اعتماد الاحتياطى على الاموال الساخنة والتضخم المرتفع أبرز نقاط الضغف
الحكومة لن تسمح بانخفاض كبير فى قيمة الجنيه لأسباب اجتماعية
البورصة المصرية جذابة على المدى الطويل ونصيب السهم من الربحية هو الأفضل فى الشرق الأوسط
الاستثمار الأجنبى المباشر محبطة وتدفقاته تراجعت بدلاً من الزيادة
قال كريدى سويس فى تقريره الشهرى عن ديسمبر الماضى، إن الزخم الاقتصادى لمصر تلاشى بالتزامن مع استمرار عملية الاصلاح الهيكلى، لكن هناك عدة نقاط ضعف أبرزها اعتماد الاحتياطى بشكل كبير على الأموال الساخنة وضعف الاستثمار اﻷجنبى المباشر والتضخم.
أضاف أن الإصلاحات الضريبية جعلت هناك عدم يقين بشأن السياسات المالية والنقدية.
وأشار إلى أن انكماش مؤشر مديرى المشتريات مجددًا خلال الشهور الماضية علامة واضحة على تباطوء الزخم الاقتصادى وهو ما انعكس على نمو الانتاج الصناعى الذى تراجع أيضًا .
لكن التقرير أوضح أن التعافى لم يكن متوقعًا له أن يكون مستمراً فى ظل الإصلاحات الهيكلية المطلوبة والتى تنفذها مصر، لكن الرؤية تتسم بالثقة والايجابية على المدى الطويل.
وذكر التقرير أن التضخم المرتفع فى مصر غير مقلق خاصة مع انحسار التضخم الأساسى وتلاشى الضغوط الضمنية، لكن مخاطر ارتفاع أسعار البترول وتخوفات المستثمرين اﻷجانب من الأسواق الناشئة يجعل خفض الفائدة مؤجل حتى نهاية الربع الأول من العام على أفضل تقدير.
وتوقعت نجاح مصر فى تحقيق فاض أولى بنحو 2% من الناتج المحلى الإجمالى، مشيرة إلى أن رفع موديز للنظرة المستقبلية لمصر دليل على التحسن فى أساسيات الاقتصاد وبيئة الأعمال .
أضاف أنه رغم ارتفاع معدلات الدين إلا مرشحة للانخفاض خلال الأعوام المقبلة فى ظل التوحيد المالى ومحاصرة عجز الموازنة، كما أن معدل السداد سيتباطأ بعد العام المالى الحالى.
وقال التقرير، إن التحسن على مستوى عجز الحساب الجارى المدفوعا بتوقعات ارتفاع الانتاج المحلى من الغاز إلى 7.7 مليار قدم مكعب يوميًا بزيادة عن الاحتياجات المحلية عند 5.2 مليار قدم مكعب، يدعم التوقعات باستقرار الجنيه خلال 2019.
وأشار إلى ان اكتشافات الغاز تدعم قدرة مصر على زيادة الانتاج المحتمل، وبالتبعية الصادرات البترولية.
وقال إن الإيرادات تعافت بشكل واضح بدعم من تلاشى عدم اليقين بشأن العملة وذلك بالنظر إلى قيمة الدولار ونصيب الصادرات فى الناتج المحلى الإجمالى، كما أن هناك مجالاً أكبر للتعافى خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن قطاع السياحة الذى يوفر العملة الصعبة وفرص العمل بدأ فى التعافى رسميًا مع زيادة الايرادات السياحية بدعم من انخفاض قيمة العملة واستقرار الأوضاع فى مصر.
وذكر أن الزيادة المفاجئة فى التحويلات الخاصة رفعت استهدافات صندوق النقد، ودعمت الحساب الجارى فى مصر، لكن يجب الأخذ فى الاعتبار ان ذلك الاتجاه ليس مستداما فى ظل تنفيذ السعودية لبرنامج السعودة.
وقال إن الاستثمار اﻷجنبى المباشر مصدر احباط للتطورات الاقتصادية فى مصر فالأمر لم يقتصر على كونه أقل من التوقعات بل أيضًا تراجع.
أضاف أن الاحتياطيات مستمرة فى الارتفاع بدعم من قرض الصندوق وطرح السندات الدولية وتعافى ايرادات السياحة لكن مراجعة الاعتماد على الأموال الساخنة أمر محورى، لكن فى الوقت نفسه الاحتياطيات الدولية مرتفعة بما يكفى للحفاظ على قيمة الجنيه.
وتوقع تذبذب قيمة الجنيه حول مستوى 18 جنيهاً للدولار فى ظل تحول جميع التدفقات باتجاه الانتربنك الدولارى، لكن كريدى سويس تمسك برؤيته أن الحكومة ستتجنب أى ضعف حاد فى قيمة الجنيه لما يسببه ذلك من ضغوط واضطرابات اجتماعية، مع عدم استبعاد تراجع طفيف للعملة فى ظل الضغوط على عملات الشرق الأوسط.
وأشار إلى أنه تمسك بالاحتفاظ برؤية ايجابية لأذون الخزانة وأنها بيعت بأكثر مما ينبغى، كما أن العائد عليها بدأ فى الارتفاع، كما أن المخاطر محدودة من ضعف الجنيه.
وقال إن إلغاء مزادات السندات طويلة الأجل فى سبتمبر كان مقلقًا لكنه كان عرضاً لتوتر الأسواق الناشئة وليس أساسات الاقتصاد المصرى.
سوق أكثر جاذبية للأسهم
قال كريدى سويس، إن عمليات التخارج من سوق الأسهم بالتزامن مع التوقعات بزيادة الأرباح للأسهم المصرية أدى لانخفاض مضاعف الربحية لأدنى مستوى فى 3 سنوات، وهو ما سيؤدى لزيادة الوزن النسبى لمصر فى محافظ الأجانب.
أوضح أن توقعات الأرباح تحسنت بشكل كبير بعد التعويم فارتفع نصيب السهم من الأرباح 42% حال كان مقوما بالدولار و65% للأسهم المقومة بالجنيه، مقابل 14% و28% على التريب فى منقطة الشرق الأوسط ومؤشر مورجان ستانلى للأسواق الناشئة.
وقال إن الرؤية الفنية على المدى القصير تبدو متدهورة فى ظل ضعف ثقة المستثمرين المحليين وهو ما يصعب التعافى السريع، لذلك نصح المستثمرين بزيادة التعرض لمصر تدريجياً.
أضاف أن مصر واحدة من أرخص الأسواق فى الشرق الأوسط رغم امتلاكها أساسيات قوية تجعل مؤشرات الشركات العاملة بها إيجابية مستقبلاً.
ولفت إلى أن ذلك يجب أن يتم ترجمته إلى نمو مستدام فى الائتمان الممنوح، الذى بدأ فى التعافى خلال الفترة الماضية.