل الولايات المتحدة من الالتزامات المترتبة عليها بمبادلة أى كمية من الدولارات مقابل الذهب ستصبح عملتها للدولار، ورقاً سيفقد قيمته لأنه أصبح دون ما غطاء لذلك جاءت حرب أكتوبر 1973 التى نتج عنها زيادة الأسعار 400%. وعندما تمّ اجبار العالم كله على شراء النفط لعملة الدولار فقط مما يخلق طلباً إجبارياً على شراء الدولار من الدول المستوردة للبترول، ومما يسهل طباعة المزيد من الدولارات الورقية دون غطاء من الذهب.
ومن هنا نعرف كيف سيطرت أمريكا على العالم بالخديعة عن طريق تأسيس المؤسسات الدولية على أراضيها مثل البنك الدولى والأمم المتحدة حتى أصبحت الأمم المتحدة الأمريكية وأصبحت تدار عجلة الاقتصاد في جل دول العالم عن طريق أمريكا وقيس على ذلك جميع السياسات والمعاناة الذى فرضت على العالم العربى الذى نعيش فيه ولم يفلت من خيوط العنكبوت الأمريكى إلا الدول الكبرى اقتصادياً بل جل دول الاتحاد الأوروبى التى فطنت للعنكبوت الأمريكى وأعلنت تأسيس الاتحاد الأوروبى ومنطقة اليورو لتنافس الدولار الأمريكى ومازال الصراع جارياً، ولكن الحقيقة يمثل التعامل بالدولار الأمريكى بما يزيد على 80%، ولكن فى القريب العاجل تظهر نتائج فكر التنين الصينى في السيطرة على حصة من الاقتصاد العالمى وبدأت بالنقطة الأضعف أفريقياً.
اللعبة الأمريكية الامبرالية تدار من خلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولى ولذا أصبح صندوق النقد الدولي المنوط به تحديد سعر صرف الدولار أمام العملات الأخرى وبالتالى جنى الأرباح من نصيب القطب الأوحد الأمريكى وحتى نكون منصفين حكومات الدول تدار من خلال أمريكا سواء كان تجار الدين ومن يطلق عليهم إسلاميون أو ليبراليون هذه هى الحقيقة المطلقة التى يجب ألا ننخدع بشعارات الإسلاميون أو ما يدعون الليبراليون الذين يتحدثون عن دور المخابرات فى جميع الدول والوحيد الذى يدير اقتصاده هو التنين الصيني الذى تدار من خلال الحروب التجارية مع أمريكا وفى المرتبة الثانية دول الاتحاد الأوروبي واليابان عدا بريطانيا العميل الأول لأمريكا بعد إسرائيل الكيان الصهيونى الهجين.
ولذا سوف نشرح سبب الخوف العالمى من ارتفاع سعر الفائدة الأمريكية على اقتصاديات الدول الناشئة ونحاول نفهم ما هو التأثير المباشر على الدول المرتبطة بسعر الدولار ونقول إن معنى رفع سعر الفائدة يؤثر على مستثمرى السندات فى الدول التى تحتاج إلى الدولار، مما يضطر المستثمر سحب استثماراته من هذه الأسواق للرجوع إلى أمريكا للاستفادة من الفائدة الأمريكية، وبالتالى يرتفع سعر شراء الدولار للدول، مما يعرف بتكلفة الحصول على القروض لتغطية احتياجاتها من السلع والمواد الأساسية والثانية حصول الدول التى تقترض على الدولار لسداد خدمة الدين والقرض المستحق عليها والثالثة ارتفاع سعر الدولار يزيد تكلفة الخدمات والسلع لتؤثر في النهاية على المستهلك وهنا المستحق لهذه الأموال صندوق النقد الدولى والبنك الدولى بعد عبث صندوق النقد الدولى فى اقتصاديات الدول بطلب تعويم العملة المحلية وإدارة الاقتصاد بالنيابة عن حكومات هذه الدول التى لا تملك سوى تنفيذ سياسات النقد الدولى الموجهة للتنمية من خلال إلغاء الدعم وزيادة الرسوم على المواطنين وتوجيه الاستثمارات لما يسمى البنية التحتية متجاهلة التنمية المستدامة في الزراعة والصناعة والتنمية البشرية.
خير مثال لهذا، أن الفائدة وصلت فى الأرجنتين إلى 40% للحصول على الدولار وللحصول على 57 مليار دولار قروض من الصندوق حتى أن كثير من المستثمرين رفضوا تمويل سندات الخزانة لضعف الاقتصاد الأرجنتينى، ولكن صندوق النقد الدولى أعطى هؤلاء ضمانة صريحة تقول إن الصندوق سيتولى إدارة اقتصاد الأرجنتين حتى عام 2022.
الدولة الوحيدة الذى سدد قسط قروض صندوق النقد الدولى هى تركيا ولذا الحقيقة فى التنمية الاقتصادية هى التنمية التى تأتى من الموارد الطبيعية وهى الزراعة.
والسؤال الذى يمكن أن تبحث عنه فى مخيلته عن أن الدول العربية النفطية لا تتأثر بسعر سعر الفائدة الأمريكية وارتفاع الدولار لأنها ببساطة هذا يرفع سعر عائدات النفط والغاز فقط، ولكن الوفورات المالية الخليجية تذهب إلى أمريكا عن طريق شراء السلاح وتأجيج الحروب والتهديدات من خلال الحليف الشيعى فى المنطقة “إيران”، مما يؤثر على احتياطى الأجيال القادمة فى هذه الدول ولهذا أمريكا لا تفوت فرصة التقاط الأنفاس لأى منطقة إلا الدول التى تملك قوت يومها وتأكل مما تزرع كفى تهريج وشعارات لا جدوى منها ولعنة الله على الإرهاب ومن صنعه من المخابرات الأمريكية والدول الغربية بمعاونة قادة الدول فماذا بعد؟