واصلت مبيعات السيارات فى الصين انخفاضها فى يناير الماضى بعد تسجيلها أول تراجع سنوى كامل منذ أكثر من عقدين، مما زاد من الضغوط على شركات صناعة السيارات التي تراهن بشدة على السوق وسط تراجع الطلب على السيارات من الولايات المتحدة إلى أوروبا.
واوضحت بيانات وكالة أنباء “بلومبرج” تراجع مبيعات سيارات الركاب بنسبة 17.7% على أساس سنوي وهو أكبر انخفاض منذ أن بدأ السوق بالتقلص في منتصف العام الماضي في حين أن مبيعات التجزئة شهدت انخفاضها الشهري الثامن على التوالى.
وقال غو ياتاو، محلل مختص بشؤون السيارات فى بكين إن الضغط الهبوطى، مازال قائماً، خاصة وأن الحكومة لا تعتمد سياسات محفزة لأجل تعافى السوق.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يضرب فيه الركود بعض الاماكن الأخرى حيث يتقلص نمو المبيعات أيضًا في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وأوضحت الوكالة الامريكية أن تراجع المبيعات في الصين سيظل مستمرًا مع تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومواصلة المفاوضات مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى هدنة بشأن الحرب التجارية.
وأشارت “بلومبرج” إلى أن المستهلكين مازالوا بعيدين عن صالات العرض حتى مع الخصم المقدم من قِبل الوكلاء قبل عطلة رأس السنة الصينية الجديدة.
وقالت “بلومبرج”، إن النصف الأول من عام 2019 سيشهد ضغوطاً هبوطية، حيث أن شركات تصنيع السيارات التي أنفقت مليارات الدولارات على إضافة مصانع وخطوط إنتاج في الصين في العقود الماضية أصبحت الآن غير متاكدة من تحقيق النمو، وتدفع العقبات الاقتصادية والجيوسياسية الشركات إلى أن تكون أكثر حذراً مع أهداف مبيعاتها السنوية.
وتهدف شركة “جيلي” إلى بيع 1.51 مليون سيارة العام الجارى بزيادة نسبتها 0.7% فقط اعتباراً من عام 2018، وتتوقع شركة “فولكس فاجن” مزيداً من النمو فى الصين، إلا أنها توقعت أن السوق فى بكين سيتقلص في النصف الأول من العام الجارى.
وخفضت شركة “دايملر” و”بي ام دبليو” توقعات الارباح العام الماضي وسط ضغوط من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي أصابت الطلب على السيارات في حين أعلنت شركة “هيونداى” الشهر الماضى إنها تراجع خطط الانتاج في البلاد.
وذكرت الوكالة أن ما يحدث في الصين هو انعكاس للوضع في جميع أنحاء العالم مع ارتفاع الأسعار والاضطرابات السياسية والكراهية لسيارات الديزل وانخفاض الطلب على المركبات في الأسواق مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وفى أوروبا تراجعت مبيعات السيارات للشهر الخامس على التوالى فى يناير الماضى فى وقت سجلت فيه أعلى 4 علامات تجارية للسيارات الفاخرة في الولايات المتحدة انخفاضاً في المبيعات الشهر الماضى.
وفى الوقت الحالى يضع صانعي السيارات بشكل متزايد رهاناتهم على السيارات الكهربائية التي تكتسب شعبية في ظل السياسات البيئية للصين بعد أن فرضت الدولة قواعد صارمة لتشجيع بيع وانتاج السيارات الصديقة للبيئة.