نوفل: المستثمر يحتاج للشعور بالإطمئنان طوال الوقت.. والتمليك أفضل
دياب: التجهيزات مرتفعة التكلفة.. وسحب الأرض يعني خسائر مضاعفة
شوشان: “الانتفاع” يضمن سرعة البناء والتشغيل ويقضي على “التسقيع”
طالب مستثمرو منطقة مطوبس الصناعية، هيئة الاستثمار بالعدول عن طرح الأراضي بنطام حق الانتفاع، واستبداله بنظام التمليك، لتخوفهم من حدوث أي طارئ مثل تعثرات مالية تعوق عملية إتمام الإنشاءات فى الوقت المحدد، أو توقف المصنع بعد التشغيل لأسباب فنية.. الأمر الذي قد يتسبب فى سحب الأرض منهم دون منحهم تعويضات مالية مقابل الإنشاءات التي نفذتها شركاتهم.
لكن المسؤل الأول عن المنطقة، يؤكد أن بعض المستثمرين غير الجادين يتخذون من ميزة التمليك ركيزة لعمليات المتاجرة والتسقيع.قال عبدالفتاح نوفل رئيس مجلس إدارة الشركة الإيطالية لاستخلاص الزيوت، إن المحافظة خصصت الأراضي للمستثمرين بنظام التمليك فى بداية إنشاء المنطقة، مقابل دفع مبالغ مالية تتراوح بين 7و8 جنيهات للمتر.. الأمر الذي دفع عددا كبيرا من المستثمرين إلى التوافد على المنطقة الصناعية للاستثمار، وهم مطمئنون على استثماراتهم.
أضاف لـ”البورصة”، أن المحافظة أخطرت المستثمرين فور الانتهاء من الانشاءات، بالتحول من عقود نقل الملكية إلى نظام حق الانتفاع لمدة 25 عامًا، الأمر الذي تسبب فى هروب عدد كبير منهم إلى مناطق أخرى خصوصا المستثمرين الذين كانوا لا يزالون في مرحلة ما قبل الإنشاءات.
وتابع: “المستثمر يحتاج إلى الشعور بالإطمئنان طوال الوقت، لأن أي مشروع ينفذ حاليًا هو مغامرة.. ولا يعرف صاحبه ان كان سيصل به إلى النتائج التي وضعها فى دارسة الجدوى أم لا؟ كما أن المحافظة تطالب بحقوقها وتهمل في حقوق المستثمر”.
أشار نوفل إلى أن الشركة تمتلك مصنعًا واحدًا بالمنطقة على مساحة 12 ألف متر مربع باستثمارات قيمتها 90 مليون جنيه، ويعمل فيه نحو 1200 عامل من محافظتي كفرالشيخ والبحيرة، فى حين تسعى للحصول على مساحة إضافية تقدر بـ 500متر مربع لاستخدامها فى أغراض التخزين.
ويتنوع إنتاج الشركة بين الأعلاف وزيوت الطعام، بحيث يتراوح انتاجها يوميًا بين 800 و900 طن زيوت، وحوالي 400 طن أعلاف.
قال نوفل إن الشركة تعمل بـ70% من طاقتها الانتاجية حاليًا، لأن رئاسة المدينة تحظر الارتفاعات الجديدة للمصانع في المنطقة دون إبداء أي سبب.
ويبلغ ارتفاع المصنع حاليا حوالي 7 أمتار.. وهو ارتفاع لا يكفي لاستكمال شبكة المعدات.
وتسلمت شركته الأرض عام 2013 ، وبدأت عملية التشغيل والإنتاج بنهاية 2014، إذ يعمل به حاليًا نحو 700عامل.
وقال حسام دياب، رئيس شركة “كايرو ثرى إم” لاستخلاص الزيوت، إن الدافع وراء استثمار الشركة بمنطقة مطوبس الصناعية هو موقعها المتميز، لقربها من ميناء البرلس والطريق الساحلي.. الأمر الذي يساهم فى تحقيق انتشار للشركة على الجانبين التصديري والمحلي بأقل التكلفة وفي أسرع وقت.
وتمتلك الشركة مصنعًا لاستخلاص الزيوت النباتية بمنطقة مطوبس الصناعية على مساحة 9 آلاف متر مربع، وبطاقة انتاجية 500 طن يوميًا، في حين تخطط لاستكمال خطتها التطويرية بنهاية 2019، من خلال فتح أسواق تصديرية جديده وتطوير خطوط الإنتاج الحالية.
أوضح دياب، أنه رغم هذه المميزات، إلا أن الشركة اصطدمت فى بداية إنشائها بنقص الخدمات، وعدم وجود شبكة صرف صحي للمنطقة.. الأمر الذي دفعها إلى اغلاق مصنعها لحين استكمال باقي عمليات الترفيق.
