تراجعت أسعار البترول مع تقلص شهية المستثمرين للأصول الخطرة واستمرار عدم اليقين بشأن كمية الإنتاج التي ستحتاجها منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها لمواجهة إمدادات البترول الصخري المزدهرة في الولايات المتحدة.
وكشفت بيانات وكالة أنباء “بلومبرج”، أن العقود الآجلة فى نيويورك فقدت ما يصل إلى 1.7% بعد انخفاضها للمرة الأولى فى 10 جلسات يوم الجمعة الماضى.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن المخاوف من أن النمو العالمى قد يتباطأ بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وإغلاق الحكومة الأمريكية الجزئى الذى دخل أسبوعه الرابع يثقلان معنويات المستثمرين.
وفي سوق البترول، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن تحالف “أوبك ” الذى يخفض إنتاجه لتقليص وفرة الخام العالمية سيفعل المزيد إذا لزم الأمر مضيفًا أن قيود الانتاج هى “شريان الحياة” للحفارين فى الولايات المتحدة.
ولايزال البترول الخام متراجعًا بأكثر من 30% من أعلى مستوى له في 4 سنوات سجله فى أكتوبر الماضى حتى بعد ارتفاعه إلى سوق صاعدة في وقت سابق من الشهر الجارى.
وقال المدير التنفيذي لشركة “إينى” الإيطالية ووزير البترول العمانى، إن تداول أسعار البترول عند 60 دولاراً للبرميل يمكن أن يستمر مع تزايد الطلب.
وقال ستيفن اينيس، رئيس قسم التداول لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ فى شركة “أوندا كورب” فى سنغافورة، إن البترول يعكس اتجاهه مع التراجع في أسواق الأسهم، حيث أن هناك توتراً فى موسم ما قبل الأرباح.
وأضاف أنه على الرغم من أن تحالف “أوبك +” أعطى ثقة أكبر مع انخفاض الإنتاج فى الأشهر المقبلة إلا أن السوق لا يزال هشًا ومتقلبًا، حيث ينتظر المزيد من الأخبار عن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وانخفض تسليم غرب تكساس الوسيط لشهر فبراير بقدر 89 سنتا إلى 50.70 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية.
وتراجع خام برنت لشهر مارس 76 سنتاً ليصل إلى 59.72 دولار للبرميل فى بورصة لندن للعقود الآجلة وتم تداول المؤشر القياسى العالمي بفارق قدره 8.58 دولار للبرميل عن خام غرب تكساس الوسيط لنفس الشهر.
وذكرت “بلومبرج”، أن قائمة اهتمامات المستثمرين تكمن فى الاحتكاك التجارى بين أكبر الاقتصادين فى العالم والذى يهدد بإحداث تباطؤ في نمو الطلب العالمي.
وقال وزير التجارة الصينى تشونغ شان، فى مقابلة مع الوكالة الأمريكية بعد 3 أيام من المحادثات مع الولايات المتحدة الأسبوع الماضى أن الصين تسعى لحل خلافها مع الولايات المتحدة العام الجارى، ومن المقرر أيضًا أن يزور نائب رئيس مجلس الدولة الصينى، ليو هو، واشنطن لإجراء مزيد من محادثات التجارة فى وقت لاحق من الشهر الجارى.