السعودية والأردن الأسوأ والقطاع العام فى قطر يستوعب العمالة
استبعاد الفتيات اقتصادياً يعود إلى التمييز والتقاليد الاجتماعية
تعتبر معدلات بطالة الشباب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأعلى فى العالم منذ أكثر من 25 عاماً؛ حيث وصلت إلى %30 عام 2017، وعلاوة على ذلك، يقضى شباب المنطقة سنوات قبل العثور على عمل.
ويؤثر هذا الانتقال المتأخر إلى سوق العمل على مسارات أخرى، ومنها الزواج وملكية المنازل والمشاركة المدنية. ويشير العلماء إلى أن ذلك يخلق حالة تأخر مرحلة البلوغ «waithood» وهو مصطلح يعكس هدر الطاقة الشبابية وإمكاناتها.
وعلى الرغم من وجود اختلافات كبيرة فى الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية بجميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقى، فإنَّ بطالة الشباب تشكل تحدياً فى جميع أنحاء المنطقة والتى تفوق المتوسط العالمى البالغ %13.
وتوجد أعلى معدلات البطالة فى بلدان مثل فلسطين المحتلة (%43) والمملكة العربية السعودية (%42 من السعوديين) والأردن (%36) وتونس (%36)، وتعد معدلات بطالة الشباب فى قطر فقط أقل من المتوسط العالمى؛ نظراً إلى قدرتها على استيعاب الشباب فى وظائف القطاع العام.
وعمالة الشباب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لها بعد نوعى من حيث الذكور والإناث، فبينما حققت الشابات مكاسب ملحوظة فى التحصيل العلمى على مدى العقود الخمسة الماضية لم تترجم هذه إلى زيادات مماثلة فى المشاركة بالقوى العاملة.
وفى عام 2017، كان %15 فقط من الشابات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ناشطات فى القوى العاملة، مقارنة بـ%36 فى المنطقة التالية الأقل تصنيفاً، كما أن بطالة الفتيات أعلى بنسبة %80 من الشبان، مقارنة بمتوسط الفرق بين الجنسين بنسبة %20 على مستوى العالم.
وتعزو الأبحاث العلمية ظاهرة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب لعدة عوامل؛ منها انتقال العمالة من بلد إلى آخر بكثافات مختلفة فى أوائل التسعينيات والألفينيات بجانب نظم تعليمية ضعيفة والافتقار إلى أنظمة معلومات سوق العمل وموارد التخطيط الوظيفى للباحثين عن عمل وعدم تلبية مستويات الرواتب والمكانة الوظيفية لتوقعات المتعلمين.
وبالنسبة للفتيات فقد واجهن مجموعة إضافية من العوامل التى أسهمت فى استبعادهن اقتصادياً، بما فى ذلك التمييز والمعايير الاجتماعية المحافظة.
وعلى جانب الطلب، استمرت الأجور والمزايا والأمن الوظيفى المرتفع نسبياً بالقطاع العام فى جذب الشباب وتشجيع طوابير الانتظار لفرص وظائف باتت نادرة بشكل متزايد.
وفى الوقت نفسه، أعاق التنظيم المفرط للقطاع الخاص الرسمى قدرته على خلق وظائف لائقة وقامت قوانين العمل غير المرنة بدعم العمال الحاليين على حساب الوافدين الجدد، ما خنق فرص العمل.
وأخيراً، خلقت المحسوبية على نطاق واسع شركات كبيرة غير فعالة لا تلقى بالاً لتوظيف أفضل العمال لتبقى مربحة.
وأدى العدد المحدود من الفرص فى القطاع الرسمى إلى توسيع وظائف القطاع غير الرسمى، والتى تقدم عموماً مزايا أو وسائل حماية أقل، فضلاً عن أن شركات الأخير أقل قدرة على النمو وخلق فرص عمل جديدة؛ حيث تصل معدلات تشغيل الشباب فى القطاع غير الرسمى إلى %80 فى فلسطين ومصر وتونس.
وفى مواجهة نقص فرص العمل اللائقة، يلجأ بعض الشباب إلى ريادة الأعمال والتوظيف الذاتى، ومع ذلك بلغ متوسط حصة الشباب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين يمارسون أنشطة ريادية فى مرحلة مبكرة فى البلدان التى تتوفر بها بيانات متاحة %9.3 وهى أقل من المتوسط العالمى.
وأحد العوائق الرئيسية أمام رواد الأعمال الشباب هو الافتقار إلى التمويل؛ حيث كان متوسط ترتيب الدول العربية من حيث الوصول إلى الائتمان 130 من أصل 190 اقتصاداً، وتجدر الإشارة إلى أن الشباب بصفة خاصة لديهم تاريخ ائتمانى محدود؛ بسبب نقص الضمانات.
وفى غياب فرص عمل لائقة، اختار العديد من الشباب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترك مجتمعاتهم؛ بحثاً عن عمل وهذا واضح بشكل خاص فى المناطق الريفية؛ حيث يغادر الشباب إلى المدن؛ بحثاً عن فرص أفضل، لكن فشلت الهجرة من الريف إلى الحضر فى حل المشكلة فمعدلات بطالة الشباب أعلى بالفعل فى المناطق الحضرية بجميع بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتغادر أعداد كبيرة من الشباب المنطقة بالكامل فبين عامى 2000 و2015 وصلت مستويات الهجرة من بلدان المنطقة باستثناء دول الخليج 8.4 مليون نسمة وهى من بين أعلى نسب السكان فى العالم.
كما أن الهجرة داخل المنطقة مرتفعة، أيضاً، والتى تشمل بشكل رئيسى هجرة الشباب؛ بحثاً عن فرص اقتصادية فى الخليج بخلاف اللاجئين الذين فروا من النزاعات المسلحة.