ارتفاع التكلفة وضعف الإنتاج والقمح أسباب تراجع المحصول ومطالبات بالتوسع فى الظهير الصحراوى
تراجع أداء محصول الفول بنوعيه الأخضر، والجاف خلال الأعوام الماضية نتيجة 3 عوامل رئيسية، أبرزها، ارتفاع تكلفة الإنتاج، وانخفاض عوائد المحصول، وخطة الدولة لزيادة المساحات المنزرعة من محصول القمح على حساب المحاصيل الشتوية الأخرى فى ظل توقف التوسع فى الرقعة الزراعية بما يكفى الاحتياجات.
قال فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، إن انخفاض جودة تقاوى محصول الفول، وارتفاع تكاليف الإنتاج مع مرور الوقت، يُعدان أبرز العوامل التى أثرت على الإنتاجية.
وفى عام 2015 بلغت مساحات زراعة محصول الفول الجاف فى مصر أعلى مستوى لها عند 118 ألف فدان، فى حين بلغ مساحات محصول الفول الأخضر أعلى مستوى لها عام 2007، بواقع 75.3 ألف فدان.
أضاف واصل أن المساحات السنوية فى الزراعة مذبذبة، ولا يمكن الاعتماد عليها فى توفير احتياجات المواطنين، وقبل 30 عامًا كانت المساحات تتراوح بين 55.5 ألف فدان للفول الجاف، ونحو 31 ألف فدان من الفول الأخضر.
تابع: «لم تكن مساحات المحصول كبيرة فى مصر بالمقارنة مع الدول الأخرى، لكنها كانت كافية، لأن تعداد السكان وقتها كان مختلفًا، ومع الزيادة السنوية فى عدد السكان المقدرة بـ2.5% لم تستطع المساحات تغطية الاحتياجات ولجأنا للاستيراد».
وقال مجدى أبوالعلا، نقيب الفلاحين بمحافظة الجيزة، إن خطة الحكومة لزيادة المساحات المنزرعة من محصول القمح أو المحافظة على المساحات القائمة أثر فى النهاية على محصول الفول كونهما محاصيل شتوية فى موسم واحد.
أضاف: «مع بقاء المساحات المتاحة للزراعة عند مستويات تتراوح بين 8.5 و9 ملايين فدان على مدار السنوات الماضية لم تتراجع مساحات الفول وحدها أمام الزيادة السكانية، وأغلب المحاصيل الاستراتيجية تواجه أزمة حاليًا».
أشار إلى أهمية التوسع فى أراضى الظهير الصحراوى حتى لا يكون ذلك على حساب أصناف أخرى مثل القمح، قائلاً: «يجب التفكير خارج الصندوق، فلا يمكن حل أزمة باختلاق أخرى».
وقال أحمد إدريس، رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة التجارية، إن مصر تحولت تدريجيًا من الإنتاج إلى الاستيراد مع مرور الزمن، واعتمدت على 3 دول رئيسية هى ليتوانيا، وإنجلترا، وأستراليا.
أضاف أن الاعتماد على الاستيراد يضع المستهلك فى مأزق مع تغير الأسعار العالمية، وهو ما يحدث حاليًا من تقلبات بالزيادة مدفوعة بموجة الجفاف التى ضربت أوروبا خلال الفترة الماضية.
أوضح إدريس، أن الجفاف أثر على آداء المحصول، وبالتالى تراجع المعروض العالمى من الفول لدى أكبر الدول المنتجة له، مُطالبًا بتكثيف جهود وزارة الزراعة والمعامل البحثية لتحسين جودة البذور، وزيادة إنتاجية الفدان.
أشار إلى أن زيادة إنتاجية الفدان ستسمح بالتوسع فى الزراعة أفقياً ورأسياً، وبالتالى ستنخفض التكلفة الإجمالية على الفلاحين، ما يشجعهم على الاستمرار فى الزراعة.
وتعد دول البرازيل، وميانمار، والهند والصين أكبر منتجى الفول فى العالم والذين يشكلون معاً أكثر من 50% من الإنتاج العالمى.
ورصد تقرير حديث، صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، تراجع كبير فى إنتاجية مصر من الفول بمختلف أصنافه (بلدى – أخضر – محمل أخضر) ، خلال 12 عاماً.
وقال التقرير إن المساحة المنزرعة من الفول خلال عام 2016، سجلت 88 ألف فدان بإنتاجية لم تتجاوز 142 ألف طن، مقابل 221 ألف فدان أنتجت نحو 413 ألف طن عام 2005، وكان وزير الزراعة السابق، عبد المنعم البنا، قال فى مايو 2017، أن مصر تستورد فول بنحو 125 مليون دولار سنوياً.