قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إنَّ «بكين» تستعد لاستخدام هيمنتها على المعادن اﻷرضية الناردة، كرد فى حربها التجارية العميقة مع واشنطن.
وأثارت موجة من تقارير وسائط الإعلام الصينية احتمالية قيام بكين بقطع صادرات السلع الأساسية، التى تستخدم فى قطاعات الدفاع والطاقة والإلكترونيات والسيارات.
وأوضحت «بلومبرج»، أن الصين، أكبر منتج فى العالم، تستحوذ على 80% تقريباً من واردات الولايات المتحدة من المعادن النادرة، التى تستخدم فى مجموعة من الصناعات، بداية من الهواتف الذكية وحتى السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.
وتزيد تهديدات بكين الأخيرة من حدة التوتر بين أكبر اقتصادين فى العالم، قبل الاجتماع المتوقع بين الرئيس الصينى شى جين بينغ ونظيره اﻷمريكى دونالد ترامب فى اجتماع مجموعة العشرين فى يونيو المقبل، هذا فضلاً عن أنها تظهر كيفية تقييم الصين جيداً لخياراتها بعد إدراج شركة «هواوى» فى القائمة السوداء، ما يقطع عنها إمدادات المكونات الأمريكية التى تحتاجها لصنع هواتفها الذكية ومعدات الشبكات.
وقال جورج بوك، الرئيس التنفيذى لشركة «نورثرن مينرالز»، التى تنتج الكربونات النادرة ضمن مشروع تجريبى فى أستراليا الغربية، إنَّ الصين، باعتبارها المنتج المهيمن للمعادن النادرة، أظهرت فى الماضى إمكانية استخدامها المعادن النادرة كورقة رابحة عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات المتعددة الأطراف.
ووفقاً لهذا الصدد، قالت صحيفة الشعب الصينية اليومية، فى افتتاحيتها يوم اﻷربعاء، يتعين على الولايات المتحدة عدم الاستخفاف بقدرة الصين على خوض الحرب التجارية.
وتضمن تعليق الصحيفة عبارة صينية نادرة مفادها «لا تقل إننى لم أحذرك»، التى استخدمتها الصين فى عام 1962 قبل خوض حرب مع الهند، كما أنها استخدمتها، أيضاً، قبل اندلاع النزاع الحدودى بين الصين وفيتنام عام 1979، بالإضافة إلى ذلك، قالت صحيفة «جلوبال تايمز»، إنَّ المطلعين على اللغة الدبلوماسية الصينية يدركون مدى ثقل هذه العبارة.
ووفقاً لهذا الصدد، قالت صحيفة الشعب اليومية، إنه لا يصعب الإجابة عن التساؤلات التى تدور حول ما إذا كانت الصين ستستخدم المعادن النادرة كوسيلة انتقامية فى الحرب التجارية، بينما قال رئيس تحرير صحيفة «جلوبال تايمز»، فى تغريدة له عبر موقع التغريدات القصيرة (تويتر)، إنَّ الصين تدرس بجدية تقييد صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة وربما تتخذ، أيضاً، مزيداً من التدابير المضادة.
وفى الوقت نفسه، قال مسئول فى اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، إنَّ الشعب الصينى لن يكون سعيداً برؤية المنتجات المصنوعة من المعادن النادرة المصدرة بينما تستخدم فى قمع تنمية بلادهم.وفى ديسمبر 2017، وقع الرئيس اﻷمريكى ترامب أمراً تنفيذياً للحد من اعتماد بلاده على الإمدادات اﻷجنبية من المعادن الحرجة، بما فى ذلك معادن اﻷرض النادرة، التى كانت تستخدم فى صنع الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والمعدات العسكرية، والتى قيل وقتها إنها قد تشكل خطراً محتملاً على الأمن القومى والاقتصاد اﻷمريكى.