انتشار البيع بالتقسيط في محاولة لكسر الركود .. بفائدة وبدون
أثرت الزيادة في أسعار الماشية الحية على قدرات ذبح الحيوانات خلال موسم الأضحى الماضي، مدفوعة بضعف الدخول الشهرية للمستهلكين تزامنًا مع الإجراءات الاقتصادية التي تُطبقها الحكومة منذ 4 أعوام تقريبًا، ووصف متعاملون في السوق الوضع بـ«انتكاسة»، وتوقعوا امتداد الآثار السلبية للموسم المقبل.
وفقًا لتقديرات وزارة الزراعة الأمريكية، تراوحت أسعار الماشية في موسم الأضحى الماضي بين 26 و36 ألف جنيه، في حين تُقدم وزارة التموين مُنتجات مدعومة في 25 ألف متجر خاص بها و4000 منفذ تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية.
أوضحت وزارة الزراعة الأمريكية، أنه رغم كون وزارة التموين تقدم منتجات مدعومة للمستهلكين، لكنها ليست مُحصنة ضد زيادة أسعار لحوم الأبقار، خاصة أنها توفرها عبر الاستيراد من مناشئ مختلفة أبرزها البرازيل والسودان.
ارتفعت أسعار اللحوم المستوردة لدى وزارة التموين في العام الماضي إلى 85 جُنيهًا للكيلو، مقابل 60 جُنيهًا قبل تحرير أسعار الصرف في نوفمبر من العام 2016.
مؤخرًا أبرمت الحكومة اتفاقية لاستيراد 800 ألف رأس من السودان خلال 3 سنوات، واتفقت مع باراغواي لاستيراد كميات غير محدودة من اللحوم، لكنها لم تبدأ بها.
توقع التقرير، أن يترتب على زيادة واردات الأبقار، ارتفاع إنتاجية لحوم الأبقار في مصر خلال أعوام 2020 و2021 مع بلوغ هذه الماشية مرحلة النضج.
ومن بين الموردين الآخرين إسبانيا وألمانيا وكولومبيا أوكرانيا وهنغاريا وإيطاليا وهولندا والولايات المتحدة.
أرجع هاني حفني، صاحب مزرعة ماشية، ارتفاع أسعار اللحوم الحية محليًا إلى الزيادة الكبيرة في تكاليف الإنتاج منذ تحرير أسعار الصرف في 2016، ما ضاعف من تكلفة الإنتاج في جميع العناصر.
أوضح أن ارتفاع الأسعار تراجع بمعدلات البيع رغم أنه من المفترض زيادتها في موسم الأضحى، كما يحدث كل عام، لكن ضعف دخول المستهلكين الشهرين منعهم من العمل في المعدلات الطبيعية للشراء.
لفت إلى تخارج مزارع عدة من السوق في الفترة الأخيرة مدفوعة بتراجع المبيعات وتكبدها الكثير من الخسائر، كما أن العديد من المزارع الأخرى خفضت حجم أعمالها السنوية، والنتيجية الطبيعية لذلك هى تراجع المعروض وارتفاع الأسعار، لكن ذلك لم يحدث.
أوضح أن الأسعار لم ترتفع نتيجة ضعف الطلب، وجميع المزارع تبيع تحت حد التكلفة مع تجنب أكبر قدر مكن من الخسائر للقدرة على استمرار العمل.
توقع أحمد السيد، تاجر ماشية، استمرار الانتكاسة التي شهدها السوق في موسم الأضحى الماضي إلى الموسم المقبل، قائلًا: «الأوضاع لم تتغير مُطلقًا، والأسعار ما زالت في مستويات العام الماضي، ولا يمكن زيادتها بدون ارتفاع طلبات المستهلكين».
لفت إلى أن العديد من المزارع لجأت إلى البيع بالتقسيط في الفترة الأخيرة، في مُحاولة لكسر حالة الركود في السوق، ترتفع الأسعار حال العمل بذلك بنسبة طفيفة تتراوح بين 3 و5%، لدى البعض، في حين يرفض البعض الآخر زيادة الأسعار.
ظهرت فكرة بيع لحوم الأضاحي بالتقسيط للمرة الأولى في مصر خلال العام 2011، جلكنها لم تنتشر لهدوء الأوضاع نسبيًا وقتها، لكن العمل بها تنامى قبل موسم الأضخى في العام 2015، عبر اتفاق بين وزارة التموين مع بنكي مصر وقطر الوطنى الأهلي على بيع الخراف بالتقسيط بدون فوائد، ومن ثم انتشرت أكثر لتسيطر على فئة كبيرة في السوق.