المربون: الحكومة خلقت عرضاً بدون مشترين.. والوزارة: «هدفنا توفير المنتجات بأقل سعر»
عد مُتعاملون فى قطاع الثروة الحيوانية مشروعات «البتلو» و«ملء الفراغات» على أنها أحد أسباب تراجع أسعار الماشية بأنواعها فى السوق، وقالوا إنها رفعت المعروض المحلى بجانب المنتجات المستوردة، ما أثر على الأسعار فى النهاية، فى حين تراها وزارة الزراعة مشروعات تنموية للمستقبل.
اعتبر إبراهيم النادى، رئيس شركة ماس للتجارة، صاحب مزارع رحمة للثروة الحيوانية، أن زيادة المعروض من اللحوم فى مقابل ضعف مشتريات المستهلكين وبدون ضبط آليات العملة أضر بالسوق.
أوضح »النادى«، أن زيادة المعروض أجبرت المربين على خفض الأسعار، خاصة أن القوى الشرائية للمستهلكين مستمرة فى التراجع، مدفوعة بالتغيرات الاقتصادية التى شهدها الاقتصاد فى الفترة الأخيرة.
أضاف عبدالله عبدالرحمن، صاحب مزارع عباد الرحمن، أن الوزارة خلقت إنتاجاً بدون أن تجد مشترين، وهو ما وضع السوق فى حلقة مفرغة من الخسارة؛ لعدم قدرتهم على البيع بالخسارة، وفى الوقت نفسه عدم القدرة على الاستمرار فى التربية.
أشار إلى توجه العديد من المزارع التى تكبدت خسائر مالية كبيرة إلى خفض الإنتاج السنوى، وأغلبها توقف عن العمل نهائياً على أمل العودة مرة أخرى بعد تحسن أوضاع السوق.
استبعد »عبدالرحمن«، تحسن أوضاع السوق فى الفترة المقبلة، قائلاً: «أى طلب لن يُحرك السوق للأمام، حتى إذا زاد الضعف، فالخسائر تتزايد، والتكلفة مستمرة فى الارتفاع، وبالتأكيد لن يزيد الطلب للضعف».
أوضح أنه خفض إنتاجه خلال العام الحالى بنسبة 65%، ليمثل أقل من 15% من قوة المزرعة على العمل، إذ أدخل 15 رأس فقط استعداداً لموسم الأضحى المقبل، مقابل 45 رأساً الموسم الماضى، فى حين تستوعب المزرعة ما يقرب من 150 رأساً.
على الجانب الآخر، ترى الحكومة، أن المشروعين يهدفان لتوفير اللحوم بأسعار مناسبة عبر زيادة المعروض منها فى الأسواق، ومن هنا وفرت الدولة نحو 2.6 مليار جنيه لتمويل المشروعين منذ انطلاقهما.
قال طارق سُليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية، فى وزارة الزراعة، إن مشروع إحياء «البتلو» يعتمد على منع ذبح الماشية الصغيرة نهائياً قبل وزن 400 كيلو جرام، ما وفر 5 أضعاف كمية اللحوم التى اعتاد السوق إنتاجها سابقاً.
أوضح أن مشروع البتلو، وفر تمويلاً للمُربين بفائدة 5% متناقصة، وتم تمويل نحو 47 ألف رأس ماشية، إذا تم ذبحها فى سن صغيرة لن تنتج أكثر من 2300 كيلوجرام من اللحوم، لكن تسمينها يوفر ما يزيد على 11 ألف طن لحوم.
أضاف: «من الفارق فى الإنتاج تتضح أهمية المشروع، والوزارة تسعى لزيادة الإنتاجية المحلية لتوفير أكبر قدر ممكن من اللحوم بأقل سعر ممكن على المستهلكين، كأحد حلول الدولة لسد الفجوة الغذائية وتوفير فرص للعمل وتنمية الثروة الحيوانية».
طرحت الوزارة المشروع على 3 مراحل، باستثمارات بلغت 300 مليون جنيه، أعادت تجديدها مرة أخرى حتى وصلت 567 مليون جنيه، بعدد مستفيدين بلغ 2749 مربياً، اشتروا ما يزيد على 47 ألف رأس من عجول البتلو.
شبهت مُنى محرز، نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية، الأهداف العامة لمشروع «ملء الفراغات» بمثيلتها فى مشروع «البتلو»، وهى توفير اللحوم بأسعار مناسبة، واستنكرت أن تكون الصعوبات التى يواجهها السوق؛ بسبب زيادة الإنتاج.
أوضحت »محرز«، أن المشروعات لها أهداف أخرى، أبرزها تنمية المرأة الريفية وشباب الخريجين والراغبين فى مشروعات التسمين الصغيرة للأقل من 10 رؤوس ماشية.
ذكرت أن المشروعات تنشر السلالات المستوردة ذات الإنتاج المرتفع من الألبان، وتم إحياؤه بعد طرحه للمرة الأولى فى العام 1998، وتم توفير التمويلات من قبل البنك الزراعى المصرى.
أضافت: «البنك عدَّل شروط القروض ليسمح لصغار المزارعين بالحصول على الحد الأقصى عند 400 ألف جنيه للأفراد، ومليونى جنيه للشركات، إذا كيف تكون قروض التنمية سبباً فى تراجع أداء السوق».
قدرت »محرز”، عدد رؤوس الماشية من الأبقار المستوردة لمشروعى البتلو وملء الفراغات بنحو 145 ألف رأس خلال العام الماضى، من 8 مناشئ مختلفة هى «البرازيل، إسبانيا، السودان، كولومبيا، المجر، هولندا، إيطاليا، وأوروجواى».