تتوقع شركة «ريستاد إنيرجى» الاستشارية للأبحاث، تجاوز إجمالى الاستثمارات بقطاع الطاقة المتجددة فى أستراليا وآسيا، باستثناء الصين، الإنفاق على مشاريع استكشاف وإنتاج البترول والغاز فى المنطقة ابتداءً من العام المقبل.
قال جيرو فاروجيو، رئيس قسم مصادر الطاقة المتجددة لدى «ريستاد إنيرجى»، إن كل هذه الدول تمتلك خططاً قوية لتطوير الطاقة المتجددة بجميع أشكالها، بما فى ذلك الرياح البحرية، والأهم من ذلك أن معظم تلك الدول لديها أهداف كبيرة لإدراج مصادر الطاقة المتجددة ضمن مزيج طاقتها.
وأوضح موقع «أويل برايس»، المتخصص بأخبار الطاقة، أن %1 فقط من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فى تلك البلاد مملوكة، حالياً، لشركات البترول الكبرى.
وبحلول 2020، يمكن أن تصبح الشركات الكبرى ذات هيمنة فى مجال تطوير الطاقة المتجددة فى أستراليا، فتلك الشركات تسعى لاقتناص الفرص الكبيرة فى مجال البترول والغاز.
وتتوقع «ريستاد إنيرجى»، أيضاً، استمرار تحقيق مصادر الطاقة المتجددة فى أستراليا نمواً قوياً بين عامى 2018 وحتى 2010، رغم أن البلاد لا تزال تواجه تحدياً محلياً يتمثل فى الخسائر المتعلقة بالنقل، ما يؤثر على الإيرادات، ويخلق عدم يقين سياسياً.
وأضافت أن ثقة المستثمرين مرتفعة فى أستراليا، التى تمتلك، حالياً، خطوطاً لتطوير أكثر من 105 جيجاوات من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فضلاً عن أسطول من محطات الطاقة القديمة التى تعمل بالفحم وتحتاج لاستبدالها.
وأوضح «فاروجيو»، أن مصادر الطاقة المتجددة فى الهند ذات أهمية كبيرة، وتستحق تسليط الضوء عليها أيضاً، مشيراً إلى أنه ليس من الغرابة قيام شركتى «بتروناس» و«شل» مؤخراً باستثمارات فى مصادر الطاقة المتجددة التجارية والصناعية الهندية.
وتستثمر الهند أموالاً أكثر فى الطاقة الشمسية بدلاً من الفحم للمرة الأولى فى تاريخها، كما تفوق إجمالى الاستثمارات فى الطاقة المتجددة على الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفورى للعام الثالث على التوالى، وتجاوز الإنفاق على الطاقة الشمسية الفولت ضوئية الإنفاق على الفحم لأول مرة فى العام الماضى.
واعتادت الدول الآسيوية الاعتماد على الفحم للحصول على قدر كبير من إنتاج الطاقة الكهربائية، خاصة أن الفحم مصدر أرخص وإن كان الأكثر تلويثاً للبيئة من الغاز الطبيعى، الذى يعرف بأنه أنظف هيدروكربون محترق.
وأشار «أويل برايس» إلى أن محاولة تحويل المرافق من الفحم إلى الغاز تعد مشكلة حادة، خاصة فى الفلبين وفيتنام، فقد تراجعت الجهود التى تبذلها الفلبين للحصول على أول محطة تعمل بالغاز الطبيعى المسال منذ نحو 10 أعوام؛ نظراً إلى الروتين الحكومى وعدم الكفاءة وعدم قدرة مقترحات مشاريع الغاز الطبيعى المسال على العثور على متعهدين ذوى جدارة ائتمانية.
ومع ذلك، من المتوقع أن تطلق الفلبين أول محطة تعمل بالغاز الطبيعى المسال فى غضون خمسة أعوام، ولكنها ستواصل فى الوقت ذاته الاعتماد بشدة على الفحم.
أما فيتنام، فقطاع طاقتها يعانى مأزقاً أكبر، ففى ظل استنفاد احتياطيات الغاز الطبيعى، وعدم قدرة البلاد على الاستفادة من مواردها الطبيعية البحرية الخارجية بسبب التوترات الجيوسياسية فى بحر الصين الجنوبى وتدخلات بكين، تحاول فيتنام الحصول على أول محطة لتوليد الطاقة عبر الغاز الطبيعى المسال، ولكن مساعيها لن تكون كافية.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى فيتنام بالفعل للحصول على مزيد من مصادر الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، ولكنها ستظل تعتمد على الفحم بنسبة 75% تقريباً من مزيج الوقود اللازم لتوليد الطاقة.