«الجارحى» يخدم 3 شركات ويغلق 27 مصنعاً.. و«المراكبى»: يعمق التصنيع المحلى
59% زيادة فى واردات البيليت خلال 10 أشهر.. والأسعار ترتفع إلى 13 ألف جنيه للطن
أوصى جهاز مكافحة الدعم والإغراق بفرض رسوم على واردات مصر من خام تصنيع الحديد «البيليت» بنسبة 10%، فضلاً عن 15% على المنتج النهائى المستورد (التسليح) من جميع المناشئ العالمية.
أثار اتجاه وزارة الصناعة لاعتماد التوصية، الخلاف بين الشركات المحلية (الدورة المتكاملة من جانب، والدرفلة فى الجانب الآخر)، كما تأثر السوق سريعاً لترتفع الأسعار إلى 13 ألف جنيه؛ تحسباً لارتفاع الأسعار من قبل المصانع خلال الفترة المقبلة.
قالت مصادر لـ«البورصة»، إنَّ جهاز مكافحة الدعم، التابع لوزارة الصناعة أوصى فى مذكرة لوزير الصناعة بتطبيق رسوم على واردات خام الحديد «البيليت» بنسبة 10% بحد أقصى 47 دولاراً فى الطن، و15% على المنتج النهائى من جميع المناشئ العالمية.
أوضحت المصادر: «القرار النهائى بيد وزير الصناعة وحده، وسيتم البت فى خلال أسبوع بعد اجتماع الوزير مع المصنعين ومستشاريه فى الوزارة، وقد تتغير النسب بالزيادة أو النقصان، وفقاً لرؤية الوزير».
على مستوى المُصَنعين، رفض جمال الجارحى، رئيس غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، تطبيق أى رسوم على واردات البيليت، قائلاً: «سيتسبب فى وقف 27 مصنعاً لحساب 3 مصانع فقط».
أضاف: «لا يمكن تغيير سياسات العمل من أجل 3 مصانع فقط هى حديد عز، والمصريين، والسويس للصلب، ورغم أن استثماراتها هى الأكبر فى السوق، ولكن صدور مثل هذا القرار بمثابة إعلان إغلاق باقى الشركات».
أكد الرفض »خالد الدجوى«، العضو المنتدب لشركة الماسية للصلب، أن القرار سيربك السوق المحلى على مستوى الأسعار، فبمجرد تسرب تلك المعلومات للسوق ارتفعت الأسعار بمتوسط 500 جنيه للطن.
أوضح أن أسعار البيع ارتدت لأعلى مستوى تاريخى لها للمرة الثانية، خلال العام الحالى، لتبلغ 13 ألف جنيه فى الطن خلال اليومين الماضيين.
على الجانب الآخر، ثمنت بعض المصانع أهمية تطبيق القرار، خاصة أن حجم واردات البيليت قفزت خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالى بنسبة 75% على مستوى القيمة، و59% على مستوى الكميات.
وقال حسن المراكبى، رئيس مجلس إدارة شركة المراكبى للصلب، إنَّ استثمارات قطاع الحديد فى مصر تتخطى 100 مليار جنيه، 80% منها تابعة لعدد صغير من المصانع تعمل بنظام «الدورة الكاملة»، و20% لمصانع «الدرفلة».
أضاف أن بيانات غرفة الصناعات المعدنية تظهر ارتفاع قيمة الواردات إلى 1.4 مليار دولار خلال الشهور العشرة الأولى من 2018، مقابل 800 مليون دولار فى فترة المقارنة من 2017، وزادت فى الكميات إلى 2.7 مليون طن مقابل 1.7 مليون طن.
ذكر أن انخفاض أسعار البيليت عالمياً شجع المستوردين على التعاقد على كميات كبيرة، ما سيضر مصانع الدورة الكاملة، خاصة أن القيمة المضافة من الدرفلة لا تصل حتى 10% من قيمة الطن.
قال محمد حنفى، المدير التنفيذى لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إنَّ الغرفة رفعت مذكرة رسمية لوزارة الصناعة لخفض أسعار الغاز لمصانع الحديد إلى 4.5 دولار مقابل 7 دولارات حالياً.
أضاف: «الغرفة طالبت بفرض رسوم على واردات حديد التسليح من كل دول العالم بنسبة تصل إلى 500%، لحماية السوق المحلى من الإغراق، وكل الدول تتخذ تدابير وقائية لحماية صناعاتها، ويجب على مصر المثول للأسلوب نفسه».
كانت الولايات المتحدة الأمريكية فرضت رسوماً بقيمة 25% على واردات الصلب، والحال نفسه مع أوروبا وتركيا، كما فرضت دول مجلس التعاون الخليجى 169 دولاراً للطن على بعض واردات الحديد.