استمر سوق السيارات الصينى فى الارتفاع لعقود، ولكن بمجرد أن انعكس الاتجاه بشكل مفاجئ قبل 10 أشهر لم يظهر الهبوط الحر في أكبر سوق في العالم أي علامات على التراجع حتى الوقت الراهن.
وأعلنت جمعية سيارات الركاب الصينية، أن مبيعات التجزئة لسيارات السيدان وسيارات الدفع الرباعي والسيارات متعددة الأغراض واصلت هبوطها للشهر العاشر على التوالى حيث انخفضت بنسبة 12% لتصل إلى 1.78 مليون وحدة الشهر الماضى.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن تراجع سوق السيارات الصينى مستمر وخاصة بعد ان سجل انخفاضا قدره 18.5% فبراير الماضى.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن تباطؤ الاقتصاد والتوترات التجارية مع الولايات المتحدة يؤثران على معنويات المستهلكين بين سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
وكانت التغييرات في السياسات الضريبية ورسوم الاستيراد قد تسببت في خفض الطلب على السيارات العام الماضي.
وقال تسوي دونجشو، الأمين العام لجمعية صناعة السيارات الصينية، إن السيارات كانت فئة المنتجات الاستهلاكية الوحيدة التي تقلصت في الشهرين الأولين من عام 2019.
وأوضح تسوي، أنه لا يوجد سوى 200 مليون سيارة خاصة في الصين مما يترك مجالا كبيرا للنمو مضيفًا أنه يجب وضع سياسات لتحفيز استهلاك المركبات في عام 2019″.
وأشار إلى أن مبيعات السيارات قد تتعافى في أبريل مدعومة بتخفيضات الضرائب المقررة في البلاد. ويهدد الركود المستمر بتخلى شركات صناعة السيارات العالمية من شركة “فورد موتور” وحتى شركة “تويوتا” عن الورق وتركه إلى لاعبين محليين مثل “سايك موتور” وسط تراجع المبيعات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تتباطأ فيه الأسواق في أوروبا وأمريكا الشمالية حيث أن التوافر المتزايد لخدمات الركوب يجعل امتلاك السيارة أمرا غير ملح.
وقال تشن هونج، رئيس “سايك موتور” أكبر شركة لصناعة السيارات في الصين الشهر الجارى إن عام 2019 سوف يجلب تحديات قاسية. وأضاف أن الشركة تحتاج إلى تسريع الابتكار والسعي نحو جودة أعلى بعد انخفاض إجمالي مبيعاتها بنسبة 17% في أول شهرين من العام الجارى.
وكانت شركة “فورد”التي سجل مشروعها في الصين انخفاضاً في المبيعات بنسبة 54% العام الماضي قد أعلنت أنها تقدم أكثر من 30 سيارة مع تصاميم وميزات تستهدف المستهلكين الصينيين على مدى السنوات الثلاث المقبلة للمساعدة في زيادة تركيزها على السوق.