تراجعت عملية جمع الأموال من قبل مجموعات الاستثمار المباشر الصينية بنسبة 86% العام الماضى بسبب تقلص توافر الائتمان وتباطؤ سوق الطروحات العامة الأولية.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن هذا التراجع الذي تم الكشف عنه مؤخراً يوضح كيف أن سوق الاستثمار المباشر الصينى قد تخلف عن أوقات الازدهار منذ بضع سنوات عندما تم إطلاق عشرات الصناديق الجديدة وجذبت البلاد شركات التكنولوجيا ذات التقييمات عالية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن المئات من صناديق الاستثمار المباشر الصينية الصغيرة التى تفتقر إلى الخبرة، والتى اندفعت نحو الاستثمار فى التكنولوجيا بدأت تعانى من انكماش حاد فى جمع الأموال.
وكشفت البيانات الرسمية التى أصدرتها شركة “بين آند كو”، أن مؤسسات الاستثمار المباشر جمعت حوالى 13 مليار دولار من الصناديق المقومة بالرنمينبي فى العام الماضى بانخفاض يبلغ حوالى 86% من قيمة بلغت 93 مليار دولار التى تم جمعها فى 2017، وفى الوقت نفسه، كافحت مجموعات الاستثمار المباشر الصينية الصغيرة للاستفادة من استثماراتها فى عام 2018.
يأتى ذلك رغم تراجع المبيعات والطروحات العامة الأولية التى تقل قيمتها عن 100 مليون دولار بنحو 64% العام الماضى، مقارنة بمتوسط 5 سنوات.
وقال عثمان أختار، وهو شريك في شركة “بين آند كو”، إن مستوى التفاؤل والحماس فى الاستثمار فى قطاع التكنولوجيا تنبئ بما نراه في الوقت الحالى حيث تكافح المؤسسات الصغيرة من أجل التخارج من الاستثمارات وقد يستغرق الأمر بضع سنوات للتغلب على هذه الخسارة، وكانت البنوك والصناديق وغيرها من مصادر رأس المال قد تعرضت للضغط خلال محاولة الحكومة الصينية لإبطاء وتيرة نمو الديون.
وقال أختار، إن مشاكل الصين تنعكس في جميع أنحاء منطقة آسيا حيث تمتص شركات الاستثمار المباشر الكبيرة معظم رأس المال المتاح مع إيجاد وسائل للتخارج من استثماراتها.
وبدأ الطلب العالمى على الاكتتاب العام في شركات التكنولوجيا الصينية الارتفاع العام الماضى، لكنه سرعان ما أظهر علامات على التراجع، مما أدى إلى اندفاع شركات الاستثمار المباشر إلى التخارج من السوق، وخلال العام الماضى، تم إجبار العديد من المؤسسات الكبيرة على تقليص الاكتتابات العامة أو تأخيرها إلى أجل غير مسمى.