بلومبرج: المستثمرون يتعاملون مع الأسعار وليس السياسة
قالت وكالة أنباء بلومبرج إن المملكة العربية السعودية نجحت في بيع سندات دولية بقيمة 7.5 مليار دولار، أمس الأربعاء، في خطوة تعد الاختبار الأول لمدى الضرر الذي ألحقه مقتل الكاتب الصحفي السعودي بصحفية “واشنطن بوست” جمال خاشقجي برغبة المستثمرين للاستثمار في البلاد.
ولم يمر سوى ثلاثة أشهر فقط على مقاطعة المستثمرون العالميون، بجانب بعض البنوك التي تدير الصفقة، للمنتدى الاقتصادي “دافوس في الصحراء” الذي عقد في أكتوبر الماضي في مدينة الرياض، وذلك وسط إدانة واسعة النطاق بشأن جريمة القتل، التي يلقي البعض باللوم فيها على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأوضحت “بلومبرج” اعتماد السعودية على مستثمري السندات العالميين للمساعدة في تمويل عجز موازنتها، لتنجح في بيع سندات دولية بقيمة 52 مليار دولار منذ بداية عام 2016، وذلك بعد تضررها نتيجة انخفاض أسعار البترول.
وبدت الاحتجاجات الناتجة عن مقتل خاشقجي في البداية وكأنها ستعيق الاستثمار الأجنبي في البلاد، حتى أن الولايات المتحدة وألمانيا أعلنتا إعادة النظر في مبيعات أسلحتهما، ولكن منذ أن بدأت مصارف “بي.إن.بي باريبا” و”سيتي جروب” و”أتش.أس.بي.سي” و”جي.بي مورجان تشيس” و”إن.سي.بي كابيتال” في التسويق للسندات أمس اﻷربعاء، قال المستثمرون إنها مسألة سعر أكثر منها سياسة.
ورغم أن هذا الطرح كان واحدا من أصغر الطروحات التقليدية قيمة في السعودية حتى الآن، إلا أنه لا يزال كبيرا، خاصة أنه جذب طلبات وصلت قيمتها إلى 27.5 مليار دولار.
وقالت دلفين أريجي، مديرة صندوق للأسواق الناشئة لدى شركة “ميريان جلوبال إنفستورز”، إن هذا الطرح كان صغيرا وفقا للمعايير السعودية، ولكنه كان كبيرا بالنظر إلى السعة الاستيعابية للسوق في العام الماضي.
ويأتي بيع السندات في ظل الشهية المتجددة تجاه الأصول ذات المخاطر اﻷكبر ووسط تكهنات تدور حول وقف البنك الاحتياطي الفيدرالي لعملية رفع أسعار الفائدة هذا العام، كما أنه يأتي قبل بضعة أسابيع فقط من إدراج “جي.بي مورجان” لإصدارات سعودية في مؤشرات الأسواق الناشئة.
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، في ديسمبر الماضي، إن بلاده تعتزم بيع ما يقرب من 32 مليار دولار من الديون المقومة بالعملة المحلية والعملة الأجنبية في عام 2019، وذلك من أجل المساعدة في تمويل عجزها المالي.