«شنايدر إليكتريك» انتهت من تنفيذ المرحلة الأولى.. وتبدأ تدشين 35 ميجاوات ديسمبر المقبل
“فودة”: تثبيت مقابل الانتفاع بالأراضى للمشروعات الشمسية عند 2% من الإنتاج سنوياً
تعمل مصر، حالياً، على تنفيذ برنامج متكامل لتنمية سيناء وإدخالها فى مجال اهتمام المستثمرين، ويحظى البرنامج بأولوية لدى القيادة السياسية والحكومة، ودعم من قبل الصناديق العربية ومؤسسات التمويل الدولية لما تمثله سيناء من أهمية استراتيجية فى المنطقة.
وانتهت شركة شنايدر إليكتريك من تنفيذ وتشغيل أول محطة طاقة شمسية فى جنوب سيناء بقدرة 5 ميجاوات وبتكلفة 5 ملايين دولار، ضمن المرحلة الأولى لتعريفة التغذية بالتعاون مع شركتى «جيلا التوكل إلكتريك» و«بترو إنيرجى»، وتسعى لاستكمال المرحلة الثانية، وزيادة قدرة المحطة بواقع 35 ميجاوات إضافية للوصول بطاقتها الإجمالية إلى 40 ميجاوات خلال الفترة المقبلة.
وأجرت «البورصة» جولة داخل محطة الطاقة الشمسية المقامة على مساحة 85 ألف متر مربع فى أرض سفارى بشرم الشيخ، والتى تعد الأولى ضمن البرنامج القومى لتطوير سيناء وتحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة.
وقال شريف عبدالفتاح، نائب رئيس مجلس إدارة شركة شنايدر إليكتريك، إن المشروع ضمن المرحلة الأولى لتعريفة التغذية، والذى يتضمن إنتاج الطاقة وبيعها إلى الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وشنايدر إليكتريك وقعت مذكرة تفاهم مع محافظة جنوب سيناء لإقامة محطة طاقة شمسية بقدرة 40 ميجاوات، وذلك بحضور الرئيسين عبدالفتاح السيسى وفرانسو أولند خلال زيارته لمصر عام 2016.
وأوضح أن بنود الاتفاقية تتضمن اختيار طرف ثانٍ لتنفيذ أعمال المقاولات، خاصة أن دور «شنايدر» هو توريد المنتجات الكهربائية، ولا بد من التعاقد مع شركة من المعتمدين لدى هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وتم الاتفاق مع شركتى «إنترو إنيرجى» و«جيلا التوكل إليكتريك».
وأشار إلى أن مفاوضات الحصول على الأرض استغرقت وقتاً طويلاً، ولكن بعد تدخل خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، تم تخصيص الأرض بمقابل انتفاع 2% من قيمة الطاقة المنتجة سنوياً، والشركة تسعى للوصول بقدرات المحطة إلى 40 ميجاوات، والبدء فى التنفيذ نهاية العام الجارى.
واستغرقت فترة إنشاء محطة الطاقة الشمسية فى شرم الشيخ 77 يوماً؛ حيث تم تركيب 15.3 ألف لوح شمسى بقدرة 325 وات للوح الواحد، ويسهم المشروع فى الحد من الانبعاثات الكربونية بنحو 5 آلاف طن سنوياً.
وقال وليد شتا، رئيس مجلس إدارة شنايدر إليكتريك مصر، إن مصر هى الوجهة الأولى لشركة «شنايدر إليكتريك» فى أفريقيا؛ بسبب الأحوال الأصعب فى الدول الأخرى، مبيناً أنها تعتبر ميزان المنطقة وأهم دولة وتمثل أكبر سوق وقاعدة صناعية.
وأوضح “شتا”، أن الإجراءات التى اتخذتها الدولة لجذب الاستثمار، ساعدت المستثمرين على تطوير ثقتهم بالاقتصاد المصرى، وإدارة شركة «شنايدر إليكتريك»، أخذت مجموعة من التعهدات للتوسع فى المصنع المتواجد فى مصر؛ حيث يتم تصدير 30% من الإنتاج إلى المشرق العربى وأفريقيا.
وقال محمد ممدوح عباس، عضو مجلس إدارة شركة إنترو إنيرجى، إن محطة الطاقة الشمسية فى شرم الشيخ بقدرة 5 ميجاوات تعد الخطوة الأولى لبناء منظومة ضخمة ومتكاملة فى قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، وتحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء.
وأوضح أن الشركة تسعى للتوسع فى محفظتها المحلية والإقليمية للمشاركة فى تنفيذ مشروعات لإنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة، وتركيز «إنترو إنيرجى» لا يستهدف فقط تنويع المشروعات والتوسع فى قطاع الخدمات والمرافق، ولكن المساهمة فى تقوية وتنويع الشبكة الكهربائية.
وخلال الجولة التقت «البورصة» المهندس يحيى عبدالرحيم، مدير مشروع المحطة الشمسية فى شرم الشيخ بشركة مدكور للمشروعات الهندسية «المقاول العام للمشروع»، وأوضح أن الشركة مسئوليتها تركيب المهمات وتنفيذ المشروع والأعمال المدنية بالموقع، وتصل قيمة أعمال شركة مدكور فى المشروع 35 مليون جنيه.
وأوضح أن أكبر تحديات تنفيذ محطة الطاقة الشمسية بقدرة 5 ميجاوات تتمثل فى موقع الأرض والوقت المطلوب؛ حيث كان يتم جلب العديد من الخامات من القاهرة أو محافظات خارج سيناء، وكان من المفترض أن يستغرق التنفيذ 3 أشهر ولكن تم إنجازه فى فترة أقل من ذلك بنحو أسبوعين.
وقال خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إن المشروع واجه تحديات عديدة فى بدايته سواء فى التراخيص أو الأراضى من جميع الجهات المختصة، وتم الاتفاق على منح الشركة الأرض لتدشين محطة الطاقة الشمسية بمقابل حق انتفاع 2% من قيمة الطاقة المنتجة سنوياً.
وأضاف أن القرار سيطبق بنفس القيمة لأى مستثمر يريد إنشاء محطة طاقة شمسية فى محافظة جنوب سيناء؛ حيث سيحصل على الأرض بمقابل انتفاع 2% سنوياً «كل المدن المتواجدة فى جنوب سيناء صالحة للطاقة الشمسية، وندعو الشركات للاستثمار ضمن خطة الدولة لتحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء».
وقال إن المحطة تعمل بقدرة 5 ميجاوات وتغذى الشبكة القومية للكهرباء وتساعد على توفير احتياجات الكهرباء لأكثر من ألفى وحدة سكنية مع تقليص الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 5 آلاف طن سنوياً، وهو النجاح الذى سيعمل بدوره على تعزيز استراتيجية الدولة فى تطوير حلول الطاقة المتجددة بهدف الوصول لإنتاج 20% من إجمالى الطاقة من المصادر النظيفة بحلول عام 2022.
وأكد أن هذه المحطة تعد المرحلة الأولى من مشروع حقل إنتاجى متكامل للطاقة الشمسية بقدرة 40 ميجاوات، وستبدأ «شنايدر إليكتريك» وشركاؤها فى تنفيذ المرحلة الثانية بقدرة 35 ميجاوات خلال الأشهر المقبلة.
وأشار إلى أن «شنايدر إليكتريك» ساهمت فى إنارة قرية أبوغراقد بأبوزنيمة بالطاقة الشمسية بتكلفة بلغت 5 ملايين جنيه.