إرسال الجنود للخطوط الأمامية للقتال ونقل الجرحى إلى المستشفيات
تقنيات التسيلح تتحول خلال سنوات لخدمة الأهداف المدنية والتجارية
تلعب الآلات دوراً مهماً فى حياتنا، لكنه حاسماً فى ساحة المعركة خاصة بالنظر إلى المدى الذى وصل إليه الجيل الحالى من الروبوتات الهوائية وأنظمة الطيران الآلى أو غير المأهولة، وبالأخذ فى الاعتبار أن الطائرة بدون طيار تشبه الروبوت أو الإنسان الآلى فيجب الاعتبار أنها باتت مؤثرة للغاية فى عمل العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة لزيادة الإنتاجية وخفض تكاليف العمالة.
وتاريخياً، فإن التوسع فى استخدام الجيوش للطائرات بدون طيار هو ما جعله جزءاً كبيرًا من ثورة الروبوتات حيث أظهر مسح فى 2012 أن أعلى معدل لنشر تكنولوجيا الطائرات بدون طيار تم بواسطة جهات عسكرية حيث توجد أكثر من 86 دولة متخصصة فى استخدام الروبوتات العسكرية للتجارب وللمساعدة فى تطوير الجيل القادم من الأنظمة المتقدمة.
وتُستخدم المركبات الجوية غير المأهولة التى تُعرف أيضًا باسم الطائرات بدون طيار أو الطائرات الموجهة عن بُعد، فى الوسائل العسكرية والبحثية والترفيهية، كما أنها تلعب دورًا مهمًا فى استخدام أجهزة المستهلكين للتصوير الفوتوغرافى ويمكن أن تكون مفيدة أيضًا لتعقب الصيادين، ويمكن للحكومات استخدام نفس التكنولوجيا لإجراء مهام متطورة لمواجهة التهديدات.
ولاحظ الجميع أن الاغراض المدنية استفادت مثلها مثل العسكرية وأهم تأثير لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار كان فى القطاع الزراعى، حيث قامت بتغذية النباتات وريها بفعالية وإجراء تحليل ميدانى لتقييم صحة المحاصيل وأغراض أخرى مختلفة، وساعد ذلك فى تحويل الأساليب الزراعية إلى درجة كبيرة، مما زاد من الإنتاج وعائدات الزراعة.
وبالمثل، استفادت صناعات التشييد من تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التى توفر لهم خلاصات فيديو حية فى الوقت الحقيقى لفحص وتحليل لوجيستيات الموقع، وإدارة عمليات المسح، وإنشاء تقارير عملية للمشروع، وبالتالى تعزيز الدقة وتسريع عملية البناء مما يجعلها أكثر اقتصاداً.
لكن جميع هذه الميزات ظهرت فى البداية لأغراض عسكرية، وبالتالى لايزال التطوير الحقيقى لهذا القطاع يجرى داخل المعامل الدفاعية لخدمة مجال الأمن والدفاع بشكل خاص، ويقوم حالياً باحثون على بناء أنظمة طائرات بدون طيار للقيام بدوريات عسكرية على أمل زيادة مدة عمل البطارية لأكثر من 25 دقيقة طيران، بالإضافة إلى تطوير إمكانية الطيران فى تشكيل لأن إرسال عدد من الطائرات بدون طيار فى الاتجاهات المختلفة للقيام بأشياء عدة سيكون أداة قوية للهجوم أو الدفاع حسب الغرض.
وسوف تصبح الطائرات بدون طيار فى الأمن والدفاع أكثر تطوراً وأكثر ذكاءًا، وستصبح أكثر قدرة بفضل البحث المستمر، كما أنها ستكون قادرة على تحمل الظروف الجوية السيئة أثناء الرحلة وتحمل المزيد من الحمولة والطيران بشكل أسرع.
وتتحرك التكنولوجيا بسرعة كما حدث لجميع التطورات فى تكنولوجيا الطائرات بدون طيار خلال السنوات العشر الماضية وظهر ذلك فى انخفاض سعر الإلكترونيات وتطور البرمجيات ومن ثم بدأ الناس فى استخدام الطائرات بدون طيار تجارياً، وتعمل بحوث أوروبية بصفة خاصة على هدف أساسى فى مجال الأمن والدفاع هو إنشاء طائرة بدون طيار يمكن أن تحمل الناس بحيث يمكنها أن تستخدم لتطير بالجنود فى الخطوط الأمامية للقتال أو إخراج جندى مصاب من القتال والعودة إلى القاعدة.
أو يمكن استخدامها لإعادة تزويد القوات أو توصيل إمدادات فى الخطوط الأمامية ويمكن استخدامها حتى لنقل الناس بعد ذلك إلى العمل فى الصباح، وهذا يعنى أنهم لن يضطروا إلى تجربة ازدحام المرور أو التأخير، ومع استمرار دور المركبات الجوية بدون طيار فى النمو بجميع قطاعات المجتمع، لاتزال تظهر تطبيقات جديدة للطائرات بدون طيار فى مجال الأمن والدفاع، فى حين تم بالفعل استكشاف الإمكانات التى قدمتها الطائرات بدون طيار فى مسرح الحرب، إلا أنه يتم الآن إجراء المزيد من الأبحاث حول إمكاناتها لتحسين الأمن.
ولقد أدركت المفوضية الأوروبية بالفعل إمكانيات الطائرات بدون طيار فى مجال الأمن والدفاع، وتعمل مع الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA) للمساعدة فى بناء مزيد من المعلومات وتنمية فهم كيف يمكن لهذه الأجهزة القوية أن تكون مفيدة لمواجهة التحديات الأمنية فى المستقبل.