قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إنَّ قائمة طويلة من المخاطر المحتملة بانتظار المستثمرين فى الشرق الأوسط خلال العام المقبل.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أنه مع انزلاق البترول فى سوق هابط، فإنَّ الضغط يتزايد على مصدّرى الطاقة.
ومؤخراً أصبح الوضع العالمى للمملكة العربية السعودية موضع تساؤل منذ مقتل الصحفى جمال خاشقجى، إلى جانب عقوبات واشنطن المفروضة على إيران التى تهدد بزعزعة الاستقرار، بالإضافة إلى تزايد النفوذ الروسى فى المنطقة.
وقالت «بلومبرج»، إن الاستثمار فى المنطقة لم يكن أبداً لضعاف القلوب، فالتجار الذين اقتحموا الأصول السعودية، فى النصف الأول من العام الجارى، شاهدوا السوق يتحول ضدهم بعد مقتل خاشقجى، داخل القنصلية السعودية فى إسطنبول، ويعانون، حالياً، خسائر فادحة. يأتى ذلك فى الوقت الذى لم ينجح فيه أصدقاء البحرين إلا فى إنقاذ البلاد، بعد أن تعرضت سنداتها للانهيار، إلى جانب تراجع ثقة المستثمرين فى شركة «أرامكو» بعد تأجيل خطط طرحها فى البورصة.
وفى الوجهة المقابلة، نرى تركيا التى كانت عملتها بين الأسوأ أداءً فى العالم خلال العام الحالى، وما زالت تعتمد بشكل كبير على التدفقات الأجنبية.
لكن وسط هذه الاضطرابات يخطط مارشال ستوكر، مدير أموال لدى شركة «إيتون فانس» فى مدينة بوسطن الأمريكية لقضاء الكثير من الوقت على أرض الواقع واختبار وجهات النظر وتحديد الفرص.
وكشفت الوكالة الأمريكية عن قائمة تضم بعض المخاطر الكبرى التى من شأنها أن تجعل المستثمرين فى وضع استعداد خلال العام المقبل.
أولاً: هبوط البترول
قالت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتمانى، إنَّ المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للبترول الخام فى العالم تحتاج إلى ارتفاع الأسعار لتتخطى حاجز 80 دولاراً للبرميل حتى توازن موازنتها.
وقال كريسانس كروستينز، مدير لدى وكالة «فيتش»، إنَّ الأسعار الأضعف فى عام 2019 قد تعزز الضغط على موازنات مصدرى البترول الآخرين بعد تخفيف الأعباء المالية التى شهدتها المنطقة العام الحالى.
وعلى الرغم من إعلان منظمة الدول المصدرة «أوبك» وحلفائها خفض إنتاج البترول، فإنه يتم تداول الأسعار بحوالى 60 دولاراً للبرميل.
ثانياً: الجغرافيا السياسية السعودية
أوضحت «بلومبرج»، أن الحفاوة التى أحاطت بوعود ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، بشأن إصلاح الاقتصاد تفسح المجال للشك والقلق بشأن السياسة الخارجية المتزايدة التى لا يمكن التنبؤ بها فى البلاد.
وقال مارك موبيوس، مستثمر مخضرم فى الدول النامية، إنَّ القلق تزايد بشأن سياسة السعودية وخاصة بعد مقتل الصحفى جمال خاشقجى.
أضاف أن انضمام أسهم المملكة لمؤشر «فوتسى راسل» إلى جانب إدراج مؤسسة «إم إس سى آى» لبورصة السعودية فى مؤشرها للأسواق الناشئة خلال العام المقبل لن يكون كافياً لاستعادة الأموال.
ثالثاً: السياسة التركية
يبدو أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، قد أخذ استراحة من معركته ضد ارتفاع أسعار الفائدة، لكن ما زال القلق ينتشر بين أوساط المستثمرين.
وأشارت الوكالة إلى أن القلق يكمن فى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية فى مارس فإنَّ الضغط على البنك المركزى للتخلى عن سياسة التشديد النقدى التى تم تحقيقها فى النصف الثانى من العام سوف ينمو.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تباطأ فيه نمو الاقتصاد التركى سريعاً وسط ارتفاع معدل التضخم والتهديدات المحيطة بالعملة، وهى الركيزة الأساسية لاقتصاد يعانى ديوناً بالعملة الأجنبية، ويظل رهينة لتدفقات رأس المال.
رابعاً: تحدى القيادة
قال مارشال ستوكر، مدير أموال لدى شركة «إيتون فانس»، إنَّ بعض دول المنطقة بما فى ذلك المملكة العربية السعودية والكويت وعمان، إما أنها تعانى فى الوقت الحالى أو ستواجه قريباً صراعاً على انتقال القيادة على مستوى الأجيال.
وفى لبنان، يواصل السياسيون الخوض فى تشكيل حكومة جديدة، ما يحبط خطط التعزيز المالى فى وقت تكافئ فيه تكلفة خدمة الدين الحكومى ما يقارب نصف الإيرادات الحكومية. خامساً: عدم الاستقرار السياسى
قال كريسانس كروستينز، المدير لدى وكالة «فيتش»، إنه من المحتمل تصاعد حدة المنافسة بين السعودية وإيران حيث تتقاتلان بالفعل من خلال حروب بالوكالة تهدد باشتعال المنطقة.
وأكدّ عبدالحق أدجريو، مدير لدى شركة «أميركان سينشرى إنفستمنتس» فى لندن، إنَّ مشاركة روسيا المتزايدة فى الشرق الأوسط ستؤدى إلى تخفيف نفوذ واشنطن، ما يضيف مستوى آخر من التعقيد للسياسة الإقليمية.
وأضاف أن تركيز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على قضايا التجارة أكثر من السياسة العالمية يترك مساحة أكبر للنشاط الروسى.
سادساً: عزل قطر
أشار مارشال ستوكر، إلى أنه من غير المرجح انتهاء الحظر الذى تفرضه السعودية على قطر خلال العام المقبل. وفى الوقت الذى التفت فيه قطر، الدولة الغنية بالغاز، حول العقوبات المفروضة لتخفيف ضغوطها الاقتصادية منذ الحصار فى 2017 دفعت المقاطعة أيضاً الدوحة إلى أذرع تركيا وإيران.
وقال «ستوكر»، إنه من غير المرجح أن يكرر سوق الأسهم القطرى الذى كان واحداً من أفضل الأسواق أداءً فى العالم خلال العام الحالى مكاسبه فى عام 2019.