ارتفعت أسعار النفط بالأسواق العالمية لنحو 72.50 دولار للبرميل فى بداية تعاملات الأسبوع، مقارنة بـ72.11 دولار للبرميل فى ختام التعاملات، بعدما أوضحت «أوبك»، أنها ستبقى على الأرجح على تخفيضات الإنتاج التى ساعدت على دعم الأسعار هذا العام، مع ترقب الأسواق للتحركات السياسية بمنطقة الشرق الأوسط التى سيكون له أثر كبير على النفط.
وقال مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق لـ«البورصة»، إنَّ الهجوم على ناقلتى نفط سعوديتين قبالة سواحل إمارة الفجيرة الإماراتية قبل أيام تسبب فى ارتباك بأسواق النفط؛ لأن خمس استهلاك النفط العالمى من منتجى البترول الخام فى الشرق الأوسط يمر إلى الأسواق الرئيسية فى آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وخارجها عبر مضيق هرمز، ويفصل الممر المائى الضيق إيران عن شبه الجزيرة العربية.
وتوقع بنك أوف أمريكا ميريل لينش صعود خام برنت إلى 90 دولاراً للبرميل مع انحسار الحرب التجارية بين أمريكا والصين، وانخفاض الدولار وزيادة الطلب العالمى النفط، إلى جانب تغييرات أقرتها المنظمة البحرية الدولية لقواعد وقود الشحن.
وأضاف «يوسف»، أن التحركات السياسية فى المنطقة المترتبة عن الهجوم على شحنات النفط السعودى، سيكون لها أثر كبير على سعر برميل النفط بالأسواق العالمية بعد التحركات السياسية التى بدأت الدولة اتخاذها فى المنطقة.
وأعلنت السعودية تعرض محطتى ضخ لخط الأنابيب شرق – غرب الذى ينقل النفط السعودى من الحقول بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربى لهجوم من طائرات دون طيار مفخخة، ولكن لم يكن له أثر كبير على الأسواق بعد إعلان المملكة عدم تضرر إمداداتها من النفط واستقرار معدلات الإنتاج.
وتعد السعودية والإمارات فى المركز الأول والثالث بين أكبر المنتجين على الترتيب فى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وفقاً لأحدث مسح.
وأشار «يوسف» إلى أن عودة تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا سيؤدى لمزيد من الانخفاض فى صادرات الخام من البلاد الأعضاء فى «أوبك»، بما يُضاف إلى تقييد للإمدادات ناجم عن اتفاق تقوده المنظمة.
كما أثار تصاعد التوترات فى الشرق الأوسط هذا الأسبوع مخاوف من اضطرابات إضافية للإمدادات.
وأكد نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن الأسواق ما زالت تنتظر قراراً من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين بشأن ما إذا كانوا سيواصلون تخفيضات الإمدادات، التى أدت إلى صعود الأسعار بأكثر من %30 منذ بداية العام الحالى. وتراجع إنتاج النفط العالمى بنحو 300 ألف برميل يومياً، مع تصدر كندا وكازاخستان وأذربيجان وإيران لهبوط الإمدادات، مع ارتفاع إنتاج نفط أوبك بنحو 60 ألف برميل يومياً إلى 30.21 مليون برميل يومياً بفضل ارتفاع التدفقات من ليبيا ونيجيريا والعراق.
ومع ارتفاع إنتاج المنتجين من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وعلى الأخص من الولايات المتحدة فى الربع الثانى من العام، سيُبقى السوق يتلقى إمدادات جيدة.