انخفضت توقعات النمو في منطقة اليورو للعام الحالي إلى مستويات متدنية جديدة ، وهو ما يعكس التأثر بمخاوف حرب التجارة العالمية وعدم اليقين السياسي على النشاط الاقتصادي.
وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز”، أن مراجعة توقعات النمو بالنسبة لألمانيا التى كانت لسنوات قاطرة نمو منطقة اليورو كشفت أنها قد تتوسع بوتيرة أبطأ من فرنسا في 2019، في حين من المتوقع أن تسجل إيطاليا ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو واحدة من أسوأ أداء لها على الاطلاق مع تسجيل مستوى نمو ضعيف يبلغ 0.7٪ فقط لعام 2019.
وتوقع الاقتصاديون فى استطلاع أجرته شركة أبحاث بريطانية أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو أقل بقليل من 1.6% العام الحالي بتراجع تبلغ نسبته أقل من 0.4 نقطة مئوية في مارس الماضي عندما كانت التقديرات أكثر تفاؤلاً.
وبالمقارنة مع النمو المتوقع في عام 2018 بنسبة 1.9% فإن التوقعات الجديدة ستمثل تباطؤاً سنوياً للمرة الثانية على التوالى.
وكشفت البيانات أن منطقة اليورو توسعت بنسبة 2.4% في 2017 وهو أعلى مستوى لها منذ عقد من الزمن.
وقال كبير الاقتصاديين الأوروبيين في جامعة “أكسفورد”، جيمس نيكسون، إن تخفيض التصنيف الائتماني لمنطقة اليورو عكس الضعف في النصف الثاني من عام 2018 ؛ ويرجع ذلك جزئياً إلى الآثار الواضحة لمعايير الانبعاثات الجديدة على قطاع السيارات في ألمانيا.
وفى الوقت الحالى من المتوقع أن تتوسع ألمانيا إلى ما دون 1.5% في 2019 وهو ما يمثل انخفاضا قدره 0.4 نقطة مئوية مقارنة بالمتفق عليه في مارس الماضي.
أظهرت البيانات الصادرة الاسبوع الماضى انكماشا بنسبة 3.2% في الطلبيات الصناعية الأجنبية الجديدة للشركات الألمانية في نوفمبر الماضى مقارنة بالشهر السابق.
وبشكل منفصل أظهر استطلاع الرأي العام، أن توقعات المستثمرين الألمان انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ أغسطس 2012.
وتأتي هذه البيانات في أعقاب الانكماش الأول في ألمانيا منذ 2015 خلال الربع الثالث ، على خلفية ضعف الطلب المحلي وتراجع الصادرات.
لكن نيكسون، أوضح أن توقعات خفض النمو في منطقة اليورو تعكس أيضا استمرار القلق بشأن الموجة الجديدة من الحمائية الامريكية وآثار الاحتجاجات في فرنسا في الربع الأخير من عام 2018.
وكانت التجارة واحدة من المكونات التي شهدت أكبر تعديل هبوطي ما يعكس عمق التوتر العالمي وسط حرب التعريفة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين.
ويتوقع الاقتصاديون نمو الصادرات الاسمي في منطقة اليورو في عام 2019 بنسبة 2.9% ، أي ما يقل بمقدار نقطة مئوية واحدة عن توقعات العام الماضي.
كما توقع نيكسون، أن يشهد الطلب المحلي لمنطقة اليورو ارتفاعًا جيدًا في عام 2019 ، إذ تعززت القوة الشرائية للمستهلكين بسبب انخفاض التضخم وزيادة الأجور وتخفيضات ضريبية كبيرة في فرنسا وإيطاليا.
ومن المتوقع أن تكون اسبانيا واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في منطقة اليورو العام الحالي، بنسبة تزيد على 2% رغم التباطؤ على مدار ثلاث سنوات متتالية نهاية عام 2017.