قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن أسواق الأسهم العالمية أنهت أسوأ أعوامها منذ الأزمة المالية العالمية، تاركة المستثمرين يعانون من الكدمات ويستعدون لمزيد من التقلبات في الأشهر المقبلة.
وأوضحت البيانات تراجع سوق الأسهم في 2018 بسبب مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتشديد السياسة النقدية، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التى أثارت قلق المستثمرين وضربت أسواق الأسهم.
وقال توم ديجنان، المحلل لدى مجموعة “يو بى إس” لإدارة الأصول إن المعنويات تراجعت فى العام الماضى وسط حالة عدم اليقين.
وتوقع أن الأوضاع لن تتغير حتى يتم الحصول على بعض الأخبار الجيدة من قبل بنك “الاحتياطي الفيدرالي”، تفيد بحفاظه على سياسة التكيف أو سماع بعض الأخبار الإيجابية على جبهة التجارة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن ظروف التداول الضعيفة في اليوم الأخير من العام الماضى أدت إلى ارتفاع بسيط في بعض الأسواق حيث حققت “وول ستريت” المكاسب فى ختام التدولات يوم الأثنين الماضى.
جاء ذلك بعد أن أشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إلى حدوث تقدم كبير في محادثات التجارة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعد مكالمة هاتفية أجراها الزعيمين يوم السبت الماضى.
ورغم إغلاق معظم الأسواق في آسيا على ارتفاع يوم الاثنين الماضى، وارتفاع مؤشر “هانغ سنغ” في هونج كونج بنسبة 1.3% ، إلا أن 2018 كان عامًا حافلًا بالخسائر وكانت الاسواق الصينية هى الأسوأ.
وخسر مؤشر “سى إس آى 300” الصيني ما يقرب من ربع قيمته بعد وقوعه في منطقة السوق الهابطة في النصف الأول من عام 2018 وسط التوتر التجاري مع الولايات المتحدة.
وألقت حالة عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سحابة من الانخفاض على الجنيه الإسترليني وسوق الأسهم البريطانية حيث أنهى مؤشر “فاينانشيال تايمز 100 ” 2018 بتراجع كبير فاق مستوى 12% .
جاء ذلك فى الوقت الذى لم تكن فيه أوروبا محصنة ضد التراجع، إذ أنهى مؤشر “يورو استوكس 50” عامه بانخفاض بلغت نسبته 15%.
وأوضحت الصحيفة أن المستثمرين يستعدون لرياح معاكسة في عام 2019 من المخاطر الجيوسياسية والظروف المالية الأكثر تشددا، مع استمرار الولايات المتحدة في رفع أسعار الفائدة فى وقت تنهي فيه أوروبا سياسة التحفيز النقدي.
وقال مايكل تشيمباليست، رئيس مجلس إدارة السوق والاستراتيجية الاستثمارية لدى مجموعة “جي بي مورجان” إنه للمرة الأولى منذ سنوات عديدة تتأهب الأسواق لعام جديد مليء بالتشاؤم بدلاً من التفاؤل.
ومع ذلك قال بعض المستثمرين إن البيع في نهاية العام الماضي كان مبالغًا فيه، وتوقعوا عودة الرغبة في المخاطرة مع بداية العام الجديد.
وكانت عمليات البيع في آسيا واضحة بشكل خاص ويرجع ذلك جزئياً إلى قوة الدولار الأمريكي الذي سحب الأموال من الأسواق الناشئة الأكثر مخاطرة إلى جانب قيام المستثمرين بجني الأرباح من سباق عام 2017.
وقال مديرو الصناديق في “شرودرز” إنه رغم أن عام 2018 المضطرب قد ترك الأسهم الآسيوية أرخص بكثير إلا أنه يقدم فرصاً انتقائية ولكن يتعين على المستثمرين السير بحذر.
وقال ماثيو دوبس، مدير صندوق الأسهم الآسيوية في “شرودرز”، إن الأسهم الآسيوية يتم تداولها في الوقت الحالي بالقرب من المستويات التي شوهدت خلال الفترة الماضية عندما شهدت الأسواق الإقليمية تراجعاً أواخر 2015 وأوائل 2016.