انتعش اقتصاد الصين في الربع اﻷول من العام الجاري، مما يوفر للحكومة مساحة للمناورة في ظل دخول مفاوضاتها مع الولايات المتحدة في مرحلة حاسمة.
وقالت وكالة أنباء بلومبرج إن الناتج المحلي الإجمالي للصين ارتفع بنسبة 6.4% في الربع اﻷول مقارنة بنفس الربع السنوي في العام الماضي، متجاوزا تقديرات خبراء الاقتصاد.
وارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 8.5% في مارس الماضي مقارنة بالعام الماضي وهو أعلى بكثير من المتوقع، بينما نمت مبيعات التجزئة بنسبة 8.7% وارتفع الاستثمار بنسبة 6.3% خلال العام الجاري حتى الآن.
وقال مايكل هيرسون، المدير التنفيذي لمجموعة يوراسيا والمسئول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، إن الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب ومسئولين أمريكيين آخرون قضوا معظم العام الماضي وهم معتقدين أن تباطؤ الصين يشعر بكين باليأس من التوصل إلى اتفاق تجاري، ولكن الآن بعد تعافي النمو سيواجه ترامب وفريقه مزيدا من الأسئلة من النقاد ووسائل الإعلام حول ما إذا كانت نفوذه تتراجع”.
ورغم عدم احتمالية تغيير البيانات الاقتصادية الأفضل لمسار المفاوضات الناشبة بين الولايات المتحدة والصين التي وصلت بالفعل إلى مراحلها الأخيرة، إلا أنها على الأقل ستغير طريقة المفاوضات، وفقا لهيرسون.
قال لاري كودلو، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، الذي وصف اقتصاد الصين في يناير الماضي، بإنه اقتصاد ضعيف للغاية، أمس الثلاثاء، إن المفاوضات تحرز تقدما جيدا للغاية.
وأوضحت بلومبرج إن تبادل أكبر اقتصادين في العالم للتعريفات الجمركية على سلع بعضهما البعض التي تقترب قيمتها من 360 مليار دولار، في العام الماضي، أثرت سلبا على النمو العالمي والمعنويات قبل أن تتفق حكومات البلدين على هدنة تجارية.
وآثارت البيانات الاقتصادية القوية الشكوك، حيث قال النقاد إن السلطات الصينية عادت للاعتماد مرة أخرى على الائتمان الرخيص، كما ارتفع الاستثمار من قبل الشركات المملوكة للدولة إلى 6.7%، في حين أنه تباطأ لدى الشركات الخاصة إلى 6.4%، مما يؤكد على دور الحكومة في دعم النمو الاقتصادي.
وقال أليكس وولف، رئيس استراتيجية الاستثمار لدى بنك “جي.بي مورجان” في آسيا: “أعتقد أن صانعي السياسة، الذين كانوا يسعون لتقليص المديونية خلال العامين الماضيين، قد عادوا الآن إلى زيادة مستويات القروض”.