نصار: الوزارة حريصة على تحسين تنافسية القطاعات الصناعية
أطلقت وزارة التجارة والصناعة “استراتيجية وجائزة الابتكار” والتى تستهدف تعزيز دور الابتكار فى تحسين تنافسية القطاعات الصناعية المختلفة وزيادة قيمتها المضافة، فضلاً عن تشجيع ريادة الأعمال، وإنشاء مشروعات صناعية جديدة، وتوفير فرص عمل منتجة للشباب.
وقال المهندس عمرو نصار ، وزير التجارة و الصناعة ، إن القطاع الصناعى يعد أحد أهم القوى الدافعة للاقتصاد المصرى وخلق فرص عمل للشباب ، ويستوعب نحو 30% من إجمالى القوى العاملة بما يقرب من 2.5 مليون عامل فى نحو 45 ألف منشأة صناعية، كما تمثل الصادرات الصناعية 60 % من إجمالى الصادرات المصرية للأسواق الخارجية .
وألقى الوزير كلمة خلال احتفالية الإعلان عن “استراتيجية وجائزة الابتكار” والتى أعدتها الوزارة بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى ووكالة التعاون الألمانى ” GIZ ” واتحاد الصناعات المصرية ، وذلك بحضور ممثل عن السفارة الألمانية بالقاهرة وممثلى عدد من شركاء التنمية والجهات المعنية بالابتكار إلى جانب عدد من رجال القطاع الخاص .
أضاف نصار ، فى بيان اليوم، أن الوزارة حريصة على تعزيز الابتكار في القطاع الصناعى بما يسهم فى تعظيم دوره في تحقيق النمو الاقصادي الشامل والمستدام، والارتقاء بجودة المنتجات المحلية ومن ثم زيادة تنافسيتها إقليميا ودوليا، مشيراً فى هذا الإطار إلى الاهتمام الكبير الذى توليه القيادة السياسية بملف الابتكار ودعم المبتكرين حيث كلف الرئيس الحكومة بإنشاء صندوق لرعاية المبتكرين والنوابغ من الشباب وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى وهو الأمر الذى يعكس حرص واهتمام الدولة المصرية بمواكبة المتغيرات العالمية ومسايرة التطور التكنولوجى فى كافة القطاعات.
قال الوزير إن إطلاق “استراتيجية وجائزة الابتكار” يأتى فى إطار استراتيجية الوزارة للتنمية الصناعية 2020 والتي تتضمن محوراً رئيسياً حول التنمية الصناعية يضم مشروع “تنمية الابتكار وربط مخرجات البحث العلمى باحتياجات الصناعة” والهادف لتعزيز الاستفادة من الابتكار الصناعى فى مواجهة التحديات التى تواجه الصناعة للنهوض بالاقتصاد القومى، وزيادة تنافسية القطاع الصناعى، وتنمية ثقافة الابتكار وتشجيع الشباب ورواد الأعمال من المبتكرين لتنفيذ أفكارهم الابتكارية.
وأوضح نصار أن استراتيجية الابتكار فى الصناعة – والتى تم وضعها بالتعاون مع وكالة التعاون الألمانى من خلال مشروع تنمية القطاع الخاص – تضم 12 برنامجا مقسماً إلى أربعة محاور رئيسية، تشمل تهيئة المناخ للابتكار والتطوير داخل المنشآت الصناعية، وتحسين الأطر التنظيمية لدعم وتشجيع الابتكار، وتسهيل الابتكار من خلال تعزيز التعاون بين الصناعة والبحث العلمي، فضلاً عن زيادة فرص تسويق الابتكارات وتحويل الأفكار الإبداعية إلى مشروعات صناعية ذات قيمة مضافة عالية بما يسهم في تحقيق إنطلاقة كبيرة جديدة للاقتصاد المصري تضع مصر في مكانها المناسب علي خريطة التنافسية العالمية.
وأضاف الوزير أن جائزة الابتكار تعد أحد العناصر الرئيسية لتنفيذ محاور الاستراتيجية لتشجيع الشركات الصناعية المصرية على تبنى فكر الابتكار، وتشجيع الأفكار الخلاقة لتنمية ودعم الصناعة المصرية، مشيرا إلى أن الجائزة تمثل ثمرة تعاون عدد كبير من جهات وزارة التجارة والصناعة تشمل مجلس الصناعة للتكنولوجيا والابتكار، ومركز تحديث الصناعة، والكفاية الإنتاجية، وهيئة تنمية الصادرات بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وحول مجهودات الوزارة لتشجيع الابتكار، لفت نصار إلى إطلاق الوزارة لمشروع ربط البحث العلمي باحتياجات الصناعة بهدف تعزيز الاستفادة من مخرجات البحث العلمي والابتكار في تلبية احتياجات القطاعات الصناعية المختلفة، وكذا مشروع (بوابة الابتكار- الموسم الأول) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى والذى استهدف دعم مبدأ التوعية ونشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب خاصة طلاب التعليم الفنى والتدريب المهنى، لتغيير النظرة المجتمعية نحو هؤلاء الطلاب، مشيرا إلى أن المشروع قد شهد مشاركة 3 آلاف طالب وطالبة بـ1447 فكرة ابتكارية من جميع محافظات الجمهورية تضمنت ابتكارات جديدة فى مجالات الهندسة، والطاقة، والزراعة، والسياحة، والخدمات المجتمعية انتهت بفوز 10 مشاريع .
كما أشار الوزير إلى قيام الوزارة بإنشاء مكتب لنقل وتسويق التكنولوجيا (TICO) بتمويل من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا كجزء من شبكة المكاتب التى أنشأتها الأكاديمية والذى يعمل علي تسويق الابتكارات التي تقوم بها الجامعات والمراكز البحثية من خلال ربطها بالمتطلبات والاحتياجات ذات الأولوية بالقطاعات الصناعية المختلفة، لافتا إلى قيام المكتب بعقد العديد من الاجتماعات وورش العمل في عدد من القطاعات الصناعية مثل قطاع الصناعات الغذائية ومواد البناء وذلك لعرض الابتكارات الناتجة عن المجتمع البحثي في هذه القطاعات وبحث سبل تطبيقها داخل القطاع الصناعي.
ومن جانبه قال أوفي جيلين، مستشار أول ورئيس قسم التعاون الاقتصادي بسفارة ألمانيا بالقاهرة إن الابتكار يعد إحدى أهم قاطرات التنمية في كافة دول العالم وهو توجه متزايد في القطاعات الإنتاجية والصناعية، مشيراً إلى أن جائزة الابتكار ستسهم في تحفيز الشباب والمشروعات على النهوض بالأفكار الإبداعية والابتكارية وتسويقها وتحويلها إلى مشروعات فعالة تسهم في تنمية المجتمع.
وأضاف جيلين أن العلاقات بين مصر وألمانيا تشهد زخماً كبيراً في الأونة الأخيرة خاصة في القطاعات التجارية والاستثمارية والصناعية الأمر الذي ينعكس في تعاون الحكومة الألمانية ممثلةً في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) مع الحكومة المصرية في إطلاق جائزة الابتكار، مشيراً إلى أن مصر أصبحت من أهم القوى الاقتصادية الفاعلة في المنطقة خاصةً في مجالات جذب الاستثمارات الأجنية وتوظيف الشباب وتحفيز الابتكار.
وقال إن الاقتصاد المصري أصبح أحد أهم الاقتصادات بالمنطقة ويحظى بمكانة إقليمية متميزة، لافتاً الى حرص الحكومة الألمانية على دعم الاقتصاد المصري بصفة عامة وتشجيع الابتكار بصفة خاصةً.
وبدروها أشارت المهندسة حنان الحضري مقرر مجلس الصناعة للتكنولوجيا والابتكار إلى أن مصر خطت خطوات كبيرة فى مجال تعزيز الابتكار فى القطاع الصناعى حيث احتلت المركز 95 في قائمة الابتكار الصناعي وفقًا لتقرير الابتكار العالمي لعام 2018، إلى جانب احتلال مصر أيضا المركز 135 فى قائمة الدول التي لديها قدرة على الابتكار.
وقالت إن المراكز التكنولوجية التابعة لمجلس الصناعة للتكنولوجيا والابتكار تتوسع فى تقديم خدمات نقل وتوطين التكنولوجيات الحديثة وتنمية الإبتكارات بنطاق أكبر من المنشآت الصناعية المصرية وتشمل خدمات الدعم الفني وإجراء اختبارات تطوير المنتجات الصناعية وخدمات الحاضنات التكنولوجية لرواد الأعمال المبتكرين لدعمهم في تنفيذ مشروعات صغيرة ناجحة ومساعدتهم علي الوصول إلي منتجات صناعية مبتكرة ذات قيمة مضافة عالية والترويج لها داخل القطاع الصناعي.
وأضافت الحضرى أن التقدم لمسابقة الابتكار مفتوح أمام كافة الشركات المصرية من جميع المحافظات وأنه سوف يتم تكريم الشركات المبتكرة الفائزة مع منح منتجاتها علامة “ابتكر” والتي تعد شعاراً لتمييز المنتجات المبتكرة.