كما واجهت الشركة، عدة مشكلات عند استخراج التراخيص الصناعية قبل صدور قانون التراخيص الجديد.. الأمر الذي دفع المحافظة إلى منح عدد كبير من المصانع رخصا مؤقته لحين الانتهاء من توفيق أوضاعهم.
قال دياب، إن المحافظة تسعي الفترة الحالية إلى تنشيط الحركة الاستثمارية بالمنطقة الصناعية من خلال تنظيم زيارات للمسئولين بشكل مستمر، ورصد المشاكل التي تواجه المستثمرين والعمل على حلها، إضافة إلى عقد اجتماعات في ديوان عام المحافظة كل عدة أشهر، ودعوة المستثمرين للمشاركة فيها لمتابعة الحركة الاستثمارية.
وأشار إلى أن المستثمرين اعترضوا على قرار منح الأراضي لهم بنظام حق الانتفاع، لعدم ضمان نتيجة النشاط الصناعي من حيث نجاحه أوفشله فى الفترة الحالية، إضافة إلى أن التجهيزات التي يقوم بها المستثمر مرتفعة التكلفة جدًا، وحال حدوث اي عارض فإنه سيتكبد خسائر كبيرة عند سحب الارض منه.
وقال المهندس محمد ريان رئيس مجلس إدارة شركة ريان للأعلاف، إن المنطقة الصناعية ليست مؤهلة لإحتواء مستثمرين جدد، لعدم وجود خدمات بالمدينة ومنها مكتب لهيئة الإستثمار أو هيئة التنمية الصناعية.. الأمر الذي يتطلب ذهاب المستثمر إلى محافظة كفر الشيخ أوالقاهرة، لإنهاء الإجراءات المتعلقة بتخصيص الأرض واستخراج التراخيص.
أضاف ريان، أن شركته تمتلك مصنعًا على مساحة 16 الف متر مربع بالمنطقة، وبتكلفة استثمارية تقدر بـ60مليون جنيه، وبطاقة إنتاجية 150 ألف طن سنويًا موزعه على منتجين من الأعلاف بنحو 90 ألف طن أعلاف أسماك و60 ألف طن أعلاف دواجن.
وأوضح أن الشركة وقعت قبل 3 أشهر عقدًا مع شركتين بالسعودية، لتصدير منتجاتها ،بجانب تصدير10% من انتاجها إلى قبرص حاليًا.
وطالب ريان ، بإنشاء مبني إداري داخل المنطقة الصناعية يلبي جميع احتياجات المستثمرين، بحيث توجد فيه فروع للبنوك تسهل لهم المعاملات المالية، إضافة إلى مكتبين واحد لهيئة الاستثمار والآخر للتنمية الصناعية، فضلا عن تفعيل فكرة الشباك حتي يتحقق الإستقاده من قانون التراخيص الجديد.
من جانبه قال عبدالرحمن شوشان مدير المنطقة الصناعية بمدينة مطوبس، إن إدارة المنطقة الصناعية تسعي لحل جميع المشاكل التي تواجه المستثمرين من خلال رفع شكواهم إلى المحافظة، مشيرًا إلى أن إدارة المنطقة طالبت بتخصيص مساحة 1000 متر مربع لبناء مبني إداري لخدمة المستثمرين .
أضاف أن الغرض من تخصيص الاراضي بنظام حق الإنتفاع هو الضغط على المستثمرين لسرعة البناء والبدء فى عملية التشغيل. فبعض المستثمرين غير الجادين يتخذون من ميزة التمليك ركيزة لعمليات المتاجرة والتسقيع.
وأشار شوشان، إلى أن 60% من المصانع العاملة بالمنطقة تعمل في نشاط الأعلاف بجميع أنواعها ومنها أعلاف الأسماك والدواجن والمواشي، نظرا لكثرة احتياج المحافظة لهذا المنتج، إضافة إلى صناعات أخري منها مصانع استخلاص الزيوت والصناعات الكيماوية.
ووصل عدد مصانع المنطقة لـ16 مصنعا، منها 8 مصانع عاملة والباقي متوقف لحين استكمال باقي إجراءات الترخيص ، لعدم استكمال مواصفات مثل طفايات الحريق التي يلزمهم بها جهاز الحماية المدنية.
أضاف أن المنطقة تم تخصيصها بقرار من رئيس مجلس الوزراء رقم 1770 لسنة 1997 وصدر القرار الجمهورى رقم 165 لسنة 2009 بزيادة مساحة المنطقة 500 فدان ليصبح إجماليها 1660 فداناً.
قال شوشان أن أكثر من 80 مستثمرا تم تخصيص اراضي لهم فى المرحلة الأولي .. والباقي ينتظر عمليات التخصيص. كما أن المحافظة ستصرف اعتمادات مالية لترفيق المرحلة الثانية .