بعدما قادت أسهم الاقتصادات الناشئة أسواق الأسهم العالمية لأسفل فى عام 2018 الوحشى تراهن بعض صناديق الاستثمار الأمريكية أن فئة الأصول قد تتمتع بأكبر انتعاشة خلال العام الجديد.
وقالت وكالة أنباء “رويترز” إن هذه الانتعاشة لن تكون فى الوقت الحاضر، بالنظر إلى التباطؤ الاقتصادى فى الصين الذى دفع شركة “آبل”، لخفض توقعاتها للأرباح الفصلية يوم الأربعاء الماضى لأول مرة فى عشر سنوات، وهبطت أسهمها حوالى 10%، بعدما ألقى مديرها التنفيذى، تيم كوك، باللوم على الحرب التجارية و”التباطؤ الاقتصادى”، ما تسبب في موجة بيع واسعة حول العالم فى اليوم التالى.
ومع ذلك، يراهن مديرى الصناديق من شركات مثل مجموعة “ويست وود هولدينجز”، و”جى إم أو”، و”تى رو برايس”، و”كوز واى كابيتال ماندجمينت” على أن أسهم الأسواق الناشئة سوف تحقق مكاسب هائلة فى 2019، ويستشهدون بوصول قيم الأسهم إلى القاع وبالتراجع المحتمل فى الدولار ما سيساعد على تسريع النمو الاقتصادى.
وفى الوقت الذى تتحمل فيه الصين وطأة تركيز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على التعريفات التجارية، يتوقع مديرى الأصول أن أسهم دول مثل الهند وتايلاند وبيرو والبرازيل سوف تتفوق على مؤشر “إم إس سى آى” للأسواق الناشئة الذى تهيمن عليه الصين.
وقال سيباستيان بايدج، مدير تخصيص الأصول فى “تى رو برايس”: “نريد أن نقفز إلى قلب المخاوف فى الأسواق”، وتوقع أن تتفوق الأسواق الناشئة فى الأداء مع خفض الفيدرالى لوتيرة رفع أسعار الفائدة وهدوء الدولار.
وأضاف أنه عندما يكون هناك تعافي فى الأصول الخطيرة، ترتفع الأقل قيمة من بينها سريعاً.
ودخلت الأسواق الناشئة فى سوق هبوطى منذ سبتمبر، أى أنها أصيبت بالتراجعات الحادة بأربعة أشهر قبل أن تصاب الأسواق الأمريكية فى ديسمبر، ويستمر السوق الهابط عادة فى الأسواق الناشئة 220 يوما ويسجل هبوطا بحوالى 32.4%.
وبدأت الأسواق الناشئة العام الجارى بخسارة حوالى 1.7% فى أول جلستى تداول، ومع ذلك، يقول مديرو الصناديق إنهم يزيدون رهاناتهم على الأسهم فى الدول الأكثر تضرراً، متوقعين أن تتعافى بشدة عندما تستأنف الأسواق الصعود.
وقالت باتريشيا بيريز كوتيس، مديرة محفظة فى صندوق الأسواق الناشئة بـ”ويست وود”، إنها تشعر بإيجابية أكثر بكثير مما كانت تشعر بها فى نفس الوقت العام الماضى لأن هناك فرص هائلة يمكن اقتناصها من الأسماء الكبيرة بقطاع التأمين وبعض البنوك.
وقالت إنها ترفع مخصصاتها فى جنوب أفريقيا، وتايلاند، وبيرو، وذكرت أن أكبر المخصصات ذهبت لشركة “سانلام” للتأمين على الحياة فى جنوب أفريقيا، وشركة “كريديكورب” أكبر شركة مالية قابضة فى بيرو والتى ارتفعت أسهمها بنسبة 8.8% على مدار 12 شهرا الماضية.
ورغم أن “بيريز كوتيس” خفضت وزن الصين فى محفظتها العام الماضى، فإنها بدأت فى شراء أسهم مجدداً بشركات الألعاب والتجارة الإلكترونية التى تراجعت، وقالت إن اقتصاد الصين بشكل عام قد لا يكون ينمو بقوة كما كان فى الماضى، ولكنه لا يزال يحوى بعض المجالات التى قد تنمو بقوة.