دور مؤثر للعمالة غير المحلية فى نمو الناتج المحلى الإجمالى
%95 من سكان دبى من المقيمين الأجانب
اشتدت المنافسة فى الدول المتقدمة على صعيد خلق أجيال ذات قدرة على العمل الابتكارى، وساهمت الهجرة فى حسم هذا السباق لعدد من الدول التى تحذب أفضل العقول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتشير إلاحصاءات إلى أن المهاجرين عرضة أكثر بنسبة 2 إلى 3 مرات من المواطنين المولودين فى الولايات المتحدة لبدء أعمالهم الخاصة.
وتزداد فرصة وصول الشركة لوضع “يونيكورن” أى تصبح قيمتها مليار دولار إذا كان يقودها شخص من المهاجرين كما تزداد فرص الفوز بجائزة نوبل أو جائزة الأوسكار أو تسجيل براءة اختراع.
علاوة على ذلك، توجد مؤشرات على أن المهاجرين يساهمون فى نمو الناتج المحلى الإجمالى، ودراسات قياس العلاقة بين نمو الإنتاجية الأعلى وأثر الهجرة ترجح ذلك بسبب وضوح الآثار الإيجابية القوية للهجرة فى الدول التى حققت طفرات بالنمو.
ومن ثم، فإن النتائج تدعم الأدلة الاقتصادية الجزئية والتجريبية التى تبين أن السياسات المصممة لتعزيز هجرة العمالة الماهرة يمكن أن تعزز بالفعل الابتكار المحلى.
وبشكل عام، تنبع فوائد الإنتاجية من هجرة العمال ذوى المهارات العالية مع الاعتراف بأن العمال غير المهرة وشبه المهرة يمكنهم أيضًا تقديم مساهمة إيجابية تماماً.
وفى المدن العالمية الناجحة بجميع أنحاء العالم، يلعب المهاجرون ذو المهارات العالية دوراً أساسيًا فى حلقة مميزة من الابتكار والنمو، والتى بدورها تجذب المزيد من المواهب، ومن ثم، فقد أصبح معظم الابتكار المتطور أكثر تركيزاً فى التجمعات الاقتصادية الإقليمية التى تتمتع بأعداد كبيرة من المهاجرين.
وعلى سبيل المثال، يشكل المهاجرون ٪45 من السكان فى مدينتى تورنتو الإيطالية وفانكوفر الألمانية، وحوالى ٪35 فى لندن عاصمة بريطانيا وملبورن باستراليا، وما يصل إلى ٪95 فى دبى بالإمارات العربية المتحدة.
وتتركز هجرة العمالة الماهرة على وجه الخصوص وبشكل كبير فى حفنة من المدن ضمن مجموعة صغيرة من اقتصادات غنية حاذبة للعقول النابهة.
ويشير تقرير لموقع “بروجيكت ساينديكيت” إلى استضافة الولايات المتحدة وحدها ما يقرب من نصف جميع المهاجرين ذوى المهارات العالية بدول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، وثلث جميع المهاجرين من ذوى المهارات العالية فى جميع أنحاء العالم استناداً إلى أرقام عام 2010.
ويلعب المهاجرون دوراً أساسياً فى الابتكارات الخارقة التى تميز بعض الاقتصادات الإقليمية رغم صغر نسبتهم للباحثين المحليين أو قلة خبرتهم.
وكلما ارتفعت مكانة المهاجر المتميز فى مهارة أو مستوى النجاح فى تخصص، كلما أصبحت إسهاماته خارقة، وترتبط كل الإنجازات بمجال المنح الدراسية، وريادة الأعمال، والقطاعات الثقافية، وقيادة الأعمال التجارية ارتباطًا قوياً بالهجرة الماهرة.
وعلاوة على ذلك، فإن السوق العالمية للهجرة الماهرة متكاملة للغاية، مما يعنى أن العمال الأكثر إنتاجية يميلون إلى الذهاب حيثما تكون المكافآت والفرص أكبر وستسهم هذه الحركة للمواهب فى خلق شبكة عالمية متنامية لنشر الأفكار والتقنيات الجديدة.