إلغاء آلية تحويل استثمارات الأجانب وعودة المستثمرين يخفض العملة الأمريكية 21 قرشًا
“المغربى”: تحرك سعر الصرف صحى و820 مليون دولار تدفقات لبنك مصر فى يناير
“أبوباشا”: تراجع العملة الأمريكية منذ الأربعاء حفز عمليات بيعها ويساعد على مزيد من الانخفاض
تراجع أسعار الفائدة على أدوات الدين الحكومى لأدنى معدلاتها منذ مايو 2018
“نجلة”: أسعار العائد على الأذون ستكسر حاجز 18% هبوطاً
بدأت أول نتائج إلغاء آلية تحويل المستثمرين الأجانب للخارج على سوق الصرف اليوم، وتراجع الدولار أمام الجنيه مع تدفق استثمارات الأجانب فى الدين الحكومى عبر البنوك.
وفقد الدولار 21 قرشا دفعة واحدة أمام الجنيه ليصل إلى 17.75 جنيه للبيع وهو أدنى سعر للدولار أمام الجنيه منذ 7 مايو 2018.
وقال عاكف المغربى نائب رئيس بنك مصر، إن التدفقات الدولارية التى حصل عليها بنكه خلال يناير بلغت 820 مليون دولار وهو معدل أعلى بكثير من الشهور السابقة، مرجعاً ذلك إلى إلغاء آلية البنك المركزى لتحويل استثمارات الأجانب، مشيرًا إلى أن تحرك سعر صرف العملة ظاهرة صحية تؤكد تحكم العرض والطلب فى التسعير، مشيرًا إلى أنه من الصعب توقع قيمة العملة الفترة المقبلة لارتباطها بالتطورات العالمية وأوضاع السوق محليا وخارجيا.
وكان محافظ البنك المركزى طارق عامر قد قال فى تصريحات الأسبوع الماضى، إن أسعار الصرف الثابتة من المرجح أن تشهد مزيداً من التقلبات بعد إلغاء آلية تحويل أموال المستثمرين اﻷجانب في ديسمبر الماضي، ولكن البنك المركزي مستعد لصد المضاربين وضمان عدم خسارة الدائنين.
وأضاف فى تصريحات لوكالة أنباء بلومبرج: “سنشهد المزيد من التقلبات في العملة بعد إنهاء آلية تحويل أرباح المستثمرين الأجانب حيث سيضطر المستثمرون الآن إلى استخدام سوق ما بين البنوك”.
وقال إن يناير الجاري هو الشهر اﻷول الذي يشهد تدفقات إيجابية للاستثمارات الأجنبية منذ مايو الماضي.
وتوقع محمد أبوباشا نائب رئيس قطاع البحوث فى المجموعة المالية هيرميس تماسك العملة المحلية الفترة المقبلة.
ويرى أبوباشا أن الفترة المقبلة ستشهد حساسية أكبر فى التسعير حال دخول وخروج الأجانب من السوق، موضحاً أنه حال خروج استثمارات الأجانب مرة أخرى سيشهد الدولار ارتفاعات طفيفة، مستبعدا حدوث انخفاض قوى فى قيمة العملة المحلية.
وأشار أبوباشا إلى أن التراجع فى قيمة الدولار بداية من الأربعاء الماضى حفز مبيعات العملة الأمريكية خوفاً من استمرار الانخفاض وهو ما رفع المعروض منها وساهم فى ارتفاع قيمة الجنيه اليوم.
وأوقف البنك المركزى آلية تحويل مستحقات المستثمرين الأجانب منتصف ديسمبر بعد طلب من صندوق النقد الدولى الذى اعتبرها نوعاً من أنواع التدخل فى سوق الصرف.
وقالت علياء ممدوح محلل الاقتصاد الكلى ببنك الاستثمار بلتون، إن دخول الأجانب فى سوق الدين بقوة وراء الانخفاض الواضح فى قيمة الدولار، متوقعة مزيداً من استثمارات الأجانب فى سوق الدين الفترة المقبلة.
وأضافت ممدوح، أن العملة المحلية حاليا لا تواجه أى ضغوط خاصة أن هناك تعافى للسياحة ووقف استيراد الغاز الطبيعى، مشيراً إلى أن النمو الاقتصادى حالياً مدفوع بالاستثمارات وليس بالانفاق الخاص.
ومن جانبه قال مسئول غرفة معاملات دولية بأحد البنوك العامة إن ارتفاع الدولار مرة أخرى أمر وارد حال خروج استثمارات الأجانب، وهو أمر منطقى فى ظل التعامل بالنظام الحر والخضوع الكامل لآلية العرض والطلب.
وانعكست عودة الاستثمارات الأجنبية إلى سوق الدين الحكومى على أسعار الفائدة التى تراجعت إلى معدلات لم تشاهد فى 8 شهور.
وأصدرت وزارة المالية أذون خزانة أجل 266 يوما بقيمة 8.5 مليار جنيه، وتراجعت الفائدة عليه 107 نقاط أساس عن آخر إصدار فى نفس الأجل ليصل متوسطها إلى 18.20%.
بينما تراجع العائد على أذون 91 يوما الذى طرحته الحكومة اليوم إلى أدنى معدلاته منذ 6 مايو الماضى، ليصل متوسطه إلى 18.11%، وباعت وزارة المالية 8.5 مليار جنيه لهذا الأجل أيضا.
قال محمود نجلة المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية، إن استمرار دخول الأجانب للاكتتاب في أدوات الدين بقوة سيؤدي إلي تراجع العائد علي الآجال بشكل عام ليكسر حاجز 18% هبوطاً ليدور ما بين 17.80% و17.90% خلال العطاءات المقبلة.
وأضاف أن تأخر وزارة المالية في تطبيق التعديلات الضريبية علي أذون وسندات الخزانة الحكومية وإقراره حتى هذه اللحظة أدى إلى تشجيع البنوك علي اﻻكتتاب .
وأشار إلى أن صرف الشريحة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولي البالغة 2 مليار دوﻻر خلال الأيام المقبلة سيساهم في استمرار وتيرة اﻻنخفاض وطمأنة المستثمرين الأجانب للاستمرار في تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى.