الحسابات السياسية تتحكم فى إدارة عملية الإنتاج للدول الأعضاء
ترى أوبك أن الطلب على خامها يتراجع أسرع من المتوقع فى عام 2019، حيث يؤدى تباطؤ الاقتصاد العالمى إلى تعتيم الطلب وتزايد الإمدادات المنافسة.
وتوضح الأرقام، التى نشرت فى التقرير الشهرى لكتلة الدول المصدرة للبترول لماذا تتحدث السعودية وبعض الأعضاء الآخرين عن خفض الإنتاج مرة أخرى، ويمكن للبيانات تعزيز قضيتهم لخفض كبير فى العرض قبل اجتماع حاسم فى فيينا الشهر المقبل.
وقالت أوبك، إن شهية عالمية لخام المجموعة ستكون حوالى 31.5 مليون برميل يومياً فى العام المقبل وهو معدل اقل بنصف مليون برميل يومياً من توقعاتها قبل شهرين فقط وحوالى 1.4 مليون منخفضا عن الإنتاج الحالى، وتظهر توقعات أوبك أن خفض الإنتاج بمقدار 1 مليون برميل يومياً لن يكون كافياً لوقف ارتفاع مخزونات البترول فى عام.
وينظر معظم أعضاء أوبك إلى أسعار البترول المرتفعة باعتبارها نعمة على المدى القصير، ومع ذلك، يمكن لهذه الأسعار المرتفعة ذاتها أن تحفز البلدان المستوردة على الاستثمار فى مصادر بديلة للوقود وهي ديناميكية جارية بالفعل.
وبينما اعترفت منظمة أوبك بالطاقة النظيفة باعتبارها تحدياً محتملاً، إلا أن احتياطيات هائلة من البترول الصخرى فى الولايات المتحدة لم تعزل المستهلكين الأمريكيين تماماً عن تقلبات الأسعار التى تسببها المنظمة.
ولايزال من غير الواضح الأثر الذى ستحدثه طفرة البترول الصخرى على العلاقات الأمريكية مع دول منظمة أوبك، لكن الاعتماد الأقل على واردات البترول من دول منظمة الدول المصدرة للبترول قد يسمح لصانعي السياسة في الولايات المتحدة بأن يكونوا أكثر حزما معهم فى قضايا مثل حقوق الانسان والديمقراطية وقد ظهرت بوادر ذلك في المعاملة الصارمة ضد فنزويلا.
من ناحية أخرى، أثارت الأهمية المتزايدة لإنتاج البترول فى الولايات المتحدة بعض المخاوف من أن صناع السياسة هناك يمكن أن يقتربوا من أوبك بشأن سياسة تغير المناخ، حيث أن إدارة ترامب قد تراجعت عن تنظيم الوقود الأحفوري وانسحبت من الالتزامات العالمية للحد من انبعاثات الكربون.
وشجعت القيادة السعودية انسحاب إدارة ترامب من اتفاق عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيرانى وإعادة فرض العقوبات على البترول الإيرانى، وسيكون التحدى الرئيسى أمام كتلة الدول المصدرة هو الحفاظ على الإمدادات ثابتة والهدوء في الأسواق مع انكماش صادرات البترول الإيرانية. وقد ترافقت العقوبات مع زيادة الإحباط داخل إدارة ترامب ، التي أرادت حلفاء مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للحفاظ على العرض العالي للسماح للولايات المتحدة بمعاقبة طهران دون إزعاج أسعار البترول، وبدلاً من ذلك، خفضت منظمة أوبك إنتاج البترول منذ ديسمبر 2018.