قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن انتشار فكرة البث عبر شبكات الإنترنت ساعد في تغيير طريقة مشاهدة الناس للتلفار، كما أن الشركات، مثل “نيتفلكس”، تعيد الآن تشكيل طريقة تمويل الإنتاج التلفزيوني.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على استراتيجية “نيتفلكس”، توقع الشركة صفقات حقوق ملكية تدوم لفترة أطول من شركات البث التقليدية، كما أنها بحاجة لمبالغ هائلة لتقدم عروضا لعدة أعوام، وذلك في ظل اقتناصها للأفكار والسيناريوهات اﻷكثر رواجا وطلبا.
وأظهرت الملفات التنظيمية أن “نيتفلكس” سوف تمد المنتجين بما يصل إلى 19.3 مليار دولار على مدار الخمسة أعوام المقبلة، من أجل الحصول على عروض جديدة وترخيص القناة التلفزيونية التي تم إنشاؤها بالفعل.
وأوضحت “فاينانشيال تايمز” أن هذا اﻷمر، بالنسبة للمنتجين، يعد خروجا عن نطاق القواعد القديمة للحسابات التي يتم تسويتها بالكامل عند التسليم، كما أنه يدل على الحاجة إلى الحصول على قروض طويلة الأجل لتمويل العروض الجديدة.
وأضافت الصحيفة أنه أمر جديد أيضا بالنسبة للبنوك التي تقدم التمويلات، مشيرة إلى أن القروض طويلة الأجل أكثر خطورة بطبيعتها من القروض قصيرة الأجل، كما أن “نيتفلكس”، بصفتها الدافع النهائي، تعد أكثر خطورة من جهات البث التقليدية، خاصة أن تصنيفها الائتماني BB ، أي دون الدرجة الاستثمارية، ولكن البنوك متحمسة للتعامل مع ثورة البث عبر شبكات الإنترنت.
وقال لورين روكستول، المستشار الإعلامي لدى باركليز للخدمات المصرفية: “على مدار التاريخ، قمنا بإقراض شبكات تلفزيونية مثل “أي.تي.في” أو “بي.بي.سي”، فقد كنا نقوم آنذاك بإقراض على المدى القصير ومع طرف يتمتع بتصنيف ائتماني قوي، ولكن عند التعامل مع شركة متنامية ولكن ذات فعالية عالية مثل نيتفلكس، وبدون تصنيفات ائتمانية خارجية قوية، ستجد أنك بحاجة حقيقية لفهم استراتيجية الشركة وإدارة المخاطر، وهو ما نفعله”.
كان بنك باركليز في لندن واحدا من البنوك التي تكثف جهودها لتوفير ائتمان طويلة الأجل، غالبا ما تتراوح مدته بين 3 و4 أعوام مقابل بضعة أشهر لصالح النموذج الائتماني القديم، وكانت قيمة أكبر قرض عام قدمه البنك تقدر بـ 17.5 مليون جنيه إسترليني لصالح شركة “فورجيفينج إيرث” للإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك، كان بنك “جي.بي مورجان” و”سيتي ناشونال بنك في لوس أنجلوس” يأتيان ضمن المقرضين المستعدين لمنح قروض لمنتجي المحتوى الذي يتم بثه عبر شبكات الإنترنت.
وقال نيل بيجلي، نائب رئيس “موديز”، إن “نيتفلكس” منتج مسلح بشكل قوي لمنع إضافة مزيد من الديون لموازنتها العمومية.
بالنسبة لمقرضى شركات الإنتاج، تعد الجدارة الائتمانية، سواء لشركة “نيتفلكس” أو غيرها من الشركات التي تشتري كل هذا المحتوى، أحد الشواغل الرئيسية للبنوك، كما أن هناك تفاؤلا بشأن هذا القطاع رغم المشهد الإعلامي سريع التغير.
وقال المصرفيون إن القروض المقدمة للعروض، التي يتم إنتاجها لصالح “نيتفلكس”، تتسم بمعدلات فائدة تتراوح نسبتها بين 5% و6%.
وفي الوقت نفسه، قال بيجلي: “يكمن الخطر في فكرة فقدان تلك الشركات للمشتركين وانهيارها، فهي ستحتجز نفسها بذلك عند مستوى معين من الإنفاق لسنوات قادمة، ولكن هل يمكنهم التخلص من ذلك بسرعة كافية قبل تدمير هوامشهم؟.. أنا لا أشعر بالقلق تجاه هذا الأمر حاليا كما كنت قبل 3 أو 4 أعوام”.