قالت وكالة أنباء بلومبرج إن النزاعات التجارية الناشبة بين الولايات المتحدة والصين على وشك أن تصبح أكثر تعقيدا، في ظل استعداد منظمة التجارة العالمية بدء التحقيق في التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب على ما قيمته 250 مليار دولار من البضائع الصينية.
وأكدت الصين أن المنظمة، التي تتخذ من جنيف مقرا لها، من المرجح أن تبدأ غدا اﻷثنين تحقيقا لتحديد ما إذا كانت التعريفات اﻷمريكية تنتهك شرط منح كافة أعضاء منظمة التجارة العالمية نفس المعاملة الجمركية لبعضهم البعض.
ويأتي هذا التحقيق في مرحلة دقيقة بين أكبر اقتصادين في العالم، فمن المقرر بدء جولة جديدة من المحادثات التجارية في نهاية يناير الجاري، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول بداية مارس المقبل، فإن إدارة ترامب سترفع التعريفات الجمركية إلى 25% من 10% على ما قيمته 200 مليار دولار من السلع الصينية.
وقال جيمس باخوس، رئيس الهيئة الاستئنافية في منظمة التجارة العالمية، إن قضية منظمة التجارة العالمية ذات أهمية خاصة نظرا لتعاملها مع المسائل القانونية الدولية المركزية الخاصة باﻷسلوب الذي تتبعه الولايات المتحدة في حربها التجارية مع الصين، وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على فرض قيود تجارية على الصين ردا على الانتهاكات الصينية المزعومة لمنظمة التجارة العالمية دون السعي أولا إلى تسوية النزاع في الصين.
وأضاف باخوس: “أعتقد أن التعريفات الأمريكية لا تتفق مع التزامات منظمة التجارة العالمية، ولكن اتخاذ القرار سيترك لمن يخلفونني في هيئة الاستئناف في منظمة التجارة العالمية”.
وقالت بلومبرج إن هذا التحقيق الجديد ربما يزيد من عداء الولايات المتحدة، التي ترى منظمة التجارة العالمية أنها تتجاوز سلطتها.
وأشارت إلى أن هذا هو الطلب الثاني للصين للتحقيق في الموضوع، فقد تم نقض الطلب الأول في ديسمبر الماضي من قبل الولايات المتحدة، فمن المرجح بدء التحقيق في اﻷمر غدا الأثنين نظرا لمنع قواعد منظمة التجارة العالمية الأعضاء من عرقلة التحقيق في النزاع التجاري مرة أخرى.
وقال روبرتو أزيفيدو، مدير عام منظمة التجارة العالمية، إن هذه التوترات التجارية لا تشكل تهديدا للنظام فقط، بل إنها تشكل أيضا تهديدا للمجتمع الدولي بأكمله، فالمخاطر حقيقية جدًا وسيكون لها تداعيات اقتصادية.