لم يعانى المزارعون الأمريكيون مرة واحدة فقط العام الحالى ولكن توسعت معاناتهم بسبب الحرب التجارية التى أطلقتها إدارة ترامب، والتى جلبت التعريفات الانتقامية التي فرضها الشركاء التجاريون للبلاد وأدت إلى تراكم المحاصيل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ارتفعت فيه أسعار الصناديق المعدنية اللازمة لتخزين المنتجات الزراعية بفضل التعريفات الأمريكية على الصلب الأجنبي.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية، إن مخزونات فول الصويا سوف تتضاعف العام المقبل وهي جزء من الارتفاع العام في مخزونات الحبوب والبذور الزيتية التي سيبلغ حجمها 104 ملايين طن.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن الفائض يوفر حافزًا للمزارعين والتجار لإضافة سعة تخزينية ولكن أسعار الصلب المستخدم في صناعة صناديق الحبوب ارتفعت بشكل حاد منذ أن فرضت إدارة ترامب، تعريفة بنسبة 25% على الصلب المستورد في وقت سابق من العام الجارى.
وقال ستيف ريد، مدير الحبوب والبذور في”أجكو” وهي شركة معدات زراعية إن ارتفاع أسعار المواد المستخدمة فى صناديق التخزين سوف تعزز الضغوط على الاقتصاد الزراعي.
وأوضح تشارلز سوكوب، رئيس شركة “أيوا” أن تكاليف صناديق التخزين قد ارتفعت بنسبة 30% في العام الماضي مما دفع الشركة إلى رفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 15 و20 %.
وأشارت الصحيفة الامريكية إلى أن الخلاف التجاري مع الصين أدى إلى فرض رسوم جمركية صارمة على فول الصويا الأمريكي والذرة الرفيعة ووقود الإيثانول المستخرج من الذرة.
وأضافت أن هذه الرسوم أدت إلى تراجع الصادرات إلى شرق آسيا والذى من شأنه أن يقلص الفائض التجاري الزراعي الأمريكي إلى أدنى مستوى له في 12 عاماً بحسب توقعات وزارة الزراعة الأمريكية.
وحصدت الولايات المتحدة 125 مليون طن من فول الصويا الخريف الماضى لكن صادراتها إلى الصين انخفضت بنسبة 98% قبل تعهد بكين باستئناف بعض المشتريات كجزء من الهدنة التجارية الأخيرة مع واشنطن.
وشملت الخسائر الأخرى الناجمة عن الحرب التجارية تسجيل واردات فول الصويا الصينية أسوأ شهر لها فى نوفمبر الماضى منذ ست سنوات حيث تجنب المشترون شراء المنتج باهظ الثمن من الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية.
ووصفت الصحيفة البريطانية توصل واشنطن وبكين إلى هدنة تجارية أثناء اجتماعات مجموعة العشرين فى الأرجنتين بأنها تعتبر تحولاً مهماً فى العلاقات بين الولايات المتحدة وأحد أكبر عملائها للمنتجات الزراعية.
وكان محصول فول الصويا أكبر المستفيدن فور اعلان الهدنة التجارية حيث قاد المحصول فى شيكاغو التقدم بالعقود الآجلة الزراعية فى الولايات المتحدة بعد إعلان البيت الأبيض، أن الصين وافقت على إعادة شراء المنتجات الزراعية الأمريكية على الفور كجزء من الهدنة التجارية بين البلدين.