طرحت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية سؤالاً مضمونه: “هل تستطيع الأسواق الأمريكية مواجهة الضغوط على التجارة؟
وذكرت الصحيفة، أن تجدد الحديث عن تصاعد الرسوم الجمركية والعقوبات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تسبب فى تسجيل مؤشر «فوتسى» البريطانى العالمى، أكبر انخفاض أسبوعى، لكن المحللين والمستثمرين منقسمون حول ما سيحدث بعد ذلك، ويعتقد معظم المحللين، أنه لايزال من الممكن التوصل إلى اتفاق بين بكين وواشنطن، بالنظر إلى أنه لا يوجد من يخدم الصراع التجارى طويل الأمد والعميق.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن التوترات بشأن التجارة تسببت فى خسائر اقتصادية على كلا الجانبين العام الماضى، ومع ضعف النمو العالمى فى الوقت الحالى فقد تكون الحرب التجارية مدمرة، ووفقًا لهذا السيناريو الحميد، يمكن أن يرتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بسرعة إلى رقم قياسى جديد يبلغ 3 آلاف نقطة، طبقاً لتوقعات «بنك أوف أمريكا”.
وفى ظل سيناريو «حافة الهاوية» وهو الأكثر ترجيحًا ستكون الأسهم الأمريكية متقلبة وقد تهبط بنسبة %5، وحذر المحللون فى بنك «بنك أوف أمريكا» أنه فى ظل سيناريو «الحرب التجارية» الأسوأ، فإن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» قد يهبط بما يصل إلى %10 وربما يحول الاقتصاد العالمى إلى ركود.
وطالب كبير مسئولى الاستثمار فى بنك «يو بى إس»، مارك هيفيل، المستثمرين بالهدوء وعدم الفزع ومواصلة فى الاستثمار، لكنه حذر من أن الاضطراب قد يمنح المستثمرين جولة أكثر صرامة فى الأسابيع المقبلة.
وقال هيفيل:”بالنظر إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، هو وحده من يعلم إلى أى مدى باستطاعته ترك السوق ينخفض أو يتباطأ ، فيجب أن نستعد لتقلبات كبيرة محتملة فى المستقبل”.
وأضاف أنه إذا كان المستثمرون لا يعتقدون أنهم قادرون على تحملها، فسيكون من الأفضل الآن تقليل المخاطر أو التحوط ضدها، وتساءلت الصحيفة البريطانية: “هل يبحث المستثمرون عن أصول آمنة مثل الين اليابانى؟”
أشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أنه مع حالة عدم اليقين، واحتمال استمرار الصفقات حول محادثات التجارة، فإن تداول العملات الأجنبية فى آسيا سينظر إليها على أنها ملاذ آمن. وبدأ المستثمرون فى المراهنة على أن العملة اليابانية ستعيد دورها كملاذ آمن إذا أصبحت الأمور سيئة للغاية.
وأظهر المستثمرون، القليل من الثقة فى الأسهم الأمريكية الأسبوع الماضي، إذ استنزف المستثمرون 14 مليار دولار من محافظ الأسهم الأمريكية وهى أعلى تدفقات أسبوعية خارجة منذ يناير الماضى.
وارتفعت مبيعات الأسهم، رغم البيانات القوية من الاقتصاد الأمريكى، وبلغ معدل النمو فى الربع الأول 3.4% وسط ارتفاع أرباح الشركات، ولكن فى ذروة هذه المخاوف، خلال فبراير ومارس، توقع بعض المستثمرين أن الأسهم الأمريكية واجهت ركودًا فى الأرباح، إذ تقلصت الأرباح لربعين متتاليين.. لكن هذا لم يتحقق.
ومع اقتراب موسم أرباح الشركات من نهايته، تجاوزت الشركات تقديرات الأرباح بنسبة 6.6%، حيث تجاوزت 3 من كل 4 شركات توقعات المحللين لصافى الدخل وفقًا لجوناثان جولوب، كبير استراتيجى الأسهم الأمريكية فى بنك «كريدى سويس”.
وقال جولوب، إن المستثمرين لديهم أسباب للحذر خصوصا بالنظر إلى المخاطر الكبيرة الناجمة عن المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة التى لا يمكن التنبؤ بها، وأوضح ريتشارد هندرسون، أن تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، يشير إلى المخاوف من أن التوترات التجارية قد تؤثر على الاقتصاد العالمى.