تساءلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية حول ما إذا كان عام 2019 أسوأ من 2018 بالنسبة للرئيس اﻷرجنتينى ماوريسيو ماكرى، خصوصاً أنه قد مضى نحو أربعة أشهر على بدء تنفيذ برنامج إنقاذ صندوق النقد الدولى، فى الأرجنتين.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الخطة الجديدة تسير حتى الآن بشكل أفضل مما توقعه الكثيرون ؛ فقد تلاشت تماماً أزمة الثقة التى قادت التقلبات الشديدة للعملة المحلية «البيزو» بين شهرى أبريل وسبتمبر الماضيين، والتى تسببت فى فوضى اقتصادية كبيرة وأثارت الشكوك حول إمكانية إعادة انتخاب ماكرى، لفترة رئاسية جديدة.
وسجلت السندات الأرجنتينية ارتفاعاً، خلال العام الحالى، مستفيدة من مخاطر الأسواق الناشئة، مع تضييق هوامش أسعار الفائدة فى مقابل سندات الخزانة الأمريكية بمقدار 130 نقطة أساس تقريباً وهدوء مخاوف التوترات التجارية وظهور مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، وكأنه أقل تشدداً فى سياسته النقدية.
ويعتبر هذا اﻷمر صحيحاً بالنظر إلى وصول مستويات المخاطر فى الأرجنتين إلى درجة من الذعر نهاية العام الماضى، إذ سجلت مستويات مرتفعة بشكل غير واقعى عندما ارتفعت هوامش الفائدة إلى ما يزيد على 830 نقطة أساس.
وأوضح المسئولون، أن هذا الموقف سيُدعم عدم حاجة الأرجنتين إلى إصدار ديون جديدة مقومة بالدولار العام الحالى، بفضل حزمة إنقاذ صندوق النقد الدولي، البالغة 56 مليار دولار، مؤكدين أن خزانة الدولة ستحظى فى الواقع بفائض من الدولارات فى 2019.
ورغم أن انخفاض قيمة العملة اﻷرجنتينية بنحو 50% العام الماضى، كان إشارة على وصول معدلات التضخم إلى 48% فى 2018، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1991 عندما كانت الأرجنتين تتعافى من موجة شديدة من التضخم المفرط، لكن من المتوقع انخفاض قيمتها بنحو 20% العام الحالى أيضاً.
ويعتبر انخفاض معدلات التضخم واستقرار العملة اﻷرجنتينية، المكونين الأساسيين إذا كان «ماكرى»، يرغب حقاً فى الفوز بفترة رئاسية ثانية، ولكن فكرة استكماله للفترة الرئاسية الأولى فقط تعتبر إنجازاً للزعيم الإصلاحى.
وقالت الصحيفة البريطانية، إنه سيكون من المؤسف خسارة ماكرى، فى الانتخابات الرئاسية المقبلة لصالح منافسته الأكثر شعبية الرئيسة السابقة كريستينا فرنانديز دى كيرشنر.
وأرجعت الصحيفة السبب فى ذلك إلى استطلاع للرأى أجرته شركة «إكس.بى سيكيوريتيز»، إذ أشار هذا الاستطلاع إلى إمكانية انخفاض سعر الصرف إلى 59 بيزو، مقابل الدولار بحلول نهاية العام، حال فوز دى كيرشنر، مقارنة بـ 41 بيزو مقابل العملة الأمريكية إذا فاز ماكرى، ومقارنة بسعر الصرف الحالى البالغ 37 بيزو.. وبالتالى فإن اقتصاد الأرجنتين لم يتخلص بعد من وضعه الصعب